خلطة من الصراحة والفكاهة.. نصيحة لستارمر قبل لقاء ترامب

مع استعداد كير ستارمر للقاء دونالد ترامب، قدم نايجل فاراج الذي تجمعه علاقة قوية بالرئيس الأمريكي بعض النصائح لرئيس الوزراء البريطاني.
ويستعد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر لاجتماعه الرسمي الأول مع سيد البيت الأبيض، وهو يدرك جيدا أن كسب ود ترامب قد يكون له تأثير جيوسياسي كبير، ليس فقط على مستقبل أوكرانيا والأمن الأوروبي، بل أيضا على العلاقات بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة.
وتعليقا على اللقاء المرتقب، قال زعيم حزب الإصلاح في المملكة المتحدة نايجل فاراج وهو أحد الساسة البريطانيين القلائل الذين تربطهم علاقات جيدة مع ترامب: "أتمنى حظا سعيدا لرئيس الوزراء، لكن ستارمر وترامب شخصان مختلفان للغاية".
وحاول فاراج تقديم بعض النصائح لستارمر، منها أن يكون صريحا وألا يتردد، وأوضح أن الرئيس الأمريكي "يطلق الأسئلة بسرعة ويفكر بسرعة.. إنه حاد الذكاء للغاية".
وأشار إلى أن القليل من الإطراء لن يكون خطأ، مضيفا: "يجب أن تكون مهذبًا. ويجب أن ينسب إليه الفضل الكبير فيما فعله. لقد فعل في 30 يومًا أكثر مما يفعله معظم الرؤساء في سنوات".
واعتبر فاراج أن "الأمر صعب حقًا على ستارمر، فهناك بعض القضايا الصعبة للغاية"، حسب صحيفة "التليغراف".
وشدد فاراج على أن ستارمر يجب أن يتمتع بروح الدعابة، قائلا: "هناك الكثير من الفكاهة مع ترامب. هو سيد فيها. إنه مضحك للغاية.هي متعة هائلة أن تكون معه".
وأعلن ستارمر، أمس أنه سيرفع الإنفاق الدفاعي البريطاني إلى 2.5% من الناتج المحلي الإجمالي، بدلا من 2.3% وهي أكبر زيادة منذ الحرب الباردة.
وسيأتي جزء من التمويل الإضافي من تخفيضات ميزانية المساعدات الخارجية، وهو ما يتجاوب مع مطالب ترامب المتكررة بأن يساهم حلفاء أمريكا الأوروبيون بشكل أكبر في الإنفاق الدفاعي.
كما ردد ستارمر شعار الجمهوريين: "السلام من خلال القوة" والذي كان حجر الزاوية في نهج ترامب: "أمريكا أولاً"، حيث قال في كلمته أمام البرلمان إن "السلام يأتي من خلال القوة".
ويأمل ستارمر أن يمنحه هذا السلوك بعض النفوذ في اجتماعه مع ترامب، مما يمكنه من الحصول على تأكيدات بأن الولايات المتحدة ستكون منخرطة في الأمن المستقبلي لأوكرانيا.
وللحصول على الإلهام حول كيفية التعامل مع ترامب، قد يستفيد رئيس الوزراء البريطاني من لقاء الرئيس الأمريكي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الإثنين الماضي.
وقال سيباستيان ميلارد، زميل في مركز تشاتام هاوس للأبحاث: "كان ماكرون ذكيا للغاية في سلوكه. عليك أن تبدو حازمًا وقويًا ولكن أيضًا ودودًا".
وأشار إلى أن ماكرون وترامب يعرفان بعضهما البعض بشكل أفضل بكثير من ستارمر، الذي قال إنه يتمتع بميزة التحدث بشكل أكثر استقلالية.
وسيكون ستارمر ثالث رئيس وزراء بريطاني يلتقي ترامب خلال ولايتيه بعد تيريزا ماي وبوريس جونسون حيث حظي كل منهما بتجربة مختلفة.
وفي يناير/كانون الثاني 2017، وبعد وقت قصير من تولي ترامب منصبه، اعتقدت ماي أنها حققت فوزا لكونها أول زعيمة عالمية تزوره بعد تنصيبه، لكن ما هيمن على التعليقات كان صورة محرجة لها يمسك ترامب بيدها فيها.
أما جونسون فبدا أن لديه علاقة أكثر طبيعية مع ترامب الذي وصفه بأنه "رجل جيد حقًا" وأنه "ترامب بريطانيا"، رغم أن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق قال سابقًا إن ترامب "غير لائق" لمنصبه.