احتجاجات المزارعين.. ورقة اليمين المتطرف الرابحة قبل انتخابات أوروبا
جاءت احتجاجات المزارعين كورقة رابحة عززت مكانة اليمين المتطرف قبل انتخابات البرلمان الأوروبي المقررة في يونيو/حزيران المقبل.
ومع اقتراب انتخابات البرلمان الأوروبي المقررة في يونيو/حزيران المقبل تبدو أحزاب اليمين المتطرف المناهضة للاتحاد الأوروبي وللهجرة في موقف قوة وجاءت احتجاجات المزارعين لتعزز مكانتها بين الناخبين الغاضبين.
- «أهل اليمين» ينقذون أتال.. أول «رقصة ثقة» في البرلمان الفرنسي
- نتنياهو ينحاز لـ«اليمين»: لن نوافق على أي صفقات لتبادل الأسرى
ورغم تراجع بروكسل عن قواعد صافي الصفر بالنسبة للمزارعين فإن هذه الخطوة لن تنجح في تعطيل الأحزاب المشككة في الاتحاد الأوروبي وفقا لما ذكرته صحيفة "تليغراف" البريطانية.
وقالت الصحيفة إن أحزاب اليمين المتطرف تبنت نضال المزارعين واجتذبت قاعدة انتخابية واسعة طالما اعتبرتها القوى المؤيدة لأوروبا تابعة لها، وذلك بفضل الإعانات الزراعية الضخمة التي يقدمها الاتحاد الأوروبي.
وتتوقع استطلاعات الرأي فوز الأحزاب المناهضة للاتحاد الأوروبي في الانتخابات المقبلة في 9 دول أعضاء هي: النمسا، وبلجيكا، وجمهورية التشيك، وفرنسا، والمجر، وإيطاليا، وهولندا، وبولندا، وسلوفاكيا.
كما تشير الاستطلاعات إلى أن هذه الأحزاب ستأتي في المركز الثاني أو الثالث في 9 دول أخرى ويخشى الاتحاد الأوروبي أن تتعزز هذه النتائج بفعل احتجاجات المزارعين.
والعام الماضي، منحت احتجاجات الجرارات ضد قواعد المناخ فوزا ساحقا لحزب المزارعين الهولندي في الانتخابات الإقليمية والتي تحولت إلى استفتاء على سياسات الاتحاد الأوروبي.
وبعد انهيار الائتلاف الحاكم، صوت الناخبون الهولنديون لصالح خيرت فيلدرز، المناهض للمهاجرين والمؤيد لخروج البلاد من الاتحاد الأوروبي والمؤيد للمزارعين، في الانتخابات العامة المبكرة التي جرت في نوفمبر/تشرين الثاني.
ومنذ ذلك الوقت، اندلعت احتجاجات واسعة للمزارعين في في فرنسا وإيطاليا وألمانيا وبلجيكا وبولندا ورومانيا، وسلوفاكيا وإسبانيا.
ومن المتوقع أن يكون التراجع عن هدف الاتحاد الأوروبي المتمثل في صافي الصفر بحلول 2050 واحدا من الملفات الشائكة خلال الحملات الانتخابية استعدادا لانتخابات يونيو/حزيران المقبلة.
ويشعر المزارعون الأوروبيون بالقلق أيضًا بشأن المنافسة مع الواردات الزراعية الرخيصة من أوكرانيا بعدما تنازل الاتحاد الأوروبي عن القيود التجارية.
وحاليا، يسعى حزب الشعب الأوروبي الذي ينتمي إلى يمين الوسط، ويعد أكبر مجموعة في البرلمان الأوروبي منذ فترة طويلة، إلى مغازلة المزارعين من خلال اتخاذ إجراءات صارمة بشأن التشريعات البيئية.
وقد يكون من الممكن احتواء موجة المتشككين في أوروبا، من خلال التحالف بين الأحزاب المؤيدة للاتحاد الأوروبي، والتي ستظل تمثل الأغلبية بعد الانتخابات.
ويتعين على حزب الشعب الأوروبي أن يتخلى عن إغراء تشكيل ائتلاف محافظ مع الأحزاب المتشككة في أوروبا للحد من نفوذ زعماء اليمين المتطرف مثل مارين لوبان في فرنسا وفيكتور أوربان في المجر وخيرت فيلدرز في هولندا.