6 انقلابات هزت العالم.. "18 برومير" و"بير هول"
يعرف الانقلاب عادة بأنه الإطاحة بالحكومة والاستيلاء على سلطاتها بصورة غير قانونية، وفي كثير من الأحيان تكون عنيفة.
وعادة ما تنتقل السلطة إلى فصيل سياسي أو جماعة متمردة أو الجيش أو ديكتاتور، مثل أدولف هتلر أو فرانسيسكو فرانكو أو عيدي أمين، لكن عددا من هذه الانقلابات كان سببا في تغيير مجريات التاريخ.
- آخرها النيجر.. قصة 11 انقلاباً في أفريقيا نفذها ضباط دربتهم أمريكا
- انقلاب النيجر.. مهلة أفريقية وتهديدات أوروبية
اغتيال يوليوس قيصر
"حتى أنت يا بروتوس؟".. عبارة قالها الإمبراطور الروماني يوليوس قيصر عندما طعنه صديقه ورفيقه بروتوس، ويمكن القول إن هذه هي أكثر الكلمات الخالدة التي قيلت خلال انقلاب دموي.
واغتيل الديكتاتور الروماني يوليوس قيصر على يد مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ في مارس/آذار عام 44 قبل الميلاد، خلال اجتماع للمجلس في روما، حيث طعن أعضاء مجلس الشيوخ قيصر 23 مرة.
وشارك ما لا يقل عن 60 من أعضاء مجلس الشيوخ في المؤامرة خوفا من تركيز قيصر السلطة في يده خلال فترة حكمه وتقويض كل أمل في إقامة الجمهورية الرومانية.
وأدى الانقلاب إلى حرب أهلية، ولم يتمكن المتآمرون من السيطرة على مؤسسات روما، ونتيجة لذلك تحولت الجمهورية الرومانية إلى الإمبراطورية الرومانية، وانتحر كل من بروتوس وكاسيوس بعد خسارة الحرب.
انقلاب 18 برومير
هو الانقلاب الذي قام به نابليون بونابرت في 18 برومير (السنة الثامنة تحت التقويم الجمهوري الفرنسي) وتحديدا في (9 نوفمبر/تشرين الثاني 1799)، ليطيح بحكومة المديرين، ويوجد بدلاً منها حكومة القناصل، ليكون نابليون القنصل الأول.
في ذلك الوقت، كانت فرنسا تحكم من قبل لجنة المديرين، التي تتألف من 5 أشخاص، كانت هذه الهيئة السياسية على خلاف دائم مع الدول الأجنبية، بما في ذلك بريطانيا والنمسا وبروسيا وروسيا والإمبراطورية العثمانية وغيرها.
وعلى الرغم من امتلاكها جيشاً قوياً يقوده نابليون نفسه، إلا أن الدعم الشعبي للجنة كان ضعيفاً للغاية.
وعقب عودته من الحملة الفرنسية في مصر وسوريا، سيطر نابليون على فرنسا، وألغى حكومة المديرين واستبدله بالقناصل، في تلك الفترة أنشأ بونابرت ديكتاتورية عسكرية، وأثبت نفسه كرئيس لحكومة جمهورية مركزية، حكم خلالها 15 عاماً.
الإطاحة بمملكة هاواي
كتبت الحكومة الأمريكية اعتذاراً عام 1993 عن الإطاحة بمملكة هاواي، وأقر الكونغرس أن "الإطاحة بمملكة هاواي جرى بمشاركة نشطة من عملاء ومواطني الولايات المتحدة".
حدث الانقلاب ضد الملكة ليليوكالاني في 17 يناير/كانون الثاني 1893 في جزيرة أواهو بقيادة لجنة السلامة، وهي جمعية سرية من نخبة رجال الأعمال والقادة السياسيين الذين كانوا حريصين على ضم هاواي إلى الولايات المتحدة لأسباب اقتصادية وسياسية، والتي تألفت من 7 مقيمين أجانب و6 من غير السكان الأصليين من مملكة هاواي من أصل أمريكي في هونولولو.
ووضع أصحاب مزارع السكر في هاواي خطة لضم هاواي لحكم الولايات المتحدة، لسبب بسيط هو عدم دفع التعريفات الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة على واردات السكر من هاواي.
انقلاب بير هول
وقع انقلاب بير هول الفاشل الذي قاده زعيم الحزب النازي أدولف هتلر خلال حقبة جمهورية فايمار، وصحيح أن الانقلاب قد فشل لكنه عزز قوة أشهر ديكتاتور في العالم.
وفي الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني 1923م في واحدة من أكبر صالات ميونخ، وبوجود آلاف الألمان، وشخصيات كبرى مهمة مثل مفوض مجلس الدولة عن ولاية بافاريا جوستاف فون تار ورئيس البوليس السري ورجال من الحكومة، خطط هتلر والنازيون لإحاطة المكان، وإعلان قيام ثورة وطنية، وتشكيل حكومة جديدة، وأجبر القادة البافاريين بالصالة على الانضمام إلى تلك الثورة.
حاول هتلر ورفيقه الجنرال لوديندورف المتابعة واجتياح المدينة، لكن تصدَّى لهم عناصر من رجال الشرطة، وكانت نهاية الأمر إلقاء القبض على هتلر وأتباعه، والزج به في السجن بتهمة الخيانة، كما تم إغلاق مقرات حزبه وإيقاف صحيفته ومصادرة أمواله.
جلبت محاولة الانقلاب الاهتمام القومي لهتلر، وتم تقديمه للمحاكمة وأدين بالخيانة وحكم عليه بالسجن.
الثورة الكوبية
لم تحقق بعض الانقلابات نجاحاً فورياً، فقد بدأت الثورة الكوبية في يوليو/تموز 1953 وتواصلت بشكل متقطع حتى 31 ديسمبر/كانون الأول 1958.
وكانت الثورة انتفاضة مسلحة بقيادة فيدل كاسترو أطاحت في النهاية بالديكتاتورية الوحشية لفولجينسيو باتيستا، الذي استولى هو نفسه على السلطة عبر الانقلاب.
وفر باتيستا من جزيرة كوبا في اليوم التالي، حيث عاش في المنفى حتى وفاته عام 1973.
قاد كاسترو كوبا في الفترة من عام 1959 حتى عام 2011، وتحت إدارته أصبحت كوبا دولة شيوعية ذات حزب واحد، وجرى تأميم الصناعة والأعمال وتنفيذ إصلاحات الدولة الاشتراكية في جميع أنحاء البلاد، وتوفي عام 2016 عن عمر يناهز 90 عاماً.
انقلاب تشيلي
في سبتمبر/أيلول 1973، قامت القوات التشيلية بانقلاب ضد حكومة الرئيس سلفادور أليندي، أول ماركسي منتخب ديمقراطيا في أمريكا اللاتينية.
وعقب لجوء أليندي إلى قصره الرئاسي في سانتياغو، قصفت الطائرات الحربية القصر واقتحمت القوات القصر المحترق، ومات أليندي منتحرا، مستخدماً مسدساً أهداه له فيدل كاسترو.
وكانت الحكومة الأمريكية ووكالة المخابرات المركزية هي من دبرت الانقلاب، حيث شعر الرئيس ريتشارد نيكسون أن أليندي كان يمثل تهديداً للديمقراطية في تشيلي وأمريكا اللاتينية.
وحكم الرجل الذي حل محله الجنرال أوغستو بينوشيه، الديكتاتور الوحشي، تشيلي بقبضة من حديد على مدى السنوات الـ17 التالية.
aXA6IDEzLjU4LjE4OC4xNjYg جزيرة ام اند امز