"القائمة المشتركة".. هل ينجح اتفاق فتح وحماس؟
خبير فلسطيني يتوقع فشل القائمة لـ"صعوبة الوصول لبرنامج انتخابي مشترك وصعوبة الوصول لتوافق على أسماء من الحركتين"
رغم استمرار ويلات الانقسام الفلسطيني نتيجة الاقتتال بين حركتي فتح وحماس، إلاّ أن مسؤولي الحركتين طرحوا فكرة القائمة المشتركة للانتخابات المقبلة، ما أثار حالة من الجدل حول دوافع هذه الخطوة.
فما كان يجري الهمس حوله قبل أشهر، حول سيناريو القائمة المشتركة بين فتح وحماس في الانتخابات المقبلة، أكده جبريل الرجوب، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، ورئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، بأن الأمر قيد الدراسة بين الجانبين.
عقبات في طريق التنفيذ
ويشكك الدكتور أحمد جميل عزم، أستاذ العلوم السياسية في جامة بيرزيت، في جدية هذا المقترح، معتبرا أنها "فكرة تطرح لإظهار مدى التقدم لتحقيق الوحدة وأنه لا يوجد انقسام حقيقي".
وقال عزم لـ"العين الإخبارية"، إنه:"أعتقد أنه من الصعب الوصول لهذا الأمر بين الحركتين"، مدللا على ذلك بتقديره وجود صعوبة أساسا أن تعد كل حركة قائمة انتخابية لكوادرها فقط فكيف ستتوافق الحركتان على قائمة مشتركة".
واتفقت حركتا فتح وحماس على عقد انتخابات خلال 6 أشهر خلال مباحثات أجروها بالعاصمة التركية أنقرة.
ويشير الخبير الفلسطيني إلى أن "هناك عقبات كثيرة أمام تحقق هذه فكرة القائمة المشتركة، من ذلك صعوبة الوصول لبرنامج انتخابي مشترك وصعوبة الوصول لتوافق على أسماء من الحركتين".
وتوقع بروز مشاكل عند مناقشة التفاصيل، معتبرا أن "المعنى الحقيقي للانتخابات أن يطرح كل فريق برنامجه الانتخابي وفق برنامجه السياسي ورؤاه المختلفة".
تقاسم السلطة والنفوذ
ويرى خالد منصور، عضو المكتب السياسي لحزب الشعب، أن توجه فتح وحماس للقائمة المشتركة يهدف إلى تقاسم السلطة والنفوذ.
وقال منصور لـ"العين الإخبارية": "تصارعت فتح وحماس في البداية على السلطة والآن يريدون بقائمة مثل هذه أن يتقاسموا السلطة والنفوذ"، متسائلا: "ضد من ستكون هذه القائمة المشتركة؟".
كما تساءل: "كيف سيدخل الإخوة في فتح مع حماس بقائمة مشتركة؟ وكيف الإخوة في حماس في قائمة مشتركة مع فتح؟ هل سويت الخلافات بينهما بهذه السهولة حتى وصلتا للقائمة المشتركة؟".. يجيب منصور: "هذا ضحك على اللحى".
ولم تغير اللقاءات الثنائية بين الحركتين كثيرا من سياسات الأمر الواقع، حيث استمرت حماس في التفرد بقطاع غزة، في حين تنفرد حركة فتح أيضا في قيادة السلطة بالضفة الغربية بشكل فعلي.
وقال منصور: "هذه ليست شراكة في القرار إنما تقاسم للسلطة وواضح أنه ما زال هناك خلافات وتناقضات بين الحركتين".
واعتبر أنه "من المبكر جدا أن يدخلوا في قائمة مشتركة، ومبكرا أن نقول إن الانتخابات ستجرى طالما لم يصدر مرسوم رئاسي بإجرائها".
وشدد على أن "من يريد أن يجري انتخابات يجب أن يخلق أجواءً إيجايبة لها وأن يشيع نوعا من الحريات المفقودة لدى الحركتين"، مشيرا إلى أنه "حتى الآن لم يطلقوا المعتقلين السياسيين في الضفة أو غزة".
وقال: "نحن مع انتخابات تكون رافعة لأفق الخروج من أوسلو ومرحلة نضالية جديدة تنتهي بإنهاء الاحتلال".
فكرة عباس
ويكشف سفيان أبو زايدة، عضو المجلس الثوري السابق في حركة فتح، أن فكرة الدخول مع حماس في قائمة مشتركة في الانتخابات هي فكرة قديمة عمرها أكثر من 8 سنوات وهي اقترحها الرئيس محمود عباس شخصيا على حماس أكثر من مرة في 2012 ونقلها لهم عبر مبعوثين.
وأشار في مقال له، اطلعت عليه "العين الإخبارية" إلى أن "الاقتراح الذي عرض على حماس في حينه وتم رفضه منهم هو أن يتم إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية تدخل فتح وحماس في قائمة مشتركة لكي تطمئن حماس أنه لا يوجد مؤامرة على إبعادها عن السلطة من خلال صندوق الاقتراع ولكن بشرط أن يكون عباس هو مرشح الرئاسة الوحيد والمتفق عليه من قبل الطرفين".
وقال إن:" المشكلة أن أصحاب طرح القائمة المشتركة لا يجدون أي مشكلة أخلاقية أو ديمقراطية أو مساس بحقوق الآخرين أو استخفاف بقواعد فتح وقواعد حماس على حد سواء".
وأضاف:" بالنسبة لهم على ما يبدو الانتخابات ليست عملية ديمقراطية وليست حقا يمارسه أبناء الشعب من أجل اختيار من يرونه الأفضل ومعاقبة من يعتقدون أنه خذلهم في المرحلة الماضية".
وتابع: "فتح هي حركة علمانية براجماتية، وحماس حركة إخوانية جاءت لتطرح نفسها بديلا".
وشكك في جدوى أو إمكانية الدخول في قائمة مشتركة لتنظيمين يختلفان عن بعضهما البعض تقريبا في كل شيئ، تنظيميا وسياسيا وفكريا واجتماعيا، عدا عن الجراح النازفة حتى الآن، وعدم الثقة والتجريح والتشكيك والتخوين الذي لم يتوقف على مدار الـ15 عاما الماضية.