سفير إسرائيل بواشنطن: معاهدات سلام جديدة قريبا.. وهذا مسار الدولة الفلسطينية
السفير الإسرائيلي لدى واشنطن، رون ديرمر، في مقابلة مع "العين الإخبارية" تناول فيها العديد من الملفات
وصف السفير الإسرائيلي لدى واشنطن رون ديرمر، مسار تحقيق السلام في الشرق الأوسط عبر إقامة دولة للفلسطينيين يمكنهم من خلالها التمتع بحياة وطنية مستقلة ومزدهرة، على أساس خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، شرط التعامل الجدي مع حاجات إسرائيل الأمنية.
وفي مقابلة مع "العين الإخبارية"، هي الأولى مع وسيلة إعلام عربية منذ الإعلان عن معاهدة السلام الشهر قبل الماضي، وأعرب ديرمر عن اعتقاده بأن خطة ترامب للسلام توفر مسارا واقعيا للمضي قدما من خلال الاعتراف بحقوق إسرائيل، والتعامل بجدية مع الاحتياجات الأمنية لها.
وشدد على أنها توفر في الوقت نفسه مسارا إلى إقامة دولة للفلسطينيين يمكنهم من خلالها التمتع بحياة وطنية مستقلة ومزدهرة وكريمة إذا اختاروا صنع السلام مع إسرائيل.
وقال لـ"العين الإخبارية"، إن إسرائيل تنتظر قائدا فلسطينيا بشجاعة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، لتحقيق السلام مع الفلسطينيين.
وأشار إلى أن بلاده ملتزمة بدفع عجلة السلام مع جميع الجيران العرب، بمن فيهم الفلسطينيون، لافتا إلى قبولها قرار الأمم المتحدة رقم 242، الذي جاء في أعقاب حرب عام 1967، والذي قال إنه يدعو إسرائيل إلى أن يكون لها حدود آمنة ومعترف بها.
والمفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين متوقفة منذ عام 2014، وكادت خطة لضم نحو 30% من أراضي الضفة الغربية أن تقضي على إمكانية استئنافها، لكن معاهدة السلام مع الإمارات أعادت الحياة لمسار التفاوض بعد إلغاء إسرائيل خطتها.
وأكد ديرمر أن معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل تعد بمثابة بداية النهاية للصراع العربي الإسرائيلي، جراء الترحيب الواسع من قبل حكومات وشعوب المنطقة بعكس ما حدث مع مصر قبل 40 عاما.
ووقعت الإمارات وإسرائيل معاهدة السلام في 15 سبتمبر/أيلول الماضي في احتفال في واشنطن، وسط احتفاء إقليمي ودولي بعهد جديد في الشرق الأوسط يعزز الاستقرار في المنطقة.
وكشف ديرمر لـ"العين الإخبارية" عن مفاوضات تجريها إسرائيل مع عدة حكومات عربية برعاية أمريكية للانضمام لمعاهدة "إبراهيم"، مؤكدا أنها خطوة تاريخية إلى الأمام.
ومر 26 عاما منذ أن عقدت إسرائيل معاهدة سلام مع الأردن (1994) وأكثر من 40 عامًا منذ توقيع اتفاق سلام مع مصر (1979).
ديرمر قال إن "إسرائيل انتظرت 26 عامًا للتوصل إلى اتفاق سلام ثالث مع دولة عربية ولكنها لم تنتظر سوى 29 يومًا لتصل إلى اتفاق مع رابع دولة عربية، عندما انضمت مملكة البحرين إلى اتفاقية إبراهيم، ومن المتوقع أن نرى المزيد من الدول تعقد سلاما مع إسرائيل في المستقبل القريب جدًا".
وتابع "في الواقع، هناك مفاوضات جارية حاليا، تتضمن الكثير من الاحتمالات، لكنني أفضل عدم ذكر أي دولة هي الأكثر احتمالية، وذلك لتمكيننا من العمل بحذر لتحقيق النجاح، لكن في النهاية دعني أوضح لك أن لكل دولة مصالحها واهتماماتها الخاصة، وتعمل الولايات المتحدة وإسرائيل معًا لمعرفة كيف يمكننا معالجة هذه المخاوف وإقناع المزيد من الدول التي من مصلحتها الانضمام إلى اتفاقية إبراهيم".
وما يختلف في معاهدة السلام مع الإمارات- بحسب ديرمر- هو مدى الإيجابية التي لاقتها في المنطقة، لقد تم رفض سلام مصر مع إسرائيل من قبل جميع الحكومات العربية الأخرى تقريبا، مذكرا بأنه تم تجميد عضوية القاهرة في جامعة الدول العربية، بعد رفض معظم دول المنطقة اتفاق السلام وما لحق به من اغتيال الرئيس المصري محمد أنور السادات بسبب قراره الشجاع بإحلال السلام.
في المقابل، لاقى السلام مع الإمارات ترحيبًا كبيرا من قبل العديد من الحكومات العربية في المنطقة، كما رصد من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، مدى الترحيب الشعبي كذلك، وهذا يمثل تغييرا تاريخيا إيجابيا للغاية في المنطقة، بحسب ما يرى السفير الإسرائيلي.
وكان ديرمر شاهدا على كواليس إعداد اتفاقية السلام حتى كللت بالنجاح.
ويرى الدبلوماسي الإسرائيلي نجاح الاتفاقية راجعا في الأساس إلى القادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذين اتخذوا القرارات الشجاعة ويستحقون الثناء.
وأضاف قائلا: "لقد تمكنا أنا والسفير (الإماراتي) يوسف العتيبة من المساهمة في إنجاح الأمر، لأننا نتمتع بثقة قادة بلدينا وهذا هو أهم شيء، أن يكون لديك سفير فعال في واشنطن".
وأكد أن الدور الأمريكي كان حاسما، حيث طور الرئيس ترامب وكبير مستشاريه جاريد كوشنر علاقات قوية مع كل من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ونتنياهو، والتي كانت أساسا حاسما لنجاح هذه الاتفاقية.
وحول المخاوف الإسرائيلية من الممارسات الإيرانية في الإقليم، قال الدبلوماسي الإسرائيلي إن طهران تسعى لتصدير ثورتها إلى جميع أنحاء المنطقة، وفي إسرائيل نحن نرى العدوان الإيراني كل يوم في العراق وسوريا ولبنان واليمن وغزة وغيرها.
وأشار إلى تفاخر طهران بالسيطرة على أربع عواصم عربية، مؤكدا أن النظام متعطش لمزيد من التوسع، كما رأينا هجماتهم في الخليج وعلى منشآت النفط السعودية والعديد من المواقع الأخرى في جميع أنحاء المنطقة.
وتابع قائلا "لحسن الحظ، بفضل الرئيس ترامب، تواجه إيران الآن عقوبات معوقة وضغوطا قوية من واشنطن لدحر عدوانها، وتقوم إسرائيل بدورها في هذا الشأن".
وأكد التزام بلاده بمنع إيران من تعزيز مواقعها وبسط سيطرتها العسكرية في سوريا، ومنعها من نقل أسلحة خطيرة ومتطورة لحزب الله في لبنان، ومنعها من بناء البنية التحتية لأي عمليات إرهابية لحماس.
وأعرب السفير الإسرائيلي عن أمله في العمل عن كثب مع الإمارات العربية المتحدة بشأن القضايا المتعلقة بـ COVID 19، لافتا إلى توقيع اتفاقية بين شركة APEX الإماراتية، وشركة TERA الإسرائيلية بشأن البحث المشترك لتطوير لقاح وهما الآن يعملان سويا في هذا المجال.
ونوه أيضا إلى مجال استكشاف الفضاء، هو أيضا أحد المجالات المحددة المذكورة في معاهدة السلام، وهو أحد المجالات الواعدة للتعاون بين البلدين، حيث تعتبر إسرائيل رائدة في العديد من التقنيات المتعلقة بالفضاء، وقد أرسلت الإمارات مؤخرا أول رائد فضاء عربي إلى الفضاء.
وحول التعاون في مجال الفضاء قال السفير "أعتقد أن هذا يمكن أن يكون مجال تعاون مثمرا للغاية بين بلدينا، وقد تحدث رئيس وكالة الفضاء الإماراتية بالفعل مع نظيره في إسرائيل حول إرسال رواد إلى الفضاء معا والتعاون في مجال الأقمار الصناعية وغيرها من المجالات ذات الصلة بالفضاء".
aXA6IDMuMTQ1LjEwNi43IA==
جزيرة ام اند امز