الإمارات ودعم سلام السودان.. غرس يؤتي ثماره
سياسيون قالوا، في أحاديث منفصلة لـ"العين الإخبارية": إن الدعم الإماراتي ظل مستمرا للمفاوضات في جوبا التي امتدت لما يقرب العام
أشاد سياسيون سودانيون بالجهود التي قادتها الإمارات في مفاوضات السلام التي أفضت إلى اتفاق تاريخي بين الحكومة الانتقالية وتحالف الجبهة الثورية المسلح بجوبا السبت.
السياسيون قالوا، في أحاديث منفصلة لـ"العين الإخبارية"، إن الدعم الإماراتي المستمر للمفاوضات في جوبا، التي امتدت لما يقرب العام، حولت أحلام السودانيين في السلام إلى واقع ملموس، وآتت بثمارها.
ويتذكر السودانيون للإمارات كثيرا من الفضل فيما يتصل بالعملية السلمية، كونها أول دولة بادرت بالتواصل مع الحكومة الانتقالية وتحالف الجبهة الثورية، وحثتمها على الانخراط في مفاوضات السلام، فضلا عن أنها أول بلد دعم خيار السودانيين في التغيير عبر انتفاضة شعبية.
رئيس مسار الشمال في الجبهة الثورية، محمد سيد أحمد، كشف أن الإمارات دعمت مفاوضات السلام في جوبا وتحملت كافة النفقات حتى لحظة الوصول لاتفاق نهائي، بسخاء يجسد عمق العلاقة بين البلدين.
وقال سيد أحمد: "نتطلع لأن يستمر أشقاؤنا بالإمارات في الدعم السياسي والمالي لتنفيذ الاتفاق المبرم في جوبا، حتى يتحول السلام إلى واقع معيش".
وشدد على أن الإمارات وتشاد وجنوب السودان تمثل ضامنا للاتفاق الذي تحقق في العاصمة جوبا، لذلك يجب أن يستمروا في هذا السند حتى يعم السلام والاستقرار أرجاء بلادنا.
وظلت الإمارات تشارك بفاعلية في مفاوضات السلام السودانية لأجل تقريب وجهات النظر بين الأطراف، وكانت قد أرسلت وفدا رفيعا إلى جوبا عندما حاولت جهات معادية اختراق المحادثات وحرفها عن مسارها، كما شاركت في حفل التوقيع بالأحرف الأولى والنهائية تأكيدا لدورها المتعاظم.
وحظيت هذه الجهود بإشادة رئيس حزب الأمة السوداني، مبارك الفاضل المهدي الذي أكد أن الإمارات ظلت تسعى باستمرار لوقف الحرب في السودان منذ عزل نظام البشير.
وأوضح المهدي أن الإمارات قادت جهود تليين المواقف وتقريب وجهات النظر بين الأطراف السودانية، إذ قامت بدعوة جميع قادة هذه الحركات ومعظم أحزاب الحرية والتغيير لمشاورات منفصلة في أبوظبي، وجمعت بين بعض قادة الفصائل وممثلين للسيادي لتقريب وجهات النظر".
وقال إن أدوار الإمارات امتدت لاستضافة فريق الوساطة من دولة جنوب السودان، ومولت اللوجستيات الخاصة بمفاوضات جوبا كاملة لنحو عام.
وعلى ذات المنحى، أكد الحزب الاتحادي الديمقراطي (الجبهة الثورية) أن الإمارات تستحق الشكر على الدور المحوري الذي لعبته في اتفاق السلام الذي أبرمناه مع الحكومة.
وقال إن ما قامت به الإمارات يعكس عمق العلاقات الأخوية مع السودان وحرصها الكبير على وقف الحرب وتحقيق الاستقرار في بلادنا.
وأضاف الحزب: "مهما تحدثنا فلن نستطيع أن نوفي الأشقاء في الإمارات حقهم، ونقول لهم شكرا لأنكم جعلتم السلام ممكنا في بلادنا بعد أن استعصى لعقود".
وتابع القول: "نحن نتطلع لأن تستمر الإمارات بذات الكرم في دعم العملية السلمية في بلادنا. نحن واثقون من ذلك".
وشملت الاتفاقية المبرمة، السبت، نحو 8 بروتوكولات متعلقة بإقليم دارفور، وواحد خاص بمنطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان التي تشهد نزاعا مسلحا منذ العام 2011، بجانب بروتوكولات خاصة بشرق ووسط وشمال السودان.
وأقرت الاتفاقية إشراك أطراف السلام من المعارضة المسلحة في كافة مستويات السلطة الانتقالية، ودمج قوات الحركات في الجيش السوداني، وفق بروتوكول الترتيبات الأمنية، بجانب تعويض ضحايا الحرب وإعادة توطين النازحين واللاجئين.
ونص الاتفاق على أن تبدأ فترة السلطة الانتقالية ابتداء من تاريخ التوقيع عليه على أن تستمر لمدة 39 شهرا، ومنح الجبهة الثورية مقعدين بمجلس السيادة و5 مقاعد بمجلس الوزراء و75 مقعدا في البرلمان من أصل 300 مقعد.