رد إسرائيل المتوقع على إيران يضع المنطقة على المحك.. و3 رسائل مطمئنة
وسط تزايد المخاوف من نشوب حرب إقليمية بشكل يضع مستقبل المنطقة على المحك، يدرس مجلس الحرب الإسرائيلي كيفية الرد على الهجوم الإيراني.
وبعدما صوت الوزراء الإسرائيليون على تفويض قرار الرد إلى حكومة الحرب المصغرة، أصبح مصير المنطقة في أيدي 3 رجال هم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت وبيني غانتس منافس نتنياهو الذي انضم للحكومة بدون حقيبة بعد هجمات حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي وفقا لما ذكرته صحيفة "الغارديان" البريطانية في تقرير لها.
وقالت الصحيفة إن القرار المرتقب سيأتي بعد الاتصال الهاتفي بين نتنياهو والرئيس الأمريكي جو بايدن الذي دعا إلى ضبط النفس، وفقا لما ذكرته وسائل إعلام إسرائيلية، فيما اقتصر بيان البيت الأبيض على الإشارة إلى إسقاط جميع المسيرات الإيرانية والصواريخ بمساعدة الولايات المتحدة.
رسالة أمريكية
وقال بايدن إن هذه القدرة الدفاعية "الرائعة" كانت في حد ذاتها "رسالة واضحة إلى خصومها بأنهم لا يستطيعون تهديد أمن إسرائيل بشكل فعال".
وحتى الآن جرى الإبلاغ عن ضحية وحيدة وهي فتاة عمرها 10 سنوات في صحراء جنوب إسرائيل إضافة إلى أضرار طفيفة بقاعدة عسكرية في الجنوب وهو ما يتماشى مع افتراضات المسؤولين الأمريكيين التي سبقت الهجوم المتوقع.
ومن الواضح أن إيران تأمل في رد إسرائيلي صامت وهو ما دفعها إلى الإشارة في رسالة بعثتها في الأمم المتحدة إلى أنه "يمكن اعتبار الأمر منتهيًا".
ويدرك المسؤولون الإيرانيون والرئيس الأمريكي جيدًا رغبة نتنياهو في تدمير المنشآت النووية الإيرانية، والتي اعتبرها منذ فترة طويلة تهديدًا وجوديًا لإسرائيل، ورغم أن تحويل هذه المنشآت إلى أنقاض سيكون أمراً صعباً دون مساعدة واشنطن، لكن قد يحاول الصقور الإسرائيليون اغتنام فرصة الهجوم الإيراني لتحقيق هذا الطموح.
رد «متهور»؟
وذكرت شبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية في تقرير لها أن بعض كبار مسؤولي إدارة بايدن "يشعرون بالقلق من أن ترد إسرائيل بشكل سريع دون التفكير في التداعيات المحتملة له".
ونقل التقرير عن 3 مصادر مطلعة قولها إن بايدن أعرب سرا عن قلقه من "محاولة نتنياهو جر الولايات المتحدة بشكل أعمق إلى صراع أوسع".
ويدرك المسؤولون الأمريكيون جيداً أن نتنياهو لديه حافز لمواصلة الأعمال العدائية، لمنع انهيار ائتلافه وإجراء انتخابات جديدة.
ورغم الأضرار الضئيلة للهجوم الإيراني، قد يجادل المسؤولون الإسرائيليون بأن ذلك لا يعود إلى طهران وإنما يعود إلى الدفاعات الجوية الإسرائيلية ودور الحلفاء.
علامات إيجابية
ويمكن لواشنطن أن تشعر بقليل من الارتياح في ظل بعض الإشارات على أن الرد الإسرائيلي لن يكون فوريا على الأقل حيث دعت تل أبيب إلى عقد جلسة لمجلس الأمن بشأن هجوم طهران وسيكون من المفاجئ أن تشن إسرائيل ضربتها قبل الجلسة.
ومن العلامات الإيجابية أيضا تأكيد غالانت لنظيره الأمريكي لويد أوستن بعد الهجمات بأن "المؤسسة الدفاعية مستعدة لأي محاولات أخرى لمهاجمة دولة إسرائيل" دون الحديث عن أي رد إسرائيلي.
والعلامة الثالثة هي تصريحات مسؤول إسرائيلي لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أكد خلالها أن "إسرائيل ستقوم بتنسيق ردها مع حلفائها".
ومن المرجح أن تذكر واشنطن إسرائيل بالمكاسب التي حققتها من صمودها في وجه إيران، دون أن يلحق بها ضرر كبير حيث صرف الهجوم انتباه العالم عن سلوك إسرائيل في حرب غزة.
كما بدد هجوم إيران أي تذمر داخل الكونغرس الأمريكي بشأن إمدادات الأسلحة إلى تل أبيب في ظل حرب غزة وأصبح بإمكان أنصار إسرائيل تصوير قيود التسليح باعتبارها ترك الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط بلا دفاع في مواجهة التهديد الإيراني.