لمّ شمل أب وابنته بعد 23 سنة من مذبحة في رواندا

أب يرى ابنته لأول مرة منذ 23 عاما، عندما تم اصطحابها من رواندا إلى إيطاليا من أجل التبني اعتقادا أنها يتيمة.

اجتمع رجل في السبعين من عمره بابنته لأول مرة منذ 23 عاما عندما تم أخذها من رواندا إلى إيطاليا من أجل التبني ظنا أنها يتيمة، خلال المذبحة التي وقعت في الدولة الإفريقية.

وكانت آخر مرة رأى فيها الأب ليونارد سيباريندا ابنته كان عمرها عامين فقط، ومنذ ذلك الحين عام 1994 فقد كل الأمل في رؤيتها مرة أخرى.

لكن الابنة جانيت تشيابيلو، التي كان اسمها الأصلي بياتا نيرامبابازي، سافرت إلى رواندا في أكتوبر/تشرين الأول من إيطاليا للقاء والدها، بعد أن قضى أحد أشقائها أعواما في تتبعها للوصول إليها.

وكانت والدة تشيابيلو قد اصطحبتها مع أختها التوأم وشقيقهما خلال المذبحة العرقية في رواندا إلى ملجأ في كنيسة نياماتا الكاثوليكية، أملا في أن تبقي أطفالها آمنين من القتل، لكن المسلحين جاءوا إلى الكنيسة وألقوا قنابل ورماحا داخل الكنيسة ليقتلوا المختبئين بالداخل، حيث قدر عدد القتلى في هذه الواقعة بنحو 10 آلاف شخص، وباتت الكنيسة حاليا موقعا تذكاريا.

وبعد المذبحة، وجد القرويون تشيابيلو حية بين أكوام الجثث التي كان بينها أمها وشقيقها وأختها التوأم راقدين بجانبها، وتم اصطحاب الطفلة إلى مركز للأيتام للاعتناء بها.

أما والدها سيباريندا فكان مختبئا في مكان آخر مع أشقائها وشقيقاتها الثلاث الأخريات، واستغرق أياما في البحث عن بقية عائلته حتى وجد ابنته تشيابيلو في النهاية بمركز الأيتام مع مئات من الأطفال الآخرين الذين فقدوا عائلاتهم.

وقال سيباريندا إنه بعد التأكد من أنها ابنته بياتا غادر ليخطط كيفية استعادتها من مركز الأيتام بعد أن يجد مكانا ليعتني بها وأشقائها وشقيقاتها الناجين، لكن أثناء غيابه تم ترحيل تشيابيلو إلى إيطاليا ضمن مجموعة من الأيتام المسجلين للتبني في أوروبا، وعندما عاد سيباريندا لم يجد ابنته وتم إبلاغه بأنها في إيطاليا حاليا لكن دون أي معلومات أخرى متوفرة.

وقالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن عشرات من الأطفال مثل تشيابيلو تم اصطحابهم إلى أوروبا من رواندا، في حين أن بعضهم كان مازال لديه عائلة أو أقارب أحياء.

وشرع أحد أشقاء تشيابيلو، ويدعى فنسنت تويتسيمانا، بالبحث عنها منذ نحو 10 سنوات بداية من مركز الأيتام الذي أقامت فيه برواندا ليجد لديهم بعض الصور ثم توصل إلى اسمها ومنه إلى بريدها الإلكتروني.

في البداية، رفضت تشيابيلو تصديق حكايته مؤكدة له أنها يتيمة، وليست الشخص الذي يبحث عنه تويتسيمانا، لكن في وقت مبكر من 2017 تواصلت تشيابيلو مع شقيقها عبر فيسبوك بعد أن أجرت تحليل حمض نووي أكد أنهما أخوين.

وسافرت تشيابيلو مع زوجها الإيطالي إلى منطقة بوجيسيرا في رواندا في الأول من أكتوبر/تشرين الأول للقاء عائلتها الذين رحبوا بها على الطريقة التقليدية.