الوردي للثمانينيات والليموني للألفينيات.. اعرف عمرك من لونك المفضل

كشفت دراسة حديثة أن الألوان التي نفضلها لا تعبر فقط عن ميول فردية أو حس جمالي، بل ترتبط بشكل وثيق بالجيل الذي ننتمي إليه، لتصبح مرآة للذوق العام والبيئة الثقافية التي تشكّلت فيها شخصياتنا.
البروفيسورة سابين روود من كلية إدارة الأعمال EDHEC، والباحثة روز ك. بيدو من جامعة باريس، أوضحتا في كتابهما الجديد "أسرار الإبداع: اكتساب الثقة الإبداعية وتجاوز التحديات" أن لكل جيل بصمة خاصة تُعرف بـ "رموز الألوان"، وهي تفضيلات لونية تعكس هويته الجماعية.
فـ جيل الطفرة السكانية (Baby Boomers)، المولودون بين نهاية الحرب العالمية الثانية ومنتصف الستينيات، اتجهوا إلى الألوان الحيادية والترابية والباستيلية مثل البني، الأخضر، والأحمر الصدئ، المستوحاة من الطبيعة والتقاليد.
أما جيل الألفية (Millennials)، المولودون بين 1980 ومنتصف التسعينيات، فقد ارتبطوا بلون أيقوني صار علامة بارزة في ثقافتهم وهو "الوردي الألفي" (Millennial Pink)، ذلك اللون الباستيلي الناعم الذي اكتسب شعبيته في العقد الثاني من الألفية، معبرًا عن روح التفاؤل وخفة الظل وكسر القيود النمطية المرتبطة بالنوع الاجتماعي.
وبالنسبة إلى جيل زد (Gen Z)، المولودين بين 1995 و2010، فقد مالوا في البداية إلى الأصفر الجريء والبنفسجي، قبل أن يتجهوا مؤخرًا إلى الأخضر الليموني الذي اشتهر بفضل المغنية البريطانية شارلي إكس سي إكس. هذا اللون المثير، المعروف باسم "الأخضر الوقح"، بات يمثل الهوية الرقمية المميزة لهذا الجيل.
في حين أن جيل ألفا (Gen Alpha)، الذين وُلدوا منذ عام 2010 فصاعدًا، يميلون بالفعل إلى الألوان المشبعة ذات الطابع الصناعي المرتبطة بالعالم الرقمي، جنبًا إلى جنب مع ألوان طبيعية تبعث على الراحة والطمأنينة، وهو ما يعكس توازنًا بين واقعهم الرقمي وحاجتهم إلى الاستقرار النفسي.
ويشير الباحثون إلى أن هذه التوجهات ليست ثابتة، بل تتغير بمرور الزمن، مثلها مثل خطوط الموضة، إذ تعود الألوان من جديد لكن بمعانٍ مختلفة ومتجددة. وهذه القدرة على التحول تمنح الألوان قوة رمزية فريدة، تجعلها وسيلة للتواصل الثقافي تربط الأجيال بزمانها.
وهكذا، يكشف اللون المفضل لكل فرد عن أكثر من مجرد ذوق؛ إنه بمثابة بصمة جيلية تعكس موقعه في التاريخ وتصوراته عن العالم المحيط به.