6 سنوات عجاف.. السراج يغادر ليبيا ويكلف نائبه
6 سنوات عجاف مرت على ليبيا وفايز السراج رئيسا لحكومة الوفاق غير الشرعية، التي أدت سياساتها الموالية لتركيا لأزمات في شتى مجالات الحياة.
تلك السنوات العجاف، وضع الملتقى السياسي الليبي نهاية لها، بانتخابه في 5 فبراير/شباط، رئيسين جديدين للمجلس الرئاسي وللحكومة، إلا أن الأخيرين لم يتسلما مهامهما بعد، في انتظار نتائج اعتماد الحكومة الجديدة من مجلس النواب.
ويتولى فايز السراج حاليًا مهام تسيير أعمال المجلس حتى استلام الحكومة الجديدة، إلا أن الأخير كلف في قرار صادر عنه، واطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، نائبه أحمد معيتيق بمهام وصلاحيات المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، اعتبارًا من اليوم الأحد، وحتى عودته من السفر.
ويعد تكليف السراج لنائبه أحمد معيتيق، سابقة لم تحدث منذ توليه منصبه في ديسمبر/كانون الأول 2015، كأحد ثمار اتفاق الصخيرات، الذي دعمته الأمم المتحدة بهدف توحيد ليبيا واستقرارها.
من جانبه، قال المحلل السياسي الليبي رضوان الفيتوري، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن قرار السراج "غامص وسابقة لم تحدث"، مشيرًا إلى أن الأخير سافر عشرات المرات ولم يكلف أحدًا بتولي منصبه.
وأرجع الفيتوري قرار السراج إلى عدة احتمالات، بينها رغبته في الرحيل عن ليبيا دون رجعة، أو لضغوط سياسية عليه، أو لظروف صحية.
صرح يتهاوى
وأشار المحلل الليبي إلى أن صرح السراج يتهاوى، لذا يريد أن يغلق الباب وراءه ويرحل في هدوء، قبل الإعلان عن تشكيل الحكومة الجديدة، التي قد تحاسبه على ملفات الفساد التي كان مسؤولا عنها.
وقال رضوان الفيتوري، إن السراج نقل إلى مكان سري، آلاف الملفات التي كانت بحوزته وتتضمن معظها اختلاسات وتعيينات غير قانونية، تحسبًا لأية احتمالات.
المحلل السياسي الليبي عبد الحكيم معتوق شن هجومًا حادًا على رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج، مشيرًا إلى أنه غادر ليبيا ليعيش بسلام بين لندن وإسطنبول، "بعد أن حرق الزرع .. وأهلك الضرع .. واستجلب المرتزقة والتكفيريين .. ونهب أموال الليبيين".
وقال معتوق، في تغريدة عبر حسابه بتويتر،: "بعد أن حرق الزرع .. واهلك الضرع .. واستجلب المرتزقة والتكفيريين .. ونهب أموال الليبيين .. غادر بهدوء .. ليعيش بسلام بين لندن وأسطنبول ولسان حاله يقول .. اذهبو إلى الجحيم .. أيها الليبيون".
قائمة الأسوأ عالميًا
وشهدت ليبيا في فترة تولي السراج مهام الرئاسي أزمات دفعت بالبلد الأفريقي إلى قائمة الأسوأ في شتى مجالات الحياة، اقتصاديًا كان أو صحيًا أو غيره.
وبحسب تقرير لصحيفة التليجراف البريطانية نشرته في 30 ديسمبر/كانون الأول الماضي، فإن الاقتصاد الليبي بات في قائمة الأسوأ عالميًا، بفعل فاتورة الخسائر التي عمقها الانقسام الداخلي والسياسات الحكومية الفاشلة.
تقرير الصحيفة البريطانية ليس وحده من أشار إلى تدهور الاقتصاد الليبي الذي تحولت معظم موارده إلى تركيا، بأمر من فايز السراج رئيس حكومة الوفاق غير الشرعية، لدفع فاتورة الحرب، مقابل مساندة أنقرة للمليشيات المسلحة في العاصمة طرابلس بالأسلحة والمرتزقة.
ففي 5 ديسمبر/كانون الأول الجاري، كشفت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) اللثام عن تقرير لها، تحت عنوان "التكلفة الاقتصادية للصراع في ليبيا"، أكدت فيه أن الصراع في ليبيا أدى إلى انكماشٍ حاد في الاقتصاد الليبي، فانخفض الناتج المحلي الإجمالي وتراجعت معدلات الاستثمار.
وأشار التقرير إلى تقلص الاستهلاك بسبب عودة العمال الأجانب إلى بلدانهم الأصلية وتراجع دخل الليبيين، مؤكدا تباطؤ التجارة الخارجية نتيجة انخفاض كبير في صادرات بعض المنتجات الرئيسية كالنفط، إلا أن الأثر الأكبر كان على الواردات لتقلّص قطاع التشييد.
وأوضح أن هناك عوامل أدت إلى تفاقم الخسائر الاقتصادية، مثل تدمير الأصول الرأسمالية في قطاعات النفط والبناء والزراعة والتصنيع، وتراجع أسعار النفط في الأسواق العالمية، وتحويل الموارد عن الرعاية الصحية والتعليم والبنية التحتية إلى الإنفاق العسكري.