وسط مخاوف الانكماش.. بدء اجتماع تحالف"أوبك+"
تترقب أسواق النفط الدولية نتائج اجتماع تحالف "أوبك بلس"، وسط مخاوف عالمية من حصول انكماش اقتصادي.
ومنذ قليل، بدأ اجتماع لجنة المراقبة الوزارية المشتركة لأوبك+، بحسب تصريح مصدر نقلته رويترز.
وفقا لوكالة الأنباء الفرنسية "أ ف ب" سيكتفي اجتماع "أوبك بلس" بإعلان زيادة متواضعة في أهداف الإنتاج، فيما تطرق بعض الخبراء إلى خفض محتمل لدعم الأسعار.
ويلتقي ممثلو الدول الأعضاء الثلاث عشرة في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) بقيادة الرياض وشركاؤهم العشرة بقيادة روسيا، لتعديل حصص شهر أكتوبر/تشرين الأول، عبر الفيديو في اجتماع بدأ الساعة 11,00 بتوقيت جرينتش في فيينا، حيث مقر الكارتل.
توقعات الخبراء لاجتماع أوبك بلس
قالت كارولين باين من "كابيتال ايكونوميكس" لوكالة فرانس برس "من غير الأكيد تماما ما إذا كانت أوبك+ ستتفق على زيادة جديدة لحصص 100 ألف برميل في اليوم" كما حصل في سبتمبر/أيلول.
وأضافت "في ضوء الانخفاض الأخير لأسعار النفط (...) لا نستبعد عدم تغير الإنتاج أو حتى خفضه".
وأكد وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان في مقابلة نشرتها وكالة بلومبرج، قبل عشرة أيام أنّ مجموعة أوبك بلس لديها الوسائل للتعامل مع تحديات سوق النفط المتذبذب، بما في ذلك إمكان خفض الإنتاج في أي وقت وبطرقٍ مختلفة.
وقال إن "سوق البترول الآجلة وقعت في حلقةٍ سلبية مفرغة ومتكررة تتكون من ضعف شديد في السيولة وتذبذب في الأسواق، تعملان معًا على تقويض أهم الوظائف الأساسية للسوق؛ ألا وهي الوصول بفاعلية إلى الأسعار المناسبة والصحيحة".
إيران: تبدد الآمال
خلال اجتماعاتها الشهرية، تقاوم أوبك بلس دعوات الغربيين لزيادة إنتاجها من أجل احتواء ارتفاع الأسعار.
وقال كرايج إرلام المحلل لدى "أواندا" إن "المجموعة تريد بشكل واضح إبقاء الأسعار مرتفعة" والتي تؤمن لها عائدات وافرة.
وأضاف: "من جانب آخر، قد تكون لديها مخاوف من أن تؤدي عودة النفط الإيراني إلى الأسواق إلى ترجيح كفة العرض وبالتالي انخفاض الأسعار".
ورأى ماثيرو هولاند من Energy Aspects أن مسألة خفض إنتاج المجموعة والذي سيكون الأول منذ التخفيضات الكبيرة التي تم اعتمادها لمواجهة انهيار الطلب خلال انتشار وباء كوفيد -19، ستطرح نفسها خلال الاجتماع المقبل في أكتوبر/تشرين الأول.
وتابع: كل شيء سيكون رهنا بتقدم المفاوضات حول الملف النووي الإيراني أم لا.
وتجددت في الآونة الأخيرة الآمال في التوصل إلى اتفاق يترافق مع تخفيف العقوبات الأمريكية لا سيما في قطاع النفط.
لكن الآمال سرعان ما تبددت مجددا في هذه المفاوضات التي لا تنتهي، إذ اعتبرت الولايات المتحدة الخميس أن رد طهران على النص الذي عرضه الاتحاد الأوروبي كان "للأسف (...) غير بناء".
رسالة سعودية
لكن أمينة بكر الخبيرة في شركة إنيرجي إنتليجنس تدعو إلى عدم المبالغة في تفسير كلام وزير الطاقة السعودي الذي "أكد فقط أن التقلبات تضر بالسوق".
تضيف الخبيرة أن ذلك يوجه رسالة "إلى كل الحكومات الغربية التي تدخلت في السوق" منذ بدء الحرب في أوكرانيا.
وقد قررت دول مجموعة السبع الجمعة أن تضع "بشكل عاجل" سقفا لأسعار النفط الروسي بهدف الحد من الموارد التي تحصل عليها موسكو من بيع المحروقات.
لكن روسيا حذرت من أنها لن تبيع النفط بعد الآن للدول التي تتبنى هذه الآلية غير المسبوقة.
ويمكن بالتالي أن يخفض العرض في السوق، ما قد يساهم في ارتفاع جديد في الأسعار والتي رغم التراجع الأخير، تبقى مرتفعة تاريخيا ومتقلبة كثيرا.
فرص إبقاء الإنتاج دون تغيير
قالت ستة مصادر في أوبك بلس إن المجموعة من المرجح أن تبقي حصص إنتاج النفط دون تغيير لشهر أكتوبر/تشرين الأول في اجتماع اليوم الإثنين، ومع ذلك لم تستبعد بعض المصادر الخفض الطفيف للإنتاج لدعم الأسعار التي تراجعت بسبب المخاوف من التباطؤ الاقتصادي.
وقالت المصادر الستة الأحد واليوم إنه من المتوقع أن تبقي أوبك بلس، التي تضم الدول الأعضاء في منظمة أوبك وحلفاء من بينهم روسيا، على السياسات الحالية، وفقا لرويترز.
ومع ذلك قالت ثلاثة من المصادر إنه من الممكن أن تبحث المجموعة أيضا خفض الإنتاج بمقدار بسيط هو 100 ألف برميل يوميا.
أسعار النفط
ارتفعت أسعار النفط أكثر من دولارين للبرميل اليوم الإثنين مواصلة مكاسبها مع ترقب المستثمرين لتحركات محتملة من قبل منتجي مجموعة أوبك+ لخفض الإنتاج ودعم الأسعار في اجتماع في وقت لاحق اليوم.
وارتفعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت 2.43 دولار أو 2.6 في المئة إلى 95.45 دولار للبرميل بحلول الساعة 0850 بتوقيت جرينتش بعد أن ارتفعت 0.7 في المئة يوم الجمعة.
وسجل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 89.08 دولار للبرميل، مرتفعا 2.21 دولار أو 2.5 في المئة وذلك بعد ارتفاعه 0.3 في المئة في الجلسة السابقة. والأسواق الأمريكية مغلقة في عطلة عامة اليوم الإثنين.
وقالت مصادر في أوبك+ لرويترز إن المجموعة التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاءها ستناقش خيارات من بينها خفض إنتاج الخام 100 ألف برميل يوميا خلال اجتماعها اليوم.
وقال كريج إرلام كبير محللي السوق لدى واندا "من المتوقع أن تترك المجموعة أهداف الإنتاج دون تغيير، لكن من المحتمل أن تتم مناقشة الخفض على الأقل؛ وهو ما من شأنه، إذا تم إقراره، أن يخلق مزيدا من التقلب وعدم اليقين في وقت يسود فيه قدر كبير من القلق".
وتراجعت أسعار النفط في الأشهر الثلاثة الماضية بعد أن لامست أعلى مستوياتها منذ عدة سنوات في مارس آذار، بسبب مخاوف من أن يؤدي رفع أسعار الفائدة وقيود كوفيد-19 في مناطق من الصين، أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، إلى إبطاء النمو الاقتصادي العالمي وتراجع الطلب على النفط.
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال يوم الأحد نقلا عن أشخاص مطلعين لم تكشف النقاب عنهم قولهم إن روسيا لا تؤيد خفض إنتاج النفط في الوقت الحالي وإن من المرجح أن تحافظ أوبك+ على استقرار إنتاجها عندما تجتمع اليوم الإثنين.