هل يبدأ تحالف "أوبك+" شدّ أحزمة إنتاج النفط؟
في وقت مبكر من 2022، كان نمو الطلب قويا وكانت هناك مخاوف متعلقة بالعرض حول روسيا؛ لكن لم تتحقق اضطرابات كبيرة في إمدادات النفط الروسي.
يعقد تحالف "أوبك+" الإثنين، اجتماع اللجنة الوزارية لمراقبة خفض إنتاج النفط، لبحث آلية الإنتاج في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، في وقت تعيش سوق النفط العالمية عوامل مؤثرة في الأسعار.
يأتي الاجتماع على خلفية انخفاضات متوقعة في الطلب خلال وقت لاحق من العامين الجاري والمقبل، بسبب عدم وضوح أساسيات السوق وسط مخاوف الركود من جهة، والتضخم من جهة ثانية، وتفشي فيروس كورونا في الصين من جهة ثالثة.
- أسواق الطاقة.. فوائض السعودية والإمارات صمام أمان لشتاء صعب
- أسواق الطاقة.. رسائل واضحة من أكبر مصدري النفط
كما يتزامن الاجتماع، مع تفاؤل عالمي بشأن قرب توقيع اتفاق نووي جديد بين إيران والقوى العظمى، ما يعني أن إنتاج النفط الخام لطهران سيعاد ضخه بشكل قانوني للسوق العالمية.
ويبلغ متوسط إنتاج إيران النفطي في الظروف الطبيعية 3.86 مليون برميل يوميا، لكنه يبلغ حاليا قرابة 2.5 مليون برميل يوميا، فيما تترقب طهران استثمارات في قطاعي التنقيب والإنتاج.
ويدفع ذلك، إلى مزيد من حالة الغموض في سوق الطاقة العالمية، ما يعني أن المخاوف من انهيار الأسعار بسبب وفرة مفاجئة في الإنتاج قد تصيب سوق النفط خلال وقت لاحق من العام المقبل.
ويستدعي ذلك من التحالف، إعادة النظر في زيادات الإنتاج التي تمت خلال الشهور القليلة الماضية، وهو ما حدا بوزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، للتلميح باحتمالية خفض الإنتاج لتعزيز استقرار السوق.
وفي مارس/آذار الماضي، تجاوزت أسعار خام غرب تكساس الوسيط وخام برنت 130 دولارا للبرميل في أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية، لكنها تراجعت منذ ذلك الحين.
على سبيل المثال، أغلقت أسعار خام غرب تكساس الوسيط في أغسطس/آب دون 90 دولارا، بعد انخفاضات حادة خلال الأسبوع الماضي، أو بنحو 9%، بينما انخفض خام برنت المعيار الدولي، بنحو 12%.
في وقت مبكر من عام 2022، كان نمو الطلب قويا وكانت هناك مخاوف متعلقة بالعرض حول روسيا؛ لكن منذ ذلك الحين، لم تتحقق اضطرابات كبيرة في إمدادات النفط الروسي.
في غضون ذلك، قد يؤدي الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية إلى قيام الغرب بتخفيف العقوبات على طهران، مما يسمح لها بالمساهمة بمزيد من النفط في السوق العالمية، بمقدار يزيد عن 1.3 مليون برميل يوميا إضافية لحصتها الحالية.
نتيجة لذلك، وفي أقل من ستة أشهر، تحولت سوق النفط من صدمة العرض السلبية المحتملة بفقدان الإنتاج الروسي إلى احتمال عدم خسارة الكثير من الإنتاج الروسي وإضافة الإنتاج من إيران.
في الوقت نفسه، ضعف توقعات الطلب على النفط خلال العامين الجاري والمقبل، إذ تشير البيانات الآن إلى أن بعض الاقتصادات في جميع أنحاء العالم تبدو في حالة ركود.
إذ انخفض الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة للربع الثاني على التوالي في الفترة من أبريل/نيسان إلى يونيو/حزيران، وهو ما يجادل البعض بأنه يشير إلى الركود، بينما تعاني الصين من إغلاقات بسبب تفشي فيروس كورونا.
من خلال تقليص الإنتاج المحتمل لتحالف "أوبك+"، فإنها تستطيع إرسال رسالة مفادها أن الأسعار ستظل أعلى نسبيا.. في المستقبل المنظور، ليبقى فوق 80 دولارا كمتوسط.
إلا أن أساسيات سوق النفط خلال المدى المتوسط، قد يشهد حالة صعود جديدة، بسبب نقص الاستثمار في حفر آبار نفطية جديدة، ويرجع ذلك جزئيًا إلى ارتفاع تكلفة الحفر، مما قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط.
aXA6IDMuMTM4LjExOS41MCA= جزيرة ام اند امز