الكتاب الصامت يتجاوز حاجز اللغة إلي السرد البصري للأحداث والمعلومات
الكتاب الصامت يقدم المعلومات والقصص لجمهوره من الأطفال عن طريق سرد بصري للأحداث والمعلومات، عبر رسومات وصور فقط.
هل يُسمى الكتاب كتاباً إن لم تملأ صفحاته كتابة بإحدى اللغات؟ أم أن الكتاب مصدراً للمعلومات أيّاً كانت وسيلة إيصالها، كلمات كانت أو صورا؟ ففي زمن الصور والفيديو قد يكون مطلوباً من الكتاب أن يرتقي بعرض المعلومة بصرياً، ليكون أقرب لفئة حيوية من المجتمع، وهي الأطفال، فالأجهزة الإلكترونية وألعاب الفيديو خيارات أكثر جاذبية للطفل؛ لذا كان لا بد من توفير خيار يعيد اهتمام الطفل لصفحات الكتاب وذلك بتقديم عناصر إبداعية بصرية.
يقدم الكتاب الصامت المعلومات والقصص لجمهوره من الأطفال عن طريق سرد بصري للأحداث والمعلومات، حيث يتضمن رسومات وصورا فقط، مما يجعله عملاً عالمياً يثري بكنوزه كل من يرغب بـ“قراءته“ متجاوزاً حاجز اللغة ومدى قدرة الطفل على القراءة خاصة في السنوات الأولى من عمره.
ومخيلة الطفل لها الكلمة الأخيرة في الترجمة والتفسير، فيعطي الكتاب الصامت مساحة حرية للطفل ليتفكر بمعنى وأبعاد الصور والرسومات المقدمة له؛ لينقله ذلك من أسلوب التلقين المباشر إلى التحليل والنقد ثم استخلاص المعلومة النهائية، لينمي بذلك مهارة التفكير النقدي بأبسط صورها عند الطفل، وهي مهارة يحتاجها العالم اليوم في ظل تدفق المعلومات من كل حدب وصوب من مصادر لا تعد ولا تحصى.
يعد أسلوب السرد البصري الذي يعتمده الكتاب الصامت مبادرة إنسانية توصّل جهود وإبداع كتّاب من مختلف الثقافات لأطفال العالم أجمع بدون تفرقة، وقد تجسد ذلك مع انطلاق معرض الكتب الصامتة في إيطاليا عام 2012 والذي يهدف لتوفير هذا النوع من الكتب للأطفال اللاجئين متجاوزاً حاجز اللغة وليكون لهم رفيقاً ومعلماً في رحلة اللجوء، وقد احتضنت الإمارات المعرض العام الماضي بمبادرة من المجلس الإماراتي لكتب اليافعين وأفرد له مساحة واسعة في مبنى الطبق الطائر بالشارقة.
وتستمر حتى اليوم جهود المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، لتعريف المجتمع العربي بهذا النوع من الكتب، فالإنتاجات العربية من الكتب الصامتة نادرة جداً، حيث تضمن المعرض العام الماضي ثلاث كتب عربية الإنتاج، وكخطوة عملية لنشر الكتب الصامتة في الأوساط العربية، قدم المجلس الإماراتي لكتب اليافعين الدعم لإصدار أول ثلاثة كتب صامتة إماراتية بعد سلسلة من الورش التدريبية نظمها للكتاب والرسامين والفنانين العرب والإماراتيين.
والإصدارات هي ” ليل ونهار ” للكاتبة والرسامة الإماراتية عليا الشامسي، وصدر عن دار الهدهد للنشر والتوزيع، أما الكتاب الثاني فجاء بعنوان «حلّقي» من تأليف الكاتبة والرسامة الإماراتية علياء البادي، وصدر عن الفُلك للترجمة والنشر، في حين يحمل الكتاب الثالث عنوان «آه إنه ينتفخ» للكاتبة والرسامة عائشة البادي، وهو صادر، أيضاً، عن الفُلك للترجمة والنشر.
aXA6IDMuMTQ2LjE3OC44MSA= جزيرة ام اند امز