أطباء يحذرون: الرضاعة الطبيعية قد تدفع للانتحار
أطباء يحذرون من أن الرضاعة الطبيعية قد تؤدي إلى تفاقم اكتئاب ما بعد الولادة وصولا إلى الانتحار.. كيف؟
سلط "المنشور المؤثر" الذي شاركه زوج كندي يدعى كيم تشن عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، الضوء على ضرورة الاهتمام باكتئاب ما بعد الولادة، حيث تحدث فيه عن تفاصيل انتحار زوجته المأساوي في أكتوبر 2016، والعثور على جثتها قبالة ساحل فانكوفر الكندي، بعد 3 أسابيع من اختفائها.
تشن كتب في المنشور، حسب مجلة "سيلف" الأمريكية، أن زوجته كانت تعاني من اكتئاب ما بعد الولادة لكن في صمت، حيث لم تشارك أحدا مشاعرها. ودعا الأمهات الجدد اللاتي يعانين من مشاعر مماثلة، إلى ضرورة التحدث وطلب المساعدة، قائلا: "أنتن لستن وحدكن. ولستن أمهات سيئات".
وأشار إلى أن زوجته كانت عادة تتمتم بعبارة "لا يمكنني القيام بذلك". حتى أنها أخبرت والدتها ذات مرة أنها تريد الموت، لافتا إلى أن زوجته كانت متوترة وقلقة جدا من صعوبة الرضاعة الطبيعية وعدم قدرتها على النوم جيدا.
ولهذا السبب طلب تشن من المستشفيات عدم الضغط الزائد على الأمهات من أجل إرضاع أطفالهن رضاعة طبيعية خالصة، مؤكدا أن من الطبيعي أن تصارع الأمهات الجدد من أجل أبنائهن.
ووجه رسالة إلى الأمهات الجدد قال فيها: "لا تشعرن أبدا بالذنب لعدم قدرتكن على الرضاعة الطبيعية الخالصة، بالرغم من فوائد الرضاعة الطبيعية إلا أنه لا ضرر من إضافة اللبن الصناعي أو طعام بديل معها".
وتقول إحدى القابلات لمجلة "سيلف": "نعرف جيدا أن الرضاعة الطبيعية الخالصة هي الأفضل للرضيع، لكن ينبغي أن يكون كل شئ في الحياة متوازن بين المخاطر والفوائد. إذا كنت تواجهين صعوبات في الرضاعة الطبيعية وتجدين مشكلات في التعايش معها، يمكن أن يكون إضافة لبن صناعي أو طعام بجانب الرضاعة الطبيعية هو الحل".
وأوضحت أن هذا ليس الحل فقط، لكن سيكون على الأم التي تعاني من ذلك أيضا الحصول على الدعم اللازم من المحيطين بها وربما من طبيب متخصص حيث يصعب التعامل مع مشكلات الرضاعة الطبيعية.
ويمكن أن يتطور القلق إلى اكتئاب، ووفقا للمراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، تعاني واحدة من كل 8 أمهات من أعراض اكتئاب ما بعد الولادة. وتكون السيدات أكثر عرضة للخطر إذا كن يعانين من التوتر، أو عانين من صعوبات في الحمل، أو أنهن أمهات لتوأم، أو يفقترن للدعم الاجتماعي.
وتتضمن أعراض اكتئاب ما بعد الولادة الشعور بالحزن والقلق والعصبية، والنوم كثيرا أو قليلا، والشعور بالارتباك، وتغير الشهية والبكاء بدون سبب. وبالرغم من انتشار هذه الحالة، إلا أن معظم السيدات لا يطلبن المساعدة ويعانين منها في صمت.
المجلة تابعت أن اكتئاب ما بعد الولادة يجعل الأم تنعزل عن الآخرين، وفي أغلب الأوقات لا تأكل أو تشرب بشكل كاف، ما يؤثر على إنتاجها للحليب الأمر الذي يفاقم مشكلة الرضاعة الطبيعية لديها.
وينصح الخبراء الأمهات بضرورة مشاركة مشاعرهن مع أزواجهن أو أصدقائهن، والحصول على قسط كاف من النوم لأن قلة النوم قد تكون مدمرة لا سيما للأمهات الجدد، لدرجة أنه قد يجعلهن "مضطربين عقليا".