سيجمع نصف نهائي كأس العالم 2018 بين اثنين من العمالقة يلعبان لنفس الفريق، وهما مروان فيلايني وبول بوجبا نجما مانشستر يونايتد.
سيجمع نصف نهائي كأس العالم 2018 بين اثنين من العمالقة اللذين يلعبان لنفس الفريق، وهما مروان فيلايني وبول بوجبا نجما وسط مانشستر يونايتد اللذان أبدعا في روسيا.
أن تلعب ضد زميلك في الفريق، والعكس بالعكس، هو موقف غريب سيجد فيلايني وبوجبا نفسيهما فيه في لقاء الليلة، إنه صدام العمالقة، ولكنهما لن يكونا وحدهما في هذا المشهد، كانتي سيلاقي إدين هازارد، وقد يتوجب على أوليفر جيرو تسديد ركلة جزاء على تيبو كورتوا
إن مواجهة فرنسا وبلجيكا في كأس العالم تجمع فريقين مليئين بالمواهب، بالإضافة لبطل كأس العالم 1998 على المقعد الفني لكل فريق، الصديق القديم تيري هنري مساعد روبرتو مارتينيز في إسبانيا، وديدييه ديشامب مدرب فرنسا.
ولكن بعيداً عن الصخب والتحضيرات والكلمات الأخيرة، بمجرد أن يدخل الفريقان إلى أرض الملعب سنكون على موعد مع صدام بين عملاقين في منطقة الوسط، بكل ما تحمل الكلمة من معنى، بول بوجبا سيصطدم بزميله في مانشستر يونايتد مروان فيلايني.
أعترف أنني انبهرت بما قدمه فيلايني، لم يكن في التشكيلة الأساسية في بداية البطولة، ولكنه حجز مقعده بنفسه، إن الطريقة التي يلعب بها أتاحت لبلجيكا تحرير كيفن دي بروين، ويبدو أن هذا هو الحل الذي استقر عليه مارتينيز.
حين تشاهد طريقة لعب دي بروين أمام اليابان، عندما طلب منه أداء أدوار دفاعية مع أكسيل فيتسل، سنرى في كرة هدف اليابان الثاني أن فيتسل كان يحاول إيقاف تشينجي كاجاوا من الدخول لوضع التسديد بينما كان دي بروين يسير بشكل بطيء كمتفرج.
أنا على يقين أن تلك كانت اللحظة التي أدرك فيها مارتينيز فكرة أن استخدام دي بروين في هذا المكان لن يكون مجدياً، لقد لعب دي بروين دوراً فعالاً في تسجيل هدف الفوز بتلك المباراة ولكن مارتينيز كان قد جلب فيلايني الرجل الكبير الذي سجل وظهر بشكل واضح إلى جوار فيتسل في الوسط.
على الصعيد التكتيكي يمنح تواجد فيلايني منتخب بلجيكا توازناً أكبر، واعتقد أنه أدى مباراة جيدة ضد البرازيل، إنه لاعب أفضل بكثير مما يراه البعض، ولربما الطريقة التي استخدم بها في الفترات الماضية مع مانشستر يونايتد لم تساعده، أتذكر مباراته ضد إيفرتون وكيف كان يسيراً عليه صناعة اللعب والتقدم إلى الأمام، إنه يتقن كيف يعمل التوازن بين الوسط والهجوم، وكيف يحتفظ بالكرة، فالبرازيل لم تجد سبيلاً حوله.
بالنسبة لبول بوجبا، لقد قلت إنه يجب أن يؤقلم إمكانياته الفنية مع ما يخدم مصلحة فريقه، ولقد قام بذلك بالفعل بشكل ملحوظ في آخر مباراتين ضد الأرجنتين وأوروجواي.
لقد تفهم بذكاء أن فرنسا يمكنها الاعتماد على ثنائي عملاق هجومياً يتكون من: كيليان مبابي وأنطوان جريزمان مما يجعل دوره هو إحداث التوازن في منطقة الوسط مع نجولو كانتي، لقد أحببت ما قدمه بوجبا في مباراتي الأرجنتين وأوروجواي، لقد مزج النضج التكتيكي مع موهبته الطبيعية، سواء من ناحية التمريرات الطويلة ضد الأرجنتين لمبابي أو التمريرات الحاسمة السهلة في لقاء أوروجواي.
أن تلعب ضد زميلك في الفريق، والعكس بالعكس، هو موقف غريب سيجد فيلايني وبوجبا نفسيهما فيه خلال لقاء الليلة، إنه صدام العمالقة، ولكنهما لن يكونا وحدهما في هذا المشهد، كانتي سيلاقي إيدين هازارد، وقد يتوجب على أوليفييه جيرو تسديد ركلة جزاء على تيبو كورتوا.
لقد حدث لي موقف مماثل في لقاء بالدوري الإنجليزي الممتاز بين أرسنال وتشيلسي، كنت أعاني من اللعب ضد تيري هنري، لقد مر مني وانطلق ليسجل هدفاً، وبعد الاحتفال بالهدف ذهبت له وقلت له بهدوء إنني خفت أن أتسبب له في إصابة، وطلبت منه تغيير مكانه على الطرف ولقد قام بذلك فعلاً.
تيري هنري سيتواجد على المقعد الفني لمنتخب بلجيكا، هو أمر سيكون غريباً أن أجده على الجانب الآخر لفرنسا مساعداً في مهمة إسقاط فرنسا، ولكنه يقوم بعمله وهذا شيء يحترم، وعلى حد علمي لم يمنحه أحد دوراً مماثلاً في منتخب فرنسا.
في ربع نهائي كأس العالم 1998، اندهش الجميع أن الثنائي الشاب ديفيد تريزيجيه وتيري هنري سددا، بينما لم يسدد يوري جوركاييف الذي كان النجم الثاني في المنتخب بعد زين الدين زيدان، السبب أن الحارس الإيطالي جيان لوكا باليوكا كان زميله في إنتر ميلان وكان يتصدى لكل ركلات الترجيح التي يصوبها، أتمنى ألا يكون جيرو في موقف مشابه اليوم مع تيبو كورتوا.
نقلاً عن صحيفة "جارديان" البريطانية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة