كيف تتغير عظام الإناث بشكل دائم بعد الولادة؟

في خطوة مهمة، اكتشف فريق من علماء الأنثروبولوجيا في الولايات المتحدة أن التكاثر يغير بشكل دائم عظام الإناث بطرق لم تكن معروفة من قبل.

الدراسة المهمة قدمت نتائجها مجموعة من الدلائل الإضافية على التأثير العميق للتكاثر على الكائن الأنثوي، كما كشفت عن أن الهيكل العظمي ليس عضوًا ثابتًا ولكنه عضو ديناميكي يتغير مع أحداث الحياة.

الولادة تغير جسد الأنثى بشكل دائم

درس فريق من علماء الأنثروبولوجيا معدل نمو العظم الرقائقي في فخذ كل من الرئيسيات من الذكور والإناث الذين عاشوا في محطة سابانا سيكا الميدانية في بورتوريكو وماتوا لأسباب طبيعية، لمعرفة كيف تتغير عظام النساء بعد الحمل والولادة.

• اكتئاب ما بعد الولادة عند الذكور.. هل يقود إلى الانتحار؟

وقام الأطباء البيطريون في المحطة الميدانية برصد وتسجيل المعلومات حول صحة هذه الرئيسيات وتاريخها الإنجابي، ما سمح للباحثين بمطابقة التغييرات في تكوين العظام مع أحداث الحياة بدقة ملحوظة.

العظم الرقائقي هو النوع الرئيسي للعظام في الهيكل العظمي للبالغين، وهو مثالي لهذا النوع من الفحص، حيث يتطور بمرور الوقت ويترك علامات بيولوجية لهذه التغييرات، وفقا لموقع studyfinds.

وتوصلت نتائج الدراسة، التي نُشرت في مجلة PLOS ONE، إلى أن الإناث اللائي ولدن لديهن مستويات أقل من الكالسيوم والفوسفور مقارنة بالذكور أو الإناث غير الحوامل، كما شهدت عظامهم أيضا انخفاضًا كبيرًا في الماغنيسيوم نتيجة للرضاعة الطبيعية.

ومع ذلك، في حين تظهر دراسات أخرى أن فقدان الكالسيوم والفوسفور يمكن أن يؤدي إلى ضعف العظام فإن هذه النتائج الجديدة لم تنظر في الآثار الصحية لانخفاض هذه المعادن الحيوية.

بدلاً من ذلك، يسلط العمل الضوء على مدى ديناميكية العظام وتغيرها وتطورها خلال أحداث الحياة الهامة.

تقول مؤلفة الدراسة وعالمة الأنثروبولوجيا بجامعة نيويورك شارا بيل: "العظم ليس جزءًا ثابتًا من الهيكل العظمي، بل يتكيف باستمرار ويستجيب للعمليات الفسيولوجية."

علامات الولادة مكتوبة في العظام

لقد ثبت منذ فترة طويلة أن انقطاع الطمث يمكن أن يكون له تأثير على عظام الإناث، لكن الأمر الذي كان أقل وضوحًا هو كيف يمكن لأحداث دورة الحياة السابقة مثل التكاثر أن تؤثر على تكوين الهيكل العظمي.

لدراسة هذه العظام، استخدم الباحثون المجهر الإلكتروني وتحليل الأشعة السينية المشتتة للطاقة لفحص التركيب الكيميائي لعينات الأنسجة من العظام، حيث سمحت هذه الطريقة للعلماء بعمل التغييرات في مستويات الكالسيوم والفوسفور والأكسجين والمغنيسيوم والصوديوم.

عاشت الرئيسيات التي درسوها في محطة سابانا سيكا الميدانية في بورتوريكو وماتوا لأسباب طبيعية.

تقول باولا سيريتو، التي قادت مشروع البحث: "يُظهر بحثنا أنه حتى قبل توقف الخصوبة يستجيب الهيكل العظمي ديناميكيًا للتغيرات في الحالة الإنجابية".

ونقل موقع hindustantimes عن سيريتو قولها: "هذه النتائج تؤكد على التأثير الكبير للولادة على الكائن الأنثوي بكل بساطة، الدليل على التكاثر مكتوب في العظام مدى الحياة".

طالبة الدكتوراه في قسم الأنثروبولوجيا وكلية طب الأسنان بجامعة نيويورك اختتمت: "تقدم نتائجنا دليلًا إضافيًا على التأثير العميق للتكاثر على الكائن الأنثوي، ما يدل أيضًا على أن الهيكل العظمي ليس عضوًا ثابتًا".