200 ألف واقٍ ذكري و20 ألف أنثوي.. ماذا يحدث في أولمبياد باريس؟
بالطبع، لا يدخل الجنس ضمن الألعاب الرسمية الأولمبية، لكن يبدو أن باريس تستعد لرياضات مختلفة كليا في 2024.
وتختلف هذه الدورة تماما عن أولمبياد طوكيو التي ضربتها كورونا في مقتل، أما في باريس فقد فوجئ المسؤولون بوجود طلب كبير على وسائل منع الحمل.
وخلال مؤتمر صحفي عقد قبل أسبوعين، قال منظمو ألعاب 2024 إنه سيتم توفير 200 ألف واق ذكري و20 ألف واق أنثوي و10 آلاف سد أسنان في القرية الأولمبية، لسد حاجة 14500 رياضي وموظف قبل وصولهم باريس.
وطبقا لصحيفة الغارديان البريطانية، فإن توزيع وسائل الحماية ومنع الحمل في الألعاب الأولمبية أمر معتاد، وكانت حملات التوزيع -لعقود من الزمن- تمر على القرى الأولمبية محملة بوسائل منع الحمل المجانية.
وسبق وحطمت دورة الألعاب الأولمبية في ريو دي جانيرو 2016 الأرقام القياسية في توزيع الواقيات الجنسية، حيث وفرت 450 ألف واق ذكري، كان من ضمنها لأول مرة 100 ألف واق أنثوي.
إلا أن دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو -التي لم تشهد ممارسة جنس بشكل فج- تضمنت توزيع 160 ألف واق ذكري مجاني، مع تعليمات صارمة للرياضيين بعدم استخدامها، ولكن سمح لهم باقتنائها كتذكار.
كما تضمنت دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو أيضا أسرّة مصنوعة من الورق المقوى القابل لإعادة التدوير، وحينها تكهن مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي بأنها «أسرّة مضادة للجنس»، وهو ما نفاه المنظمون.
وتبدو الدراسات معززة لحقيقة مفادها أن استخدام الواقيات الأنثوية ليس منتشراً على نطاق واسع، ففي المسح الوطني لنمو الأسرة الذي أجري في الفترة 2006-2010، أفادت 1.7% فقط من النساء الأمريكيات في سن 15 إلى 44 عاماً باستخدام الواقيات الأنثوية.
ومع ذلك، فإن الواقيات الأنثوية أكثر شيوعاً في بعض الأماكن من غيرها، وتتمتع البرازيل وجنوب أفريقيا بمستويات استخدام أعلى من بقية العالم بسبب حملات التوزيع والتوعية بكيفية مساعدتها في الحد من انتشار فيروس نقص المناعة البشرية، ومع ذلك، لا يبدو أنها تحظى بشعبية كافية لتبرير توفير 20 ألف وحدة منها في الألعاب الأولمبية.
وتقول الدكتورة صوفي كينج هيل، الأستاذة المساعدة في جامعة برمنجهام والمتخصصة في السلوكيات الجنسية، تعليقا على تلك البيانات لـ«الغارديان»: «إنها خطوة في الاتجاه الصحيح، لأنها اعتراف ضمني بأهمية استقلالية المرأة، وترتبط الواقيات الأنثوية والسدود الفموية، على وجه الخصوص، بالمتعة الجنسية للمرأة، وهو أمر لا يزال محظوراً في العديد من دول العالم، بما في ذلك الغرب».