نساء فلسطين في ذكرى النكبة..حمم غضب بوجه المحتل
تحمل النساء الفلسطينيات مع الشباب، الإطارات المطاطية لإضرام النار فيها، لتكون شعلة غضب مستعرة بالصدور، وساترا يُربك المحتل الإسرائيلي
بعدد تلك التجاعيد التي خطت على وجهها مأساة اغتصاب أرضها، وبعدد العبرات التي خنقتها وهي تودع ابنا أو عزيزا.. بكل ذلك أقسمت المرأة الفلسطينية، وهرعت اليوم لتساعد الشباب في «مليونية العودة» بغزة، والتي تواكبها "العين الإخبارية".
تحمل مع الشباب الإطارات المطاطية لإضرام النار فيها، لتكون شعلة غضب مستعرة بالصدور، وساترا ناريا يُربك المحتل، ومدرعة مضادة لقنابله المسيلة للدموع ولمسار شعلاته الملقاة على المخيمات.
تدثرن بسواد شبيه بالظلام الحالك المطبق على فلسطين الأبية منذ اغتصابها قبل عقود، وتوشحن بحب الأرض، وغادرن قلاعهن الصغيرة نحو السياج الحدودي الفاصل مع إسرائيل.
لم تربكهن قنابل الغاز المسيل للدموع، وهن اللواتي يعاني البعض منهن من آفات مزمنة، وحالات إغماء متعددة في صفوفهن.. لا شيء يبدو بقادر على كسر تلك النظرة الشامخة، والأيادي المرفوعة عاليا لتحمل الشباب على أطرافها.. على أكتافها.. أحياء كانوا أم شهداء، فداء للأرض في ذكرى «النكبة» الأولى، ونكبة نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة الثانية.
سُئلت: آلا تهابين الموت؟ قالت وكيف يهاب الموت من تمدد في شق ضيق فاقد للحياة؟ أو لسنا نحن كذلك؟، أو لم نفقد أرضنا ونُحشر في زواياها مشردين تائهين كمن يبحث عن عائلته؟.
فقدنا الروح مذ فقدنا الأرض، ووهبنا الروح فداء للأرض، فما يعنيني اليوم أن أتمدد بين ثناياها جسدا بروح ميتة أو جثة هامدة لا روح فيها.. نحن في منطقة رمادية ما بين الموت والموت، والحياة والحياة.. غير أن الحقيقة الوحيدة الثابتة هي أننا نتمدد في جميع حالاتنا شامخين رافعين راية فلسطين.
ما بين الأمومة والمستقبل وفداء الوطن، وتحت غيمة تعلو سماء غزة، تذوب الفتيات الفلسطينيات في حب أرضهن ولسان حالهن يهتف: مهما الرياح تعاظمت ومهما السواد اشتد لن تركعي يا فلسطين.
رصفت الإطارات المطاطية مع الشباب، وأضرمت فيها معهم نارا حملتها قضية وطن بأسره.. تلك النيران المستعرة بالصدور تتفجر اليوم في كل مكان لتحرق مجلدات تاريخ زائف رسمه كيان صهيوني محتل..
رصفتها وأشعلت النار، ثم عادت تحث الخطى وقد رسمت خلفها لوحة امتزجت فيها أعمدة الدخان الرمادية بلهيب النيران..كان ذلك كل ما تملك المرأة الفلسطينية أن تفعله في هذا اليوم.