"التعذيب الأبيض" بإيران.. سجينات يسردن المعاناة
تواجه الناشطات في مجال حقوق الإنسان المعتقلات في إيران أحكامًا متزايدة بالسجن علاوة على نقلهن إلى سجون بعيدة في ظروف "خطيرة ومقلقة".
وذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية نقلا عن نشطاء، أن النظام الإيراني يتعمد الإساءة إلى الناشطات في ظل ارتفاع حالات نقل السجينات السياسيات إلى سجون على بعد مئات الكيلومترات من أسرهن، وكذلك ممارسة "التعذيب النفسي" ضدهن.
وأشار التقرير إلى أنه خلال الأشهر الستة الماضية، تم نقل عدد متزايد من السجينات السياسيات والناشطات في مجال حقوق الإنسان من سجن إيفين بطهران إلى سجون خارج العاصمة طهران دون أي تحذير مسبق.
وأوضحت الصحيفة أن الناشطات يتم احتجازهن في ذات الزنازين التي توضع فيها السجينات الجنائيات اللاتي ارتكبن جرائم مثل القتل، وذلك في انتهاك للقانون الإيراني والمعايير الدولية.
كما تحدث النشطاء عن تعرض بعض السجينات للاغتصاب من قبل المحققين، وتم حرمانهن من العلاج الطبي.
وتصف شيوا محبوبي، المتحدثة باسم لجنة المكافحة من أجل الإفراج عن السجناء السياسيين في إيران، هذه السلوكيات بأنها هي "وسيلة لتعريضهن للتعذيب النفسي".
وقالت محبوبي، إنه "أمر بالغ السوء، حقا، فالحراس يسلبونهن كل أغراضهن.. والأسر لا تعرف مكانهن.. ويعانين من نقص في مياه الشرب، وكثيرا يتعرضن للإصابة بالأمراض والأمراض المعدية. ويخطط الحراس عمداً لمهاجمتهن من قبل سجينات غير سياسيات.. ولا تستطيع بعض العائلات لزيارتهن؛ إذا استطاعوا، فمن الصعب القيام بذلك بشكل دائم".
وكشفت الناشطة الحقوقية الإيرانية نرجس محمدي تفاصيل تتعلق بطريقة يطلق عليها، "التعذيب الأبيض" والتي تستخدمها الأجهزة الأمنية للضغط على المعارضين في بلادها.
وذكرت محمدي، في كتاب صدر لها بعنوان "التعذيب الأبيض" من السويد مؤخرا، أن سجن إيفين سيئ السمعة والواقع في شمال طهران، يشتهر بهذا الصنف من التعذيب النفسي، لا سيما ضد الناشطات الحقوقيات والمعارضين.
وأوردت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" في تقرير عبر نسختها الفارسية أجزاء من كتاب الناشطة الحقوقية نرجس محمدي الذي يتضمن محادثات لها مع 12 ناشطة إيرانية محتجزة في سجن إيفين أبرزهن موظفة الإغاثة البريطانية نازنين زاخاري.
وركز الموضوع الرئيسي لهذه المحادثات على وضع الحبس الانفرادي في السجون كمثال للتعذيب، والتهديدات بالإعدام خلال جلسات الاستجواب، إلى جانب ما يعرف بالتعذيب الأبيض.
ووصف التقرير طريقة "التعذيب الأبيض" بالوسيلة الوحشية التي تهدف لحرمان المعتقل من الإحساس بالأشياء حوله، إذ يبقى محتجزا لفترات طويلة وحيدا داخل زنزانة دون نوافذ وجدرانها بالكامل مطلية باللون الأبيض.
الجدير بالذكر أن مصادر معارضة كشفت عن وجود مراكز أمنية لتعذيب مئات المحتجين الإيرانيين على أيدي عناصر تابعين لجهاز استخبارات الحرس الثوري في أنحاء متفرقة بالبلاد.