يعيش رؤوس إيران إرباكا لم يتوقعوه من قبل؛ ما جعلهم مرتبكين في كيفية التصرف تجاه ما يقع في العراق.
لم يستفِق النظام الإيراني بعد من صدمة "انتفاضة" الشعب العراقي عليه. عشرات من السنين وطهران تعمل على زرع التفرقة، واستعمال "الجيل الرابع من الحرب"، وأسلوب "الإنهاك.. وتآكل الأمم"، في بعض دول المنطقة وأولها العراق.
منذ وصول نظام الملالي إلى حكم إيران، بلباسه الأسود وعمقه الحاقد، تصدّر عرش الفرس وفتح أذرعه كأنثى العنكبوت وبدأ بنسيج خيوطه.
ويعيش رؤوس إيران إرباكا لم يتوقعوه من قبل؛ ما جعلهم مرتبكين في كيفية التصرف تجاه ما يقع في العراق.
وفي تشبيهي للعنكبوت وخيوطها نلاحظ وبوضوح أن ما يحدث في العراق الآن يمكن أن يكون الضربة القاضية لأحلام الفرس الذين تحولوا من عبادة النار إلى عبادة الظلام لأنه أستر لجرائمهم والذين رأوا في العراق وشعبها بداية نسيج خيوطهم لإسقاط المنطقة برمتها في شباكهم.
هذه بداية السقوط.. وبداية صفحة جديدة مضيئة.. سيكون مخاض العراق عسيرا لأن مخالب الملالي في العقول ومغروسة جذورها المسمومة على الأرض. لكن الشعب والشباب العراقي أقوى بإرادته ونخوته وتطلعه للحرية والحياة. ووقوف الأمم المتحدة والمجتمع الدّولي لـ"تحرير العراق من نفوذ طهران" سيكون الداعم الأكبر لمسيرة الحرية.
مخاوف النظام في طهران لم تكن من العراق أو عليه؛ فقد كانت تعتبره تابعا لها أيديولوجيا، واستفادت منه وما زالت تغرف من ثرواته. بل كان خوف طهران على وجودها في سوريا، واليمن ولبنان أكبر.
لكن ما لم يكن في الحسبان أن خيوط العنكبوت انقطعت من جذورها "المحصنة" وبشكل مفاجئ، وهذا يعكس بداية سقوط حر دون واقيات ولا تحسب أو تحضير.
اعتقد نظام الملالي لعقود أنه امتلك ويتحكم بمهارة في مفاصل الشعب العراقي عن بعد، عبر أفكار الكراهية التي زرعها بين مختلف الطوائف والديانات، معتمدا على قواته المدسوسة التي تقود شباب بلاد الرافدين وتوجههم نحو فعل ما يريده النظام الذي بناه الخميني "المقدس" وحاشا ديننا المقدس من "زعماء" الظلام، ومستبيحي الدماء والاقتتال.
مع نهاية السبعينيات كانت بداية الخطر ليس على الشعب الإيراني فحسب، بل على الدول الإسلامية كافة وخاصة دول المنطقة. ولعبت العمائم وما يدور بداخلها من شر وكراهية للعرب خاصة على بناء استراتيجية توسّعية سريّة.
لكن سرعان ما كشفت عن خططتهم التي ألبسوها قدسيّة الدين، ولعبوا على حبل الطائفية فيها ليحققوا مشروعهم الأوّل، ألا وهو زرع بذور الحقد والكراهية، وتعزيز الفكر الانتقامي بين أبناء الوطن الواحد على أسس طائفية لم يرَ العالم الإسلامي الحديث مثيلا لها من قبل ولم يتوقعها.
بدأ العنكبوت نسج خيوطه المسمومة وبسطها إلى العراق، ولم يترك فرصة لم يغتنمها، ولا مرتزقا فكريا أو جسديا إلا ودفع له. واختلف ثمن الإشباع حسب حاجيات الطوائف والمناطق؛ فتنوع بين وعود باستعادة الخلافة وبحيازة الجنة، تحت هالة مقدسة لكنها سوداء لا نور فيها.
خلقوا أيديولوجية الحزن الأبدي، وترانيم تعبدية فيها من الكراهية والحقد والرغبة في الانتقام أكثر منها حبا وسلاما كما يدعو ديننا حقيقة وكل الديانات المقدسة. كان هذا ثمن العامة من الشعب من المدنيين الذين أخذوه عن حسن نية.
أما ثمن المقاتلين فكان المال والسلاح، وإيهام بالقوة والقدرة على السيطرة والأمل بالتحول لقيادات.
هذه بداية السقوط.. وبداية صفحة جديدة مضيئة.. سيكون مخاض العراق عسيرا؛ لأن مخالب الملالي في العقول ومغروسة جذورها المسمومة على الأرض. لكن الشعب والشباب العراقي أقوى بإرادته ونخوته وتطلعه للحرية والحياة. ووقوف الأمم المتحدة والمجتمع الدّولي لـ"تحرير العراق من نفوذ طهران" سيكون الداعم الأكبر لمسيرة الحرية.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة