ميدان.. هل تنجح مفرخة "الإخوان" الإرهابية في إعادته مجددا للساحة السياسية؟
مع وصول الصراع الذي ضرب قمة الهرم التنظيمي بالإخوان لذروته، لجأ الأخير لمخطط يجيد العزف على أوتاره، أملا في توحيد صفوف عناصره مجددا.
ذلك المخطط يأمل من خلاله تنظيم الإخوان الإرهابي، لـ"استعادة روح الثورات، وإعادة إحياء ما عرف بالربيع العربي"، كستار وواجهة يعمل خلفها للترويج للعنف، وتنفيذ أنشطة إرهابية، وإعادة تدوير نفسه مجددًا.
ولإحياء مخططه هذا، قالت مصادر متطابقة إن ما تعرف بجمعية "ميدان" التي أسسها القيادي الإخواني الهارب رضا فهمي، تمثل الذراع الجديدة للتنظيم؛ لتنفيذ عملياته "الإرهابية"، التي اتخذت من مصر ودول عربية أخرى هدفًا لها خلال الفترة المقبلة.
مفرخة إرهابية
وبحسب المصادر، التي تحدثت لـ"سكاي نيوز عربية" فإن الجمعية بدأت خلال الفترة الماضية بتجميع شباب التنظيم لتبني استراتيجية جديدة، بهدف تنفيذ سلسلة من المظاهرات بغرض إثارة الفوضى، بالتزامن مع مخططات للعنف وعمليات إرهابية للعودة إلى المشهد السياسي في مصر.
تلك الجمعية والتي تأتي بالتنسيق بين تنظيم الإخوان وقيادات الجبهة السلفية الهاربين في الخارج، تعد بمثابة مفرخة جديدة لـ"الإرهاب"، تجمع الشباب تحت ادعاءات العمل الثوري والتغيير المسلح، من خلال طرح مشروع فكري سياسي يخلق مسارا ثوريا يجمع الشباب من مختلف الدول العربية، بحسب المصادر.
وإلى ذلك، قال الخبير في شؤون حركات الإسلام السياسي الدكتور هشام النجار، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن هناك مؤشرات توحي بأن هناك نشاطًا منسقًا ومدبرًا خلال الفترة الأخيرة يهدف لـ"إثارة القلاقل والفوضى داخل مصر".
ستار "إرهابي"
وأضاف النجار، أن هذا النشاط يتخذ من إعادة بعث ما أطلق عليه "الربيع العربي"، واستعادة روح الثورات، شعارًا له، مشيرًا إلى أن ذلك الشعار استخدمه تنظيم الإخوان منذ عام 2015 ستارا لنشاط إرهابي مسلح.
وأشار الخبير السياسي المصري إلى أنه خلال عام 2014 تأسست خلايا عنف مسلحة، تبلورت واكتملت بتأسيس اللجان النوعية المسلحة تحت قيادة عضو مجلس شورى الجماعة محمد كمال وبتأسيس خلايا الجناح العسكري الجديد للإخوان، وشمل عدة أذرع منها خلايا حسم ولواء الثورة.
وكشف النجار عن أن هناك مخططًا يجرى حاليا لتدوير واستعادة هذا النشاط، تحت نفس الشعارات، مشيرًا إلى أن الجماعة المحظورة تسعى للتصعيد بالترويج بالعنف، وبتيار محمد كمال الذي يحمل اسم تيار التغيير وبتثوير الشارع، وتأسيس خلايا عنف جديدة خاصة بعد فشل الجماعة في حل أزماتها عن طريق "استجداء المصالحة والدخول في مسار الحوار الوطني.
مخطط "عدائي"
وبحسب المصادر فإن عناصر التنظيم تلقوا دورات فكرية وتدريبات عسكرية في إحدى الدول خلال الأشهر الماضية، تمهيدًا لإطلاق المخطط الإخواني "العدائي" ضد دول المنطقة العربية، والذي جاء بـ"تمويلات ضخمة" من أجهزة تدعم التنظيم الدولي.
وكان القيادي الإخواني رضا فهمي، وهو أحد قيادات التنظيم المسلح وقيادات العنف داخل التنظيم، أعلن في يناير/كانون الثاني الماضي تأسيس ما يعرف بجمعية "ميدان" في يوليو/تموز الماضي خلال مؤتمر عقد بإحدى الدول، وتحدث عن نشاطها المسلح، تحت عنوان: "شباب التغيير.. عقد من النضال وخطوة للمستقبل".
وفي كلمته، هدد القيادي الإخواني رضا فهمي، وهو العضو السابق في مجلس الشورى "المنحل"، بإعادة "الحراك المسلح والثوري"، مضيفًا: "يأتي في مرحلة خطيرة جداً، حيث ظنت الثورات المضادة في بعض الدول أنها أصبحت مسيطرة وأن التيار الثوري فقد كل أدواته".
إعادة الإحياء
القيادي في "حسم" والمطلوب لدى القاهرة محمد منتصر لدوره في أعمال عنف، قال في المؤتمر نفسه، إنه "أصبح مستعدا لحلحلة وخلخلة وتحريك الوضع القائم في الدول العربية، وعلى رأسها مصر، وأن كل الثورات لها فرص أخرى للانبعاث"، على حد وصفه.
وتبنت الحركة الإرهابية، التي تضم شبابا من "الإخوان" يعتمدون منهج العنف، وصنفت باعتبارها الجناح المسلح للجماعة، العديد من الهجمات الإرهابية في مصر خلال عامي 2016 و2017.
ومنذ سقوط حكم الإخوان في مصر، عام 2013 لم تتوقف محاولات التنظيم الإرهابي لبث الفوضى بالداخل المصري، واستغلال الأحداث لإعادة الجماعة المطرودة بأمر الشعب إلى المشهد السياسي، لكنه دائما ما يفشل في تحقيق مآربه "التخريبية" بفضل "يقظة" الأجهزة الأمنية ووعي الشعب المصري.
وتتزامن تحركات الإخوان الأخيرة لبث الشائعات والأكاذيب، مع صراعات ضربت قمة الهرم التنظيمي، وقسمته بين جبهتين متناحرتين، فيما بات يعيش الآن حالة من التدمير الذاتي، جراء اشتعال الصراع بين جبهة محمود حسين الأمين العام السابق للجماعة، ومعسكر إبراهيم منير، القائم بأعمال المرشد العام والمقيم في لندن، في معركة وقودها المال والمناصب والنفوذ.
aXA6IDMuMTQxLjQyLjQxIA== جزيرة ام اند امز