مكافحة الإرهاب في أفغانستان.. حملة تواجه مأزقا استراتيجيا
معضلة بين المستحيل والأسوأ، يتساءل المجتمع الدولي عن طرق مكافحة الإرهاب في أفغانستان، لكن من دون أن يرضخ لفكرة التعاون مع طالبان.
فمن جهة، هناك إمارة أفغانستان التي ما زالت قريبة من القاعدة، ومن جهة أخرى تنظيم داعش ولاية خراسان الذي كثف هجماته ويحلم بتوجيه ضربات خارج حدوده.
وبعد انسحابهم الفوضوي من أفغانستان بعد حرب استمرت 20 عاما وكانت مكلفة وغير مجدية، فإن الأمريكيين "وضعوا أنفسهم في وضع صعب" كما يأسف كولن كلارك المدير الاستراتيجي لمركز صوفان، وهي مؤسسة فكرية مستقلة.
وقال لوكالة فرانس برس: "إنهم يأملون أن ترسي طالبان الاستقرار في أفغانستان، لكن كيف يمكنهم التعامل معهم بشكل منتظم، بعدما رفضوا قطع العلاقات مع تنظيم القاعدة؟".
بعد عشرين عاما على هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001 التي دبرت من أفغانستان وبعد عامين على انتهاء "الخلافة" التي أعلنها تنظيم داعش في العراق وسوريا، عاد شبح ظهور ملاذ إرهابي جديد ليلقي بثقله.
في أكتوبر/ تشرين الأول اعتبر مساعد وزير الدفاع الأمريكي كولن كال، أن تنظيم داعش ولاية خراسان يمكن أن يضرب الولايات المتحدة في غضون 6 أشهر، وأضاف أن تنظيم القاعدة قد يحتاج ما بين ستة أشهر وسنتين.
عبء
تعليقا على هذه التصريحات، ذكرت ليزا كورتيس من مركز الأمن الأمريكي الجديد بأن ثلثي أعضاء الحكومة الأفغانية هم أفراد مستهدفون بعقوبات بسبب الإرهاب.
في 2011، وضع الأمريكيون مكافأة بقيمة خمسة ملايين دولار لمن يعثر على خليل حقاني الذي يشغل حاليا منصب وزير اللاجئين في حكومة طالبان، وهو مسؤول بارز في شبكة حقاني التي أسسها شقيقه جلال الدين حقاني، وهي مكون أساسي في نظام كابول.
وتقول الخبيرة، إن التوصل إلى تفاهم معهم أمر لا يعقل، وأوضحت أن "فكرة مساعدة طالبان على تعزيز قوتها لمحاربة تنظيم داعش ولاية خراسان هي حسابات قصيرة النظر وسترتد في النهاية على الولايات المتحدة".
في المقابل، تدعو أمينة خان من معهد الدراسات الاستراتيجية في إسلام أباد إلى مساعدة إنسانية منسقة لتخفيف العبء عن طالبان وإفساح المجال أمامهم لمحاربة تنظيم داعش.
وقالت لوكالة فرانس برس "كيف نتوقع من طالبان أن تكون قادرة على الحكم وأن تحقق الاستقرار وتقيم أفغانستان آمنة لا تشكل تهديدا لجيرانها؟، وليس لديهم جيش ولا شرطة، هي جماعة مسلحة غارقة بإدارة الحكم والأزمة الاقتصادية والإنسانية".
لكن الاعتراف الدولي ليس مطروحا على جدول الأعمال، تقول ليزا كورتيس "نعم، العدو هو تنظيم داعش ولاية خراسان، نعم طالبان تقاتل تنظيم داعش ولاية خراسان، ممتاز، فلنتركهم يتقاتلون".
وتضيف "لسنا مضطرين للاختيار" بين خطرين، داعية الى محاولة التأثير على سلوك طالبان والتوصل إلى موقف مشترك مع الأوروبيين والدول المجاورة وبعض القوى الإقليمية مثل الهند وباكستان.
تنظيم داعش والقاعدة لديهما مع فروعهما التي لا تحصى في أفريقيا والشرق الأوسط، مزيد من الملاذات والمناطق الخاضعة لسيطرتهما أكثر مما كانت عليه في عام2001.
وقال هانس-جاكوب شندلر الخبير السابق في الأمم المتحدة الذي أصبح مديرا لمركز الأبحاث "مشروع مكافحة التطرف"، "ليس بالضرورة أن تكون هناك بنية تحتية للإرهاب في أفغانستان لكي تعتبر البلاد مشكلة كبيرة".
aXA6IDMuMTQ2LjEwNy4xNDQg جزيرة ام اند امز