"داعش خراسان".. "إدارة التوحش" تنازع طالبان حكم أفغانستان
تزايدت هجمات "داعش" في أفغانستان منذ وصول حركة طالبان إلى الحكم منتصف أغسطس/آب الماضي، ما يؤرق الحركة بشكل كبير.
وتبنى تنظيم "داعش" الإرهابي؛ ولاية خرسان، العديد من التفجيرات والهجمات في أفغانستان منذ منتصف أغسطس/آب الماضي، بالتزامن مع بداية حكم حركة طالبان للبلاد وخروج القوات الأجنبية.
وفي أحدث هجوم، نفذ "داعش"، الليلة الماضية، عدة تفجيرات وقعت غرب العاصمة الأفغانية كابول، وأوقعت ثلاثة قتلى على الأقل.
وبحسب وزارة الداخلية، فإن الانفجارات نجمت عن ألغام مغناطيسية وقنابل مزروعة على جانب الطريق.
وقال سعيد خوستي، المتحدث باسم الوزارة، إن انفجارين منفصلين وقعا في منطقة داشت برشي ذات الأغلبية الشيعية، أمس، وأسفرا عن مقتل مدنيين اثنين وإصابة أربعة آخرين.
لكن مجموعة "داعش" خراسان زعمت في رسالة ترجمها مجموعة استخباراتية تدعى "الموقع" أن التفجيرات أسفرت عن مقتل عدد كبير من الشيعة فضلا عن عشرات الجرحى.
وصباح السبت، اندلعت اشتباكات بين مقاتلي حركة طالبان وتنظيم "داعش"، في منزل قرب مدينة جلال آباد مركز ولاية ننكرهار جنوب شرقي البلاد، دون تفاصيل عن الأسباب والضحايا.
هجمات متكررة
ولطالما شهد غرب كابول، ولا سيما منطقة دشت برشي، هجمات عنيفة شنها "داعش"، تسببت في مقتل وجرح مئات المدنيين.
ومؤخرا، قتل 14 مدنيا، بينهم نساء وأطفال، وأصيب 15 آخرون في هجوم على مستشفى للولادة يضم 100 سرير.
وفي هجوم آخر على مركز التعليم الموعود، قُتل 40 شخصًا وأصيب 67 على الأقل، فضلا عن عدد من التفجيرات المتتالية التي لم توقع إصابات.
في المقابل، قال ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم حكومة طالبان، "لم يعد داعش يشكل تهديداً رئيسياً في أفغانستان"، مضيفاً "لقد كانت مجموعة صغيرة في أفغانستان تم تدميرها الآن في کابل وجلال آباد".
وتابع مجاهد في تصريحات صحفية نقلها موقع "تمدن نيوز" الأفغاني، "تم القبض على أكثر من 670 من مقاتلي داعش في أفغانستان خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وتدمير 27 مخبأ للتنظيم في كابول وجلال آباد".
ويحاول "داعش" خرسان إقامة خلافته المزعزمة لتمتد من جنوب آسيا إلى آسيا الوسطى؛ بينما تبدو طالبان على الأقل راضية عن إقامة الإمارة الإسلامية في أفغانستان.
وترى المجموعة أن تفسير حركة طالبان للشريعة ليس صارمًا بما يكفي، لذلك تطلق على الحركة اسم "المرتدون"؛ خاصة وأن طالبان وقعت اتفاقية سلام مع الولايات المتحدة.
١٥٠٠ مقاتل
ووفق تقرير للأمم المتحدة صادر في 15 يوليو/ تموز الماضي، فإن فرع خراسان التابع لتنظيم "داعش"، يضم ما يقدر بـ 500 إلى 1500 مقاتل.
وقال التقرير إن المجموعة الإرهابية عززت موقعها في كابول ومحيطها، حيث تنفذ معظم الهجمات الإرهابية في المنطقة وتأمل في تجنيد أعضاء من طالبان ساخطين على أداء الحركة وتوجهاتها الحالية.
بالإضافة إلى ذلك، يحاول تنظيم "داعش" تجنيد مقاتلين من سوريا والعراق ومناطق أخرى متنازع عليها، بحسب التقرير ذاته الذي لفت إلى وجود ما بين 8000 و10000 مقاتل أجنبي في أفغانستان منذ بداية يونيو/ حزيران الماضي، يقاتلون في حركات مختلفة.
وفي الأشهر الأربعة الأولى من هذا العام وحده، سجلت بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان، 77 هجوماً لتنظيم "داعش"؛ أي أكثر بثلاث مرات من نفس الفترة من العام الماضي.
وحارب فرع خراسان التابع لتنظيم "داعش" حركة طالبان في عام 2017، ونجح في طرد مقاتلي الحركة من منطقة تورا بورا.
وولدت داعش من رحم تنظيم القاعدة لكنها اعتمدت على أدبيات أخرى أبرزها كتاب "إدارة التوحش" ضمن فكرة جديدة تتعلق بالسيطرة على الأرض على خلاف تكتيكات القاعدة التي اعتمت على توجيه ضربات إرهابية في بقاع العالم.
وتقول هيئة الإذاعة الألمانية باللغة الفارسية إن "فرع خراسان لداعش ينحدر في الأساس من جماعة طالبان باكستان، وفر أفراده عبر الحدود إلى أفغانستان بسبب العمليات العسكرية والاضطهاد في باكستان، قبل أن يتعهدوا بالولاء لزعيم داعش السابق، أبو بكر البغدادي في أكتوبر/تشرين الأول 2014".
وفي بداية عام 2015 ، قبل تنظيم "داعش" رسميًا هذا الفرع، وأعلن أن منطقة نشاطه هي آسيا الوسطى باسم "الدولة الإسلامية في ولاية خراسان"، بحسب مزاعمه
وتقول صحيفة "الثامنة صباحاً"، الأفغانية، إن "الجسم الرئيسي لداعش فرع خراسان في أفغانستان، مكون من باكستانيين (أفريدي وأوركازي) وآسيا الوسطى (أوزبكيون وطاجيك وأويغور صينيون)، إلى جانب أفغان كانوا أعضاء سابقين في حركة طالبان والحزب الإسلامي وباقي الحركات الجهادية الأخرى".