اقتصاد
لمواجهة حظر واردات النفط الروسية.. موسكو تستعين بالحلفاء
دخلت أمريكا بثقلها في الحرب الروسية الأوكرانية لفرض حصار اقتصادي جديد ممزوج بتحالفات سياسية لإجبار موسكو عن التوقف الفوري عن الحرب.
ويرى مراقبون إن الولايات المتحدة الأمريكية لن تترك روسيا تحصل على كافة المكتسبات التي ترنو إليها منذ البداية، واحتلال أوكرانيا ثم التوسع والتمدد وتشكيل قوة عسكرية لا يستهان بها ما دفعها إلى فرض مزيداً من العقوبات تجنباً للمواجهة العسكرية المباشرة مع الدب الروسي الشرس، في الوقت الذي يرى فيه آخرون أن لروسيا تحالفات إقليمية ودولية تدفعها لتجاوز كافة العقوبات الاقتصادية التي فرضت عليها.
من جانبها، قالت الباحثة السياسية والقانونية الأردنية، دانييلا القرعان في حديث خاص لـ"العين الإخبارية"، إن الولايات المتحدة الأمريكية بقرارها الأخير، بدأت تتخذ خطوات أكثر صرامة وقوة في تنفيذ عقوبات اقتصادية وتحجيم دولة روسيا سياسيا.
- خبير طاقة لـ"العين الإخبارية:" الحظر الأمريكي لنفط روسيا انتحار لأوروبا
- مقاطعة النفط الروسي تذيب جبل الجليد بين أمريكا وفنزويلا
وتشير القرعان إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية، تحركت بشكل مكثف خلال الأيام الأخيرة لجذب تحالفات سياسية واقتصادية لها في مواجهة الدب الروسي الذي لا يبدو أن لديه الرغبة في إنهاء الحرب سليماً ما دفع دول التحالف الغربي لمواجهته بالعقاب الاقتصادي.
دعم داخلي
وأوضحت أن الرئيس الأمريكي جو بايدن تلقى دعماً قوياً الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الولايات المتحدة ما دفع بايدن نحو اتخاذ قرار منع الواردات النفطية الروسية، رغم خطورة ذلك على أسعار الطاقة الأمريكية نفسها. ".
ويعمل بايدن مع الحلفاء في أوروبا، الذين يعتمدون بشكل أكبر على النفط الروسي، لعزل الاقتصاد الروسي المعتمد على واردات الطاقة.
كيفية العقاب
ونوهت إلى أن قطاع الطاقة في روسيا مفتاحًا لاقتصادها، حيث كانت ثالث أكبر منتج للنفط الخام في عام 2020، وفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية، ومن خلال حظر واردات النفط، يضر البيت الأبيض بروسيا في منطقة تم تجاهلها في المجموعة الأولية من العقوبات الانتقامية التي فرضتها الولايات المتحدة.
وأضافت أنه لا يأتي الحظر مع بعض العيوب المحتملة للاقتصاد الأمريكي وسيؤدي حظر النفط الروسي إلى تفاقم الفجوة بين العرض والطلب التي دفعت الأسعار بالفعل إلى ارتفاعات خانقة.
إن الحظر النفطي سيؤدي إلى رفع أسعار النفط الخام إلى 150 دولارًا للبرميل.
ويقطع حظر النفط الخام واحدة من أكبر العلاقات المتبقية التي تربط بين الاقتصادين الأمريكي والروسي.
وتعتمد روسيا بشدة على شركاتها النفطية لتمويل حكومتها وجيشها، وتعتمد الولايات المتحدة على النفط الروسي، إلى حد ما ، للحفاظ على استقرار إمدادات البنزين لديها.
وإذا اتبعت الدول الأخرى خطى الولايات المتحدة، فإن تجارة النفط الروسية الضخمة ستعاني من انخفاض كبير في الطلب.
في الوقت نفسه ترى أن روسيا في وضع قوي جدا من خلال اتفاقها الاستراتيجي على المدى البعيد مع الصين، والذي يتيح لدول أخرى الانضمام إلى هذا الاتفاق، ما قد يقلب الطاولة على رؤوس الغرب بشكل كامل، إذ أن روسيا الآن ليست كروسيا قبل عشرين عاما، فهي تمتلك اليوم التكنولوجيا المتطورة والقوة العسكرية الهائلة، كل ذلك يجعلها قوية جداً ولا يمكن قهرها لا بعقوبات ولا بحرب، فكل ما يفعله الغرب ما هو إلا ملهاة من أجل أهداف أخرى، دفعوا لتحقيقها الشعب الأوكراني إلى الهاوية، من خلال تزويده بالأسلحة البسيطة التي لا تستطيع الصمود أمام روسيا.