لماذا يراهن الملياردير الفلبيني إنريكي رازون على الطاقة المتجددة؟
تحول الملياردير الفلبيني إنريكي رازون من تشغيل المواني وإدارة الكازينوهات، إلى مشروعات الطاقة المتجددة الناشئة في البلاد.
ويخطط الملياردير إنريكي رازون لبناء منشأة ضخمة للطاقة الشمسية وبطاريات التخزين في الفلبين توفر طاقة نظيفة كافية لتجنب حرق ما يعادل 1.4 مليون طن من الفحم سنوياً.
وتعتبر المبادرة هي الأحدث من ناحية الجمع بين الألواح الكهروضوئية الرخيصة وقابلية تخزين الطاقة، للتخفيف من عيب رئيسي في الطاقة الشمسية– هو أنه بإمكانها توفير الكثير من الكهرباء في منتصف النهار ولا شيء في الليل. يذكر أنه تم اقتراح إنشاء مرافق ضخمة مماثلة في إندونيسيا وشمال أستراليا.
تُقدَّر ثروة رازون، الذي يشغل أيضاً منصب رئيس مجلس إدارة شركة "إنترناشيونال كونتينر تيرمينال سيرفيسز" (International Container Terminal Services)، التي تُشغِّل أكثر من 30 محطة ميناء في 20 دولة، بنحو 4.8 مليار دولار، وفقاً لمؤشر "بلومبرج" للمليارديرات.
وتسعى الفلبين لزيادة حصة مصادر الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة الإجمالي إلى 50% بحلول عام 2040 من الخُمس فقط في عام 2019، إذ قال الرئيس فرديناند ماركوس جونيور، في خطاب ألقاه في يوليو، إنّ مصادر الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، والطاقة الكهرومائية، والطاقة الحرارية الأرضية هي عوامل أساسية لتحقيق أجندته المناخية.
ويركز ثاني أغنى رجل في البلاد على مَزارع الطاقة الشمسية، ومنشآت البطاريات، ومشاريع المياه، في محاولة لجذب المستثمرين الدوليين. تتماشى جهوده الخضراء من خلال شركة "برايم إنفراستراكتشر هولدينغز" (Prime Infrastructure Holdings)، المعروفة اختصاراً باسم "برايم إنفرا"، التي ستُطرح للجمهور في وقت لاحق من هذا العام، مع الخطط الأوسع للحكومة لزيادة استخدام الطاقة المتجددة إلى 50% بحلول عام 2040.
في الواقع، إنّ الحاجة إلى مزيد من الطاقة من أي نوع هي ملحّة في الفلبين، إذ تجاوز النمو في الطلب على الطاقة السعة الجديدة.
وتتطلع الفلبين الواقعة في جنوب شرق آسيا، التي تستورد جميع احتياجاتها النفطية تقريباً، إلى إنفاق مزيد على دعم الوقود بوصفه وسيلة حماية ضد ارتفاع الأسعار. كما أنّ تطوير مصادر الطاقة المتجددة المحلية سيساعد الأمة في تقليل الاعتماد على النفط والفحم.
ستكون مشاريع "برايم إنفرا" الأولى من نوعها لسوق الطاقة المتجددة في الفلبين، مما يمنح المستثمرين نقطة دخول مبكرة.
وقال الرئيس التنفيذي غيوم لوتشي في مقابلة أُجريت معه إنّ البلد "ربما ليس المكان الذي يجب أن نكون فيه من حيث الطلب على إمدادات الطاقة. وربما لسنا في المكان الذي يجب أن نكون فيه من حيث توافر المياه والصرف الصحي، أو ربما لسنا في المكان الذي يجب أن نكون فيه في ما يتعلق بإدارة النفايات والمناخ. وإذا أخذت كل ذلك بعين الاعتبار بوصفنا مستثمرين فمن المنطقي تماماً الاستثمار في الفلبين وشركة (برايم إنفرا)".
تبني الشركة منشأة للطاقة الشمسية والبطاريات ستحل محل الاستهلاك السنوي لنحو 1.4 مليون طن من الفحم، أي ما يعادل 6% تقريباً من الاحتياجات السنوية للبلاد. كما يجري العمل على إنشاء محطة للطاقة الكهرومائية بسعة 1,400 ميغاوات في لاغونا دي باي جنوب مانيلا، بالإضافة إلى مشروعين للمياه سيوفران 518 مليون لتر من المياه للمناطق المحيطة بالعاصمة بحلول عام 2025.
ويُشار أن إطلاق هذه المشاريع سيعتمد على الطرح العام الأوّلي المزمع للشركة، البالغ 25.6 مليار بيزو (449.2 مليون دولار) في نوفمبر/تشرين الثاني، والذي من المتوقع أن يكون أكبر طرح عامّ أوّلي هذا العام ومن بين الأكبر على الإطلاق في الفلبين.
يُذكر أنه جرى تسجيل ثماني شركات فقط في البلاد هذا العام، وجمع ما مجموعه 17.2 مليار بيزو، ليكون هذا العام هو الأسوأ منذ عام 2018 وسط ركود السوق العالمية.
من جانبه قال كارلوس تيمبورال، المحلل في شركة "إيه بي سيكيوريتيز" (AP Securities): "سيكون هذا حدثاً كبيراً في مجال الطاقة المتجددة الفلبينية، وهي قصة لا تزال في المراحل الأولى من النموّ وقطاع تريد الحكومة تطويره". وقال إنّ الطرح الأوّلي العامّ "يمكن أن يجتذب طلباً قوياً بسبب مجال الصناعة ومالك الشركة".
وتحصل "برايم إنفرا" حالياً على 80% من إيراداتها من شركة "مانيلا ووتر" (Manila Water)، التي توفر المياه لنصف العاصمة الفلبينية. وقال لوتشي إنه في غضون أربع إلى خمس سنوات ستشكل الإيرادات من الكهرباء 40%، وذلك مقارنة بالنسبة الحالية البالغة أقل من 20%.
فضلاً عن ذلك، قال الرئيس التنفيذي إنه بينما كان مشروعها الأول عبارة عن محطة طاقة تعمل بالغاز بقدرة 29 ميجاوات في العراق، تخطط شركة البنية التحتية لمالكها رازون لتنمية محفظة إدارة الطاقة والمياه والنفايات في الفلبين قبل التوسع في الخارج.
aXA6IDE4LjIyMy4yMTMuNzYg جزيرة ام اند امز