حرب الطاقة.. روسيا تتلاعب بأعصاب الأوروبيين بأغنية وداع
دخلت حرب الطاقة الدائرة بين أوروبا وروسيا مرحلة جديدة، بعد أن كشفت غازبروم عن فيديو تسخر فيه من القارة العجوز بعد توقف إمدادات الغاز.
الفيديو الذي يحمل اسم "الشتاء القادم" وينقل بعض المشاهد من عواصم أوروبية، تظهر فيه القارة العجوز متجمدة في إشارة إلى قطع الغاز الروسي.
وكانت شركة غازبروم الروسية قد أوقفت تدفقات الغاز عبر خط أنابيب نورد ستريم1 إلى أوروبا "بالكامل"، حتى انتهاء إصلاح أحد التوربينات الرئيسية، بعدما كان من المقرر أن يعاود العمل يوم السبت، بعد ثلاثة أيام من أعمال الصيانة.
هدد الكرملين باستمرار قطع إمدادات الغاز إلى أوروبا من خلال خط أنابيب نورد ستريم1 حتى يرفع الغرب عقوباته ضد روسيا والشركات الروسية، ما يزيد من المواجهة بين روسيا والقارة الأوروبية في ظل ارتفاع أسعار الطاقة في المنطقة.
ارتفعت أسعار الغاز الأوروبية إلى أعلى مستوى لها وهو 282 يورو (280 دولارًا) لكل ميجاوات ساعة يوم الإثنين، ويحذر المحللون من أن الأسعار قد تصل إلى مستويات قياسية في وقت لاحق من هذا الأسبوع، وفقا لفوربس.
أسوأ أزمة إمدادات
تواجه أوروبا أسوأ أزمة في إمدادات الغاز على الإطلاق، مع ارتفاع أسعار الطاقة حتى أن المستوردين الألمان يناقشون التقنين المحتمل في أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي بعد أن خفضت روسيا التدفقات غربًا.
يلقي الكرملين باللوم في أزمة الطاقة على العقوبات التي فرضها الغرب على روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا، فيما يقول زعماء أوروبيون إن موسكو تستخدم الطاقة لابتزاز الاتحاد الأوروبي.
نورد ستريم 1، الذي يمتد تحت بحر البلطيق إلى ألمانيا، هو أكبر خط أنابيب غاز روسي إلى أوروبا، ويحمل ما يصل إلى 59.2 مليار متر مكعب من الغاز سنويًا.
قصة نورد ستريم
كان نورد ستريم يعد رمزًا للتعاون بين واحدة من أكبر قوى الطاقة في العالم ورابع أكبر اقتصاد في العالم، وأصبح الآن موضوع تبادل الاتهامات بين برلين وموسكو.
وتقول ألمانيا، أكبر مشتر أوروبي للطاقة الروسية، إن روسيا لم تعد موردًا موثوقًا به.
في المقابل، يقول سياسيو الاتحاد الأوروبي إن بوتين يستخدم نفوذه بوصفه رئيسًا لواحدة من أكبر قوى الطاقة في العالم لإذكاء الخلاف في أوروبا بشأن الصراع في أوكرانيا.
ترفض ألمانيا تفسيرات شركة غازبروم بشأن قضايا التوربينات بوصفها ذريعة.
روسيا ترد على العقوبات
لكن الكرملين يقول إن الغرب تسبّب في أزمة الطاقة بفرضه أشد العقوبات في التاريخ الحديث، وهي خطوة يقول بوتين إنها أقرب إلى إعلان حرب اقتصادية.
وحذّر الكرملين أيضًا من أن روسيا سترد على اقتراح مجموعة السبع بفرض حد أقصى لسعر النفط الروسي، وهي خطوة من غير المرجح أن تضر روسيا ما لم تحذُ الصين والهند حذوها.
تتوقع وكالة موديز للتصنيفات الائتمانية أن يؤدي الانقطاع الكامل لإمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا، إلى حالة ركود حاد في منطقة اليورو، ومزيد من الارتفاع في التضخم الذي سجل مستويات قياسية بالفعل.
عائدات روسيا
وحقّقت روسيا عائدات قدرها 158 مليار يورو (157.18 مليار دولار) من صادرات الطاقة خلال الأشهر الستة، عقب الحرب في أوكرانيا، وكان الاتحاد الأوروبي أكبر المستوردين بنسبة 58%.
ارتفعت صادرات روسيا من النفط هذا العام، بالإضافة لارتفاع أسعار الغاز ما سيعزز إيرادات موسكو من صادرات الطاقة بنسبة 38% مقارنة بعام 2021.
سترتفع إيرادات روسيا من صادرات الطاقة إلى 337.5 مليار دولار هذا العام مما سيعوض جزئيًا الأضرار التي لحقت بالاقتصاد من جراء العقوبات، بحسب وثيقة من وزارة الاقتصاد الروسية.
مخزون أوروبا
على الجهة الأخرى، نجح الاتحاد الأوروبي حاليًا في ملء 81.55% من سعة تخزين الغاز، وهي نسبة أعلى بقليل من هدف الكتلة المتمثل في توفير احتياطيات للغاز بنسبة 80% بحلول 1 نوفمبر/ تشرين الثاني.
لم يتضح بعد كيف سيؤثر إغلاق نورد ستريم 1 إلى أجل غير مسمى في هذه الاحتياطيات، وما إذا كان يتعين على الاتحاد الأوروبي الاستفادة من احتياطياته على الفور، والمخاطرة بدفع مستوياتها إلى أقل من 80% قبل 1 نوفمبر/ تشرين الثاني.
أثقلت المخاوف بشأن إمدادات الطاقة كاهل اليورو، الذي انخفض إلى أقل من 0.99 دولار لأول مرة منذ 20 عامًا، اليوم الاثنين.
ارتفعت أسعار الغاز الأوروبية إلى أعلى مستوى لها وهو 282 يورو (280 دولارًا) لكل ميجاوات ساعة يوم الاثنين، ويحذر المحللون من أن الأسعار قد تصل إلى مستويات قياسية في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
aXA6IDMuMTQ1LjE1NC4yNTEg جزيرة ام اند امز