الفيلم البوليوودي "لاف سونيا" يقتحم عالم تجارة القاصرات في الهند
الفيلم مدته ساعتان، ومستوحى من أحداث حقيقية، ويروي تفاصيل تجارة القاصرات، وطريقة إدارة هذه المنظومة داخل مدينة مومباي الهندية.
أثار التنويه الذي صاحب عرض الفيلم الهندي "لاف سونيا" Love Sonia، الذي حذر من هم دون 18 عاما من مشاهدته، كثيرا من اللغط بين جماهير السينما، خاصة أن تلك هي المرة الأولى منذ ٥ سنوات التي يتم فيها التنويه من محتوى فيلم بوليوودي والتلميح بعدم ملاءمته لبعض الفئات العمرية.
التحذير لم يمنع الجماهير من الإقبال على الفيلم الذي طرح بالسينما الهندية، ١٤ سبتمبر/أيلول الجاري، وهو ما انتهى إلى رفع معظم دور العرض لافتة "كامل العدد" في أول أيام عرضه.
الفيلم مدته ساعتان، ومستوحى من أحداث حقيقية، ويكشف لأول مرة تفاصيل تجارة القاصرات وطريقة إدارة هذا النشاط الإجرامي داخل مدينة مومباي الهندية.
الجزء الأول من الفيلم يستعرض حياة بطلة العمل "سونيا " ذات الـ١٧ عاما، التي تعيش مع عائلتها المكونة من والديها وشقيقة تكبرها بعام واحد، وتعتبرها صديقتها الوحيدة.
ورغم الفقر الذي تعاني منه تلك الأسرة، فإن الحياة كانت تسير ببساطة، لكن الأب الذي يعيش حالة مادية متعثرة وعلى وشك الوقوع تحت طائلة القانون إذا لم يسدد مبلغا ماليا محددا، يقرر بيع ابنته الكبرى "بريتي" إلى رجل ذي سلطة، لكن "سونيا" قررت عدم ترك شقيقتها وهربت من المنزل.
تسير الأحداث بعد ذلك في قالب درامي يوضح الاستغلال الذي تتعرض له القاصرات عن طريق مجموعات إجرامية تهدد أي فتاة تحاول الهرب، وهذا ما حدث مع "سونيا" التي وجدت نفسها تعود إلى المكان نفسه عن طريق رجل الشرطة الذي قررت اللجوء إليه لحمايتها.
الجزء الثاني من الفيلم يوضح كثيرا من الحقائق، ويكشف طريقة نقل الفتيات من دولة إلى أخرى داخل صناديق البضائع للتجارة فيهن خارج الهند، وكذلك يسلط الضوء على الحالة الصحية والأمراض التي تصيبهن والاضطراب النفسي الذي يتعرضن له، خاصة أن بعضهن تتم السيطرة عليه عن طريق المخدرات، مثلما حدث مع شقيقة "سونيا" التي قررت مواصلة هذا العمل للحصول على جرعات من المخدرات.
خلال الجزء الأخير من الفيلم، تنجح "سونيا" في الهرب من المجموعة الإجرامية بعد وصولها إلى الولايات المتحدة، لتتبناها إحدى جمعيات التأهيل النفسي، استعدادا لعودتها إلى الهند لتقوم هناك بتوعية القاصرات بالمخاطر التي تلاحقهن، وذلك بمساعدة الرجل الوحيد الذي يساعدها منذ وقوعها في يد هؤلاء المجرمين، ورغم كل ذلك، فإنها تفشل في إنقاذ شقيقتها من أيادي هؤلاء بعد تمسكها بالهروب من مركز التأهيل والعودة إلى الحياة المظلمة بحثا عن المخدرات.
النجم مانوج باجباي قدم أعظم أدواره على الإطلاق في هذا الفيلم، وظهر بشخصية زعيم أكبر شبكة لتجارة القاصرات بصورة تعكس التركيبة النفسية لهؤلاء المجرمين، فهو هادئ ومقنع ويتمتع بوحشية تظهر وقت الضرورة، وقد يكون مشهد إصابته بأحد الأمراض خلال أحداث الفيلم سببا لحصوله على جائزة هذا العام.
النجم راج كومار راو تُحسب له المشاركة في هذا الفيلم بدور صغير جسد خلاله شخصية الحقوقي المنقذ لتلك الفتيات، وكان بمثابة الإنسان الذي يجسد الأمل في الخروج من تلك الدائرة المظلمة.
مارونال تاكور تعد مفاجأة الفيلم وبوليوود هذا العام، هذه الممثلة الصغيرة التي لم تتخطَّ سنها عمر الشخصية التي جسدتها خلال الفيلم، نجحت في تقديم شخصية "سونيا" وكأنها تمتلك خبرة 10 سنوات في السينما، ورغم براءتها الواضحة فإنها قدمت مشاهد صعبة لفتاة تتعرض للاعتداء الجنسي والاستغلال بكل أنواعه، وهو ما جعل الجمهور يتعاطف كليا مع "سونيا"، وتنسى "مارونال" الممثلة الصاعدة.
مخرج الفيلم الكبير تابريز نوراني، نجح في نقل الواقع بشكل ممتاز في الفيلم رغم وجود بعض المشاهد القاسية، ويبدو أنه تمسك بنقل كل ما يحدث في هذا العالم حتى تصل رسالته كاملة.
الفيلم يقدم في نهايته نصيحة لكل فتاة تتعرض لهذا النوع من الجرائم تتمثل في أن الوقت لم يمر لإعادة تصحيح الوضع، وأن الهروب من تلك الدائرة المظلمة والعودة إلى الحياة الطبيعية لا تحتاج إلى معجزة أو حتى مجهود كبير بل تحتاج إلى إرادة.
الإعلان الترويجي للفيلم حصل على ١٤ مليون مشاهدة.