بتهمة تزييف التاريخ.. فيلم "جابر" يثير الجدل والحكومة الأردنية تحقق
الممثل الأردني علي عليان ينسحب من فيلم "جابر" ويتهمه بتزوير الحقائق وتشويه التاريخ.. ونقابة الممثلين الأردنيين تطالب بدور رقابي أكبر.
كلّف الدكتور عمر الرزاز، ئيس الوزراء الأردني، هيئة الإعلام والهيئة الملكية للأفلام بالأردن، بتقييم ودراسة محتوى الفيلم الأمريكي "جابر Jaber"، خصوصاً بعد انسحاب ممثلين أردنيين منه بسبب السيناريو الذي قالوا إنه "مسيء لتاريخ الأردن".
وكان المقرر للفيلم الأمريكي "جابر Jaber" لمخرجه محي الدين قندور، أن يبدأ تصويره جنوبي الأردن، إلا أنه أثار جدلا واسعا في البلاد.
والفيلم مستوحى من رواية تحمل اسم "جابر" للمؤلف والمخرج محيي الدين قندور، ويدور عن رجل بدوي يعيش في مدينة البترا، ويجد حجرا مكتوبا عليه بحروف عبرية، فيرسل الحجر إلى دائرة الآثار الأردنية، وتبدأ بعدها مغامرات ذات بعد تاريخي تحاكي قصة خروج اليهود مع نبي الله موسى، عليه السلام، من مصر.
وأكد الرزاز أن أي عمل ثقافي أو فني يتم إنتاجه وتصويره على الأرض الأردنية يجب أن يكون متوافقا مع ثوابت الأردن والهوية الوطنية.
وقالت جمانة غنيمات، وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، إن الحكومة ستتخذ إجراءات فورية للوقوف على محتوى فيلم "جابر"، في ضوء ما أثير في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي من جدل حول الرواية التاريخية التي يقدمها.
ردود فعل
كان الفنان الأردني علي عليان أول المنسحبين وتبعه منيب القضاة، وعبدالكريم القواسمي، ومحمد سميرات، وجمال مرعي، وسعد أبو نجيلة، فيما برر عليان انسحابه بأن "السيناريو يزعم أحقية اليهود في فلسطين والبتراء وجنوب الأردن بحوار صريح ومباشر".
وفي حديثه مع "العين الإخبارية" لفت عليان إلى أنه ناقش مع المخرج بالأفكار المطروحة في السيناريو، وقال له الأخير إنها حقائق تاريخية كما أن الفيلم لن يعرض في العالم العربي وإنما في أمريكا وأوروبا، و"إن كان لا يؤمن بأفكار الفيلم فلن يكون له دور فيه".
وأضاف عليان أن أحد مشاهد الفيلم يروي العثور على حجر في المنطقة البترا الأثرية جنوب الأردن مكتوب عليه باللغة العبرية "صخرة"، مبينا أن هذا المشهد وغيره يسيء للتراث الأردني لذلك قرر الانسحاب من الفيلم.
ودخلت نقابة الفنانين الأردنيين ممثلة بنقيبها حسين الخطيب على خط الأزمة، وأصدرت بيانا شديد اللهجة طالبت فيه الفنانين بعدم المشاركة في الفيلم والانسحاب منه لحين اتضاح الصورة، وطالب الخطيب الجهات الحكومية بمنح النقابة دورا رقابيا أكبر.
وأكد عليان أن النقابة قررت تشكيل لجنة من خبراء مختصين في الأفلام والسيناريوهات للاطلاع على نص الفيلم وإصدار بيان توضيحي بشأنه.
من جهته، نفى مدير إنتاج الفيلم حذيفة عقل بشكل قاطع أن يكون الفيلم يشكّل أي إساءة للتراث الأردني، مستغربا بالوقت ذاته الضجة الكبيرة التي أثيرت بعد انسحاب الممثل علي عليان.
وأوضح عقل لـ"العين الإخبارية"، أن الممثل عليان بدأ في التدخل بأمور إخراجية لا علاقة له فيها، فقرر المخرج قندور عدم التعاون معه، مبينا أن النص محور الخلاف كان نصاً مبدئيا، بمعنى أنه قابل للتعديل حتى لا يُفهم خطأ.
ولفت عقل إلى أن النص في مجمله يشيد بالأجهزة الأمنية الأردنية، ويوكد أهمية محاربة مهربي الآثار ويوجه الناس إلى الطريق السليم لصون التراث.
وبشأن اتهامات الفيلم بأنه ممول من جهات أجنبية، أكد عقل أن الفيلم لم يحصل على أي دعم وهذا تسبب في تأخير تصويره لأكثر من عام، مشيدا بالوقت ذاته بفتح تحقيق للتأكد من سلامة النص، معربا عن ثقته في أن التحقيق سيبرئ الفيلم من أي "مغالطات" أثيرت حوله، مشيرا إلى أنه سيقاضي الممثل عليان على التهم التي وجهها لنص الفيلم.
aXA6IDMuMTQ1LjY2LjEwNCA= جزيرة ام اند امز