ياليتسا أباريسيو بطلة "روما".. من التدريس إلى ترشيحات الأوسكار
ياليتسا تؤدي في هذا الفيلم الذي يتضمن عناصر من حياة المخرج الشهير، دور الحاضنة التي تعلّق بها في منزله في حيّ روما في مكسيكو.
باتت ياليتسا أباريسيو التي كانت قبل فترة وجيزة لا تزال مدرّسة في مدينة جبلية في إحدى أفقر ولايات المكسيك، تتنافس لنيل جائزة أوسكار أفضل ممثلة عن دورها في فيلم "روما".
ترعرعت أباريسيو "25 عاماً" المتحدرة من السكان الأصليين في مدينة تلاخياكو التي تضمّ نحو 40 ألف نسمة، وتقع في ولاية واهاكا الجنوبية، إحدى أفقر المناطق في البلد، وعاشت في كوخ تغطيه ألواح الصفيح وسط الدجاج والأبقار.
ولم تكن قد شاهدت يوماً فيلماً سينمائياً قبل بلوغها الـ15 من العمر وقت ذهبت في رحلة مدرسية إلى مدينة بويبلا على مسافة حوالي 350 كيلومترا من مسقط رأسها.
وكانت صالة السينما الوحيدة في تلاخياكو قد أغلقت أبوابها "قبل سنوات عدّة" بسبب انتشار نسخات فيديو مقرصنة من الأفلام، بحسب ما أوضح ميغيل أنخيل مارتينيس المسؤول عن المعهد الثقافي في هذه المدينة.
وتؤدي ياليتسا في هذا الفيلم الذي يتضمن عناصر من حياة المخرج الشهير دور الحاضنة التي تعلّق بها في منزله في حيّ روما في مكسيكو.
وقد لقي أداء الشابة في الفيلم استحساناً كبيراً في أوروبا والولايات المتحدة، وسرعان ما تصدّرت صورها أغلفة مجلات عالمية عريقة.
وهي أوّل امرأة من السكان الأصليين تنافس على أوسكار أفضل ممثلة، غير أن هذه الشهرة المستجدّة أثارت تعليقات عنصرية على مواقع التواصل الاجتماعي وأيضاً في أوساط الممثلين.
وندّد الممثل المكسيكي سيرجو جويري "60 عاماً" خلال حديث خاص سرّب على الإنترنت بترشيح شابة من السكان الأصليين تكتفي بالقول في دورها: "نعم أو كلا سيدتي" لأوسكار أفضل ممثلة.
وردّ كوارون على هذا النقد بالقول: إن "ياليتسا هي من أفضل الممثلات اللواتي تعاونت معهن، ومن غير الصائب التفكير في أنها اكتفت بتأدية مهماتها الحياتية وهذه النظرة تنطوي على عنصرية وتخفّض من شأنها".
لكن بعض سكان منطقتها أيضاً يظنون أنها لا تستحق هذا التقدير.
وقال روخيليو لوبيس وهو بائع حلي: "لم يرق لي الفيلم عموماً وأداؤها خصوصاً، فهو بدائي جداً".
أما جلاديس موراليس "24 عاماً" التي ارتادت المدرسة الابتدائية مع ياليتسا، فأخبرت أن الممثلة زارت مسقط رأسها لمناسبة أعياد نهاية السنة، مشيدة "بتواضعها" بالرغم من شهرتها.
وأعربت كاتالينا تشافيز "39 عاماً" عن سعادتها بهذا الترشيح، قائلة: "آمل بأن تفوز بجائزة الأوسكار".
بلا حسبان
كيف تسنّى لياليتسا أن تنتقل من حياتها المتواضعة إلى مصاف الفنّ السابع؟
في أبريل/نيسان 2016، أطلق نداء في تلاخياكو ومناطق أخرى في المكسيك بحثا عن ممثلين لتأدية أدوار شخصيات "روما"، فخطرت على بال مارتينيس، المسؤول عن المعهد الثقافي في المدينة إديث أباريسيو شقيقة ياليتسا الكبرى، واتصل بها لتشارك في جلسات اختبار الأداء.
وأوضح: "صوتها رائع وهي جدّ موهوبة وودودة وتتمتّع بسحر خاص".
وأتت إديث برفقة شقيقتها وشاركت في الجلسة التي التُقطت خلالها صور لها وأجابت فيها عن 5 أسئلة حول حياتها الشخصية، غير أن المشرفين على الحدث أصرّوا على أن تشارك ياليتسا أيضاً في الجلسة.
وردّت هذه الأخيرة: "أنا لم أحضر للمشاركة بل لمرافقة أختي"، لكن إديث شجّعتها على القيام بالأمر.
ووقع عليها الخيار في نهاية المطاف لتمثّل في فيلم كوارون الذي لم تكن قد سمعت عنه من قبل، بحسب مارتينيس.
aXA6IDMuMTQ3LjgyLjI1MiA= جزيرة ام اند امز