"مجنون فرح".. فيلم تونسي يعالج عقدة الهوية والصراع مع الذات
عاد الفن السابع للسطوع من جديد في تونس بعد أفول دام أكثر من عام ونصف ليبعث الأمل من جديد في نفوس جمهور السينما.
فتحت القاعات من جديد بمجرد إعلان الرئيس التونسي قيس سعيد عودة التظاهرات الثقافية مع تطبيق البروتوكولات الصحية حيث سارع أهل السينما بدعوة الجمهور وأهل الفن والصحافة لمرافقتهم بفسحة سينمائية جديدة مع فيلم "مجنون فرح" للمخرجة ليلى بوزيد.
ومن المقرر أن يشارك هذا الفيلم في المسابقة الرسمية لمهرجان أيام قرطاج السينمائية التي ستنتظم في الفترة الممتدة بين 30 أكتوبر/ تشرين الأول و6 نوفمبر/ تشرين الثاني.
ويروي الفيلم قصة شاب يدعى "أحمد" فرنسي من أصول جزائرية، وكبر فـي إحدى ضواحي باريس، ليتعرف على فرح في جامعة السوربون وهـي شـابة تونسية متحررة قادمة حديثـا إلى باريـس.
ويتعرف أحمد في الجامعة على أشعار وقصائد من الشعر العربي ذات البعد الحسي والإباحي ليقع في غرام "فرح" ويحاول مقاومة الرغبات التي تغمره.
ورغم أن فرح تلك الفتاة القادمة من بلد محافظ على التقاليد إلا أنها كانت متحررة ومطلعة على إرث أدبي كبير جعلها تكتشف الجسد وما يرتبط به من مشاعر حب وهيام.
وحافظت "فرح" على ارتباطهــا بثقافتهــا التونســية والعربيــة، وكان قدومها إلى فرنسا هو اختيار منها لمواصلة دراستها كما اختارت التعمق في الشعر العربي في فرنسا.
أما أحمد الذي ولد في حي من أحياء باريس الصاخبة فتلقى تربية محافظة حيث هاجر والـده هربا مـن العشـرية السوداء فـي الجزائر ولم يعد إلـى هناك، وهو لا يعرف شيئا عن هذا البلد، لا لغته ولا ثقافته ولا تنوعه الأدبي والفكري.
هذه العوامل جعلت أحمد في صراع مع ذاته لتحرير جسده من قيود العادات والتقاليد التي جعلته يرى التعبير عن رغبات جسده خطيئة محرمة.
ويعالج الفيلم الناطق باللغة الفرنسية والمترجم للعامية التونسية، عقدة الهوية والجسد والصراع مع الذات إضافة إلى تطرقه لصورة المرأة المتحررة من العادات والتقاليد.
وقالت ليلى بوزيد إنها أرادت أن توظف الشعر العربي القديم الإباحي لتضع ذلك الشاب "أحمد" الآتي من الضواحي الفرنسية في مواجهة هذه الثقافة العربية من العصر الوسـيط، هذا الإرث الفريد الذي يعرفه والده ولكنه لم ينقله إليه.
وأضافت في تصريحات لـ"العين الاخبارية" أنها صورت جميع مشاهد الفيلم في فرنسا وعرضت الفيلم في عدد من المهرجانات إلا أنها متشوقة للاطلاع على انطباعات الجمهور التونسي.
وهذا العمل هو من بطولة الممثل الفرنسي من أصول مغربية سامي عوطالبالي والممثلة التونسية زبيدة بالحاج عمر وشارك في اختتام مهرجان "كان" في أسبوع النقاد، وحاز على جائزة أفضل فيلم وأفضل ممثل في مهرجان الفيلم الفرنكفوني بأنجوليم، وشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان لندن السينمائي، والمهرجان الأفريقي للسينما والتلفزيون في واجادوجو.
وليلـى بوزيـد هي ابنة المخرج السينمائي التونسي النوري بوزيد، وحصلـت أفلامهــا القصيــرة علــى جوائز عديدة، وأخرجتّ فيلمها الطويل الأول "على حلة عيني" عام سنة 2015، تم اختيار هذا الأخير بالـدورة 72 لمهرجان "الموسـترا" بفينيسيا قبل أن يحصـد أكثر من 40 جائزة عبر العالم، ويعتبر "مجنون فرح" هو فيلمها الطويل الثاني.
aXA6IDMuMTQ4LjEwOC4xNDQg جزيرة ام اند امز