هاني صالح لـ"العين": البساطة هي أقرب الطرق للابتكار
الفنان هاني صالح فاز أخيرا بجائزة الألكسو للتطبيقات الجوالة عن تطبيق إلكتروني ابتكره بعنوان "أحلم أن أكون"..
الفنان هاني صالح، اسم يعرفه جيدا المعنيون بأدب الأطفال وتصميم أغلفة الكتب والرسومات المصاحبة للنصوص، فاز أخيرا بجائزة الألكسو للتطبيقات الجوالة عن تطبيق إلكتروني ابتكره هاني عنوانه "أحلم أن أكون"..
هاني صالح يعمل رساما ومصمما جرافيكيا، ساهم في العديد من ورش العمل والابتكار في مصر وخارجها، وصمم عشرات الأغلفة فضلا عن أعماله الموجهة للأطفال، الدائرة الأكثر جذبا وعشقا له، شارك في ورشة فنية للأطفال في مهرجان الشارقة القرائي للطفل العام الماضي.
صالح من مواليد 1977، تخرج في كلية الفنون الجميلة قسم الرسوم المتحركة وفن الكتاب سنة 2000، استهل مشواره العملي مبكرا وهو طالب في الكلية، إذ أتيح له أن يعمل في استوديو "مهيب" للرسوم المتحركة، وأن يتعلم ويتدرب على يد أشهر وأكبر أستاذ للرسوم المتحركة في مصر، علي مهيب، وظل ملازما له حتي بعد تخرجه في الكلية لسنوات. بعدها توجه صالح لرسومات الأطفال من خلال مجلة (باسم) للأطفال، وفي تلك الفترة ساهم برسوماته في مجلة (علاء الدين) ومجلة (سمير) أيضًا، ثم نشر بعدها في مجلة (ماجد)، ليتفرغ في السنوات الأخيرة لتصميم أغلفة الكتب ورسومات الأطفال..
"العين" التقت الفنان والمصمم المصري.. فكان هذا الحوار:
* حدثنا عن الجائزة التي حصلت عليها عن تصميمك لتطبيق "أحلم أن أكون" والتي تسلمتها في الإمارات أخيرا؟
- مسابقة الألكسو للتطبيقات الجوالة هي مسابقة تنظمها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو"على مستوى دول الوطن العربي بهدف تشجيع صناعة وابتكار التطبيقات العربية والنهوض بالمحتوى العربي بدأت عام 2015 واستضافتها دولة قطر والدورة الثانية استضافتها دولة الإمارات العربية المتحدة ويمثلها هيئة تنظيم الاتصالات في دبي 2016. وأما فروع المسابقة فهي التربية والثقافة والعلوم والألعاب التعليمية، وتقدم الى المسابقة في الدورة الثانية 1300 متسابق في جميع الفروع فاز منهم 55 متسابقا من 19 دولة عربية. وفاز تطبيقي "أحلم أن أكون" في مجال الألعاب التعليمية على مستوى جمهورية مصر العربية.
* اشرح لنا فكرة هذا التطبيق؟
- يعد موضوع المهن والوظائف المختلفة من المفاهيم الأساسية الواجب تنميتها لأطفال ما قبل المدرسة والواجب تقديمها للأطفال بأسلوب شائق وجذّاب، بل يجب أن يحلم الأطفال منذ نعومة أظفارهم بالمهنة والوظائف التى يرغبون العمل بها عندما يشبون عن الطوق ويصبحون شبابا ناضجين، ومن ثم تأتي أهمية إدراك الأطفال منذ الصغر للمهن والوظائف المختلفة وأدواتها وأهمية كل مهنة لحياتنا وفي حياتنا.
إن معظم ما يُقدم للطفل في مجالِ الألعاب التعليمية يتركزُ على تعليمِ الحروفِ والأرقامِ فقط، ومن هنا فكَّرنا في طَرْق موضوع جديد نُخاطبُ به أحلامَ الطفل، والمهنة التي يحلم بأن يمتهنها في المستقبل. فكلُّ طفل يحلمُ وهو صغيرٌ أن يصبحَ لاعبَ كرة مشهورًا، أو شرطيًّا، أو طبيبًا؛ لذلك فكَّرنا في تطبيقٍ موضوعه المهن المختلفة يتعلمُ الطفلُ من خلاله أسماءَ هذه المهنِ وشكلَ أزياءَها، وأدواتها، من الصور المرسومة من خلال ثلاث خُطوات داخل لُعبة واحدة ممتعة، وحرصنا أن يكونَ التطبيقُ تفاعليًّا؛ بحيث يستخدمُ الطفلُ حواسَّهُ المختلفةَ في التعاملِ مع التطبيقِ، وليست مجردَ مجموعةِ بطاقاتٍ أوصورٍ ثابتةٍ مُملة. وتتم عملية التعليم عن طريق اللعب.
* وما الغايات التي من المفترض أن تتحقق من وراء "أحلم أن أكون"؟
- ببساطة، الغاية هي تعريفُ الأطفالِ بالمهنِ المختلفةِ ومسميات وأدوات وملابس كل مهنة واستشعارُ أهميتها في حياتنا، وترسيخ قيمة احترام جميع المهن واحترام قيمة العمل أي كانت طبيعته، وتعلُّم تمييزِ الألوانِ والأشكال والاتجاهات المختلفة، وتنميةُ الجانبِ الإبداعي لدى الأطفالِ، وتنميةُ قُدرتهم على التركيز. أيضا، مع سيطرةُ اللغاتِ الأجنبيةِ على تعليمِ الكثيرِ منَ الأطفالِ، مما يؤثر على لُغتهم العربية وانجذابهم للتطبيقات الأجنبية التي تنتشر بشكل كبير وبجودة عالية في مقابلِ تَواجُدٍ ضعيفٍ للتطبيقات العربية. وأخيرًا، استخدامُ ومُواكبةُ التكنولوجيا الحديثة في تطويرِ تعليمِ اللغة العربية بشكلٍ مُبسط.
* وما هي الفئاتُ المُستهدفة أو الشرائح العمرية التي يمكنها استقبال هذا التطبيق والتفاعل معه بشكل جيد؟
- كل الأطفالُ الذينَ يتحدثونَ اللغةَ العربية، أو غيرُ الناطقينَ باللغةِ العربيةِ ويَودُّون تَعلُّمَها. أيضا بعض من ذوي الاحتياجات الخاصة يناسبهم تطبيق "أحلم أن أكون". يستهدف التطبيق، على وجه التحديد، الأطفال من سن 4-7 سنوات، لذا فقد روعي في تصميم التطبيق الخصائص النمائية لتلك المرحلة العمرية من الشغف والحب الشديد للعب والترفيه.
* هل يمكن أن تعرفنا أكثر بماهية "أحلم أن أكون" وطريقة التعامل معه.. أو ما هي مكوناته بصورة عامة وكيف يعمل؟
ينقسم التطبيق إلى عدة ألعاب:
لعبة المهن والوظائف؛ وفي هذه اللعبة يظهر صاحب المهنة مقسما لـ 3 أجزاء (رأس وجسم وأقدام) ومختلطة مع أجزاء لشخصيات أخرى، وعلى الطفل أن يحاول تجميعها بشكل صحيح معتمدا على نظرية المحاولة والخطأ وكذلك لتدريب الطفل على الربط بين الأشكال والألوان المختلفة.
لعبة الذاكرة: وهي عبارة عن مجموعة كروت وتوجد كل شخصيه بها مرتين، وعلى الطفل قلب الكروت وتجميع كل زوج متماثل، ومن خلالها يتم تنشيط ذاكرة الطفل وتدريبة على التركيز والدقة وسرعة اتخاذ القرار.
التقط صورة: ويعد هذا الجزء من التطبيق أحد أشكال اللعب التخيلي والتي تساعد الطفل على تنمية خياله وتحفيزه على الارتباط بمهنة ما ليعمل بها عندما يكبر، حيث في هذا الجزء من التطبيق كل مهنة من المهن مفرغة الوجه ومن ثم يستطيع الطفل فيها استخدام كاميرا الموبايل وتصوير نفسه او احد اصدقائه في المهنة التي يحبها، كما يمكنه أيضا مشاركة الصورة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.
الأناشيد: ويعد استخدام أسلوب التعلم بالموسيقى والغناء أحد الأساليب الحديثة في عمليات التعليم والتعلم، وبالأخص لأطفال ما قبل المدرسة، لذا فقد حرص التطبيق على استخدام هذا الأسلوب من خلال توفير نشيد عن كل مهنة بالرسوم المتحركة مما يساعد الأطفال على الحفظ، وكذلك يحرك مشاعر الأطفال الإيجابية نحو تلك المهن.
* أخيرا.. كيف تعمل على رسوماتك وتصميماتك لأغلفة الكتب ومشروعاتك الكتابية والتصميمية للأطفال؟
- أعتمد البساطة في كل أعمالي دون تكلف، أرى أنها بذلك تصل أسرع للمتلقي. حاليا، في تصميماتي ورسومي كلها، أنفذها بالبرامج الرقمية، وأحيانا أمزج بين الرسم اليدوي والمعالجة الرقمية له بعد ذلك. تصميم الأغلفة موجه في الغالب للكبار، ولهذا أحاول أن يكون الغلاف معبرا عن مضمون الكتاب قدر الممكن.
أما في حالة الرسم للأطفال، الأمر مختلف، الشغل الموجه للأطفال طبعا لا بد أن يراعي في المقام الأول المرحلة السنية المقدم لها العمل. لكني وفي كل الأحوال دائما ما أستعيد طفولتي وأنا أرسم للأطفال.