دراسة أسترالية جديدة تحسم الجدل: أصابع التسخين لا تقل ضررا عن السجائر
الدراسة تدعم ما ذهبت إليه منظمة الصحة العالمية باختبار تأثيرات السجائر التقليدية وأصابع التسخين والسجائر الإلكترونية على الشعب الهوائية
حسمت دراسة أسترالية نشرت في 10 فبراير/شباط الجاري الجدل الذي أثاره منتج أصابع التسخين الذي تطرحه شركات التبغ كبديل آمن للسجائر التقليدية.
وتقول تلك الشركات إن هذه الأصابع تنتج مستويات أقل بنسبة 95% من المركبات السامة، لأن التبغ يتم تسخينه وليس حرقه، وهو ما ترفضه منظمة الصحة العالمية التي أكدت في أكثر من بيان أن الأثر الضار يحدث سواء بالتسخين أو الحرق، بإطلاق مركبات سامة ومسرطنة، بعضها في مستويات أقل من دخان السجائر التقليدية، والبعض الآخر في المستويات العليا.
ودعمت الدراسة الأسترالية المنشورة في دورية الجمعية الأوروبية للجهاز التنفسي "ERJ" ما ذهبت إليه منظمة الصحة العالمية عن طريق اختبار تأثيرات السجائر التقليدية وأصابع التسخين والسجائر الإلكترونية على نوعين من الخلايا المأخوذة من الشعب الهوائية البشرية لبعض المدخنين، وهي الخلايا الظهارية وخلايا العضلات الملساء.
وتعمل الخلايا الظهارية في الرئة السليمة كخط دفاع أول على أي جزيئات غريبة تدخل مجرى الهواء، بينما تحافظ خلايا العضلات الملساء على بنية المجرى الهوائي، ويمكن أن يؤدي التدخين إلى صعوبة في التنفس في المقام الأول عن طريق إعاقة الوظائف الطبيعية لهذه الخلايا.
ووفقا لنتائج الدراسة، فقد وجد الباحثون أن دخان السجائر وبخار التبغ المسخن كانا شديدي السمية للخلايا في كل من التركيزات الأقل والأعلى، بينما أظهر بخار السجائر الإلكترونية سمية خاصة عند التركيزات الأعلى، وهو ما يشير بوضوح إلى أن المنتجات الجديدة لم تكن بأي حال من الأحوال أقل سمية للخلايا من السجائر التقليدية.
وعن مدى دقة النتائج التي يمكن أن تعطيها الدراسة على تلك الخلايا، يقول الدكتور باوان شارما الباحث بجامعة سيدني للتكنولوجيا والباحث الرئيسي في الدراسة لـ"العين الإخبارية": "مبدئيا تعطينا هذه الخلايا نتائج ذات مغزى، سيتم تأكيدها بدراسات على نماذج خلوية ثلاثية الأبعاد من الرئة أكثر تعقيدًا، كما نخطط لإجراء دراسات على الحيوانات لمعرفة تأثير منتجات التبغ المختلفة على وظائف الرئة".
ويأمل شارما أن تساعد نتائج الدراسة في اختصار المدة التي ينبغي أن نقضيها حتى يدرك الناس أخطار المنتجات الجديدة من التبغ.
ويضيف: "لقد استغرق الأمر ما يقرب من 5 عقود من الزمن لفهم الآثار الضارة لدخان السجائر، ونأمل أن تساعد دراستنا في اختصار الوقت بالنسبة للمنتجات الجديدة، لتقليل عدد الوفيات الناجم عن استهلاك التبغ".
ووفقا لما جاء في الدراسة، فإن استمرار المعدلات نفسها لاستهلاك التبغ، سيتسبب في وفاة أكثر من 8 ملايين حالة وفاة سنويا حول العالم بحلول عام 2030.
aXA6IDMuMTUuMjExLjcxIA==
جزيرة ام اند امز