"الأرض المحروقة".. فكر الإخوان يشعل تونس
حرائق تسجلها تونس بشكل شبه متزامن ينبعث من لهيبها شبح الإخوان؛ التنظيم الذي يستنجد بـ"الأرض المحروقة" في محاولة يائسة للعودة للحكم.
سياسة منبثقة من الفكر الإخواني القائم على القتل والحرق لبث الفوضى وتأمين مسار تخريبي يرسم له سبل العودة من جديد إلى السلطة، عقب لفظه شعبيا.
فقبل أيام، ظهر علي العريض القيادي الإخواني البارز ووزير الداخلية الأسبق بوسيلة إعلامية خاصة، وبعث رسائل مشفرة لأنصار التنظيم يقول فيها: "سنواصل النضال لنفرض الحريات على المستبد (الرئيس قيس سعيد) وكل من يتحالف معه"، زاعما أن "المستقبل مع انقلاب فاقد للشرعية والمشروعية سيكون أسود".
وعلى ما يبدو، التقط الإخوان وأنصارهم الرسائل المشفرة، واندلعت الحرائق في مختلف المحافظات منذ يوم عيد الفطر وتواصلت إلى اليوم الخميس، مخلفة خسائر مادية فادحة.
و"فرض الحريات" هي كلمة سر أطلقها قادة حركة "الاتجاه الإسلامي" (النهضة الإخوانية حاليا) في عام 1988 لحرق البلاد، وتبلور هذا الشعار خلال مؤتمر إخوان تونس أواخر الثمانينات بعد أن أصدر الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي حظرا على نشاطها على خلفية ثبوت تورطها في العديد من العمليات الإرهابية.
وأنتج هذا الشعار موجة من الحرائق التي استهدفت عددا من المقرات السيادية في عام 1991، حوكم على إثرها العشرات من الإخوان ونالوا عقوبات بالسجن.
فالثابت عبر الزمن والتاريخ أن الإخوان لا يعترفون بمفهوم الدولة، ولا يجدون حرجا في إسقاطها إن تعارضت مصالحهم معها، وهذا ما يؤكده مسار التنظيم الذي استند إلى فكرة السيطرة على مفاصل الدولة التونسية منذ عقود.
شفرة العزلة
الصحبي الصديق؛ المحلل السياسي التونسي، يرى أن "فرض الحريات هي شفرة خاصة بتنظيم الإخوان يستخدمها كلما ضاق عليه الخناق وزادت عزلته".
ويقول الصديق، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إنه بعد ما تم حظر حزب الإخوان المورط في الإرهاب قبل عقود، صدر قرار من قيادة التنظيم بالتوجه إلى تنفيذ عمليات إرهابية، واتخذه زعيمه راشد الغنوشي خلال مؤتمر الحزب عام 1988 لـ"فرض الحريات"، وتسبب ذلك في حرق مقرات ومدارس وكليات ومراكز أمنية بالعاصمة.
وأكد الخبير أن "عقيدة الإخوان لم تتغير وتتبع نفس المخططات الخبيثة والسياسات الشيطانية للتغلغل في الدولة وتفجيرها من الداخل وتقسيم البلاد".
ولفت إلى أن الشعب التونسي لم يغفل عن سياسات وإجرام حركة النهضة ويعرف سياساتها ومخططاتها، لذلك خرج يوم 25 يوليو (تموز) 2021 وانتفض ضد الإخوان في مسيرات جابت مختلف المحافظات لإسقاطهم.
ولفت إلى أن الرئيس التونسي قيس سعيد استجاب لمطالب المحتجين بتجميد عمل البرلمان الذي يهيمن الإخوان على تركيبته قبل حله لاحقا.
الأرض المحروقة
سجلت تونس يومي عيد الفطر المبارك، تسجيل 110 حرائق وسط إشارات بتورط إخواني خبيث فيها.
واليوم الخميس،اندلع حريق كبير في أكبر واحات محافظة قابس جنوب شرقي البلاد، ووصلت ألسنة اللهب إلى مساحات غابية متجاورة بالمنطقة، فيما لا تزال عملية الإطفاء متواصلة.
كما نشبّ اليوم أيضا حريق بميناء الصيد البحري بمحافظة صفاقس جنوب شرقي البلاد، وتدخلت الحماية المدنية (فرق الإطفاء) للسيطرة على النيران التي لم تتضح أسباب نشوبها بعد.
في تصريحات سابقة، أعلن الأمين العام لقوات الأمن الداخلي (نقابة أمنية) معز الدبابي أن حريق واحات قابس لم يندلع صدفة وإنما هو إرهاب يُهدد حياة المواطنين وممتلكاتهم.
وأوضح الدبابي، في تصريحات إعلامية، أن مهمة الإبلاغ عن كل مُشتبه به في إشعال النيران واجب وطني, متهما بعض الأطراف بالانتقال إلى "سياسة الأرض المحروقة".
البعد السياسي لهذه الحرائق بدا واضحا في بيان أصدرته حركة النهضة الإخوانية، حين قللت من أهمية التدخل الحكومي في حريق السوق التقليدية في قابس وربطته بالفراغ الحاصل بمستوى أعلى هرم المحافظة.
وزعمت الحركة في بيانها أن “حجم التدخل كان بسيطا جدا بالقياس إلى ضخامة الحريق”، كما “كان للفراغ في السلطة الجهوية أثر كبير، وذلك بعدم وجود وال (محافظ) للجهة”، وأنه “لولا التدخل الفاعل الذي قام به رئيس البلدية (محسوب على النهضة) لكان الخطب أشد".
aXA6IDE4LjE4OC4xMDcuNTcg
جزيرة ام اند امز