"نيران" المليشيات وشبح أنقرة يخيمان على حرائق "الخمس" الليبية
حرائق متواترة بمناطق الغابات في الخمس الليبية الموازية للشاطئ والميناء الذي تسيطر عليه القوات التركية، في حوادث مشبوهة تثير الريبة.
مصادر بالمدينة قالت لـ"العين الإخبارية"، إنه صباح اليوم فقط، اشتعلت نيران ضخمة في الأشجار المتاخمة لمنطقة الزوايد بالقرب من شيل لبدة، وحرائق أخرى في منطقة سيلين بمنطقة جبرون قرب الخمس، إضافة إلى حريق في محول كهربائي بمنطقة الساحل.
وتؤكد المصادر -التي طلبت عدم ذكر أسمائها لخطورة الوضع الأمني بالمدينة- أن تكرار هذه الحوادث يثير الشك حول كونها مفتعلة وغير طبيعية، مشيرة إلى أن المنطقة التي شهدت هذه الحرائق برية شاسعة يطمع الكثيرون في السيطرة عليها.
ورجحت المصادر أن يكون من يقف وراء هذه الحرائق جماعات تهريب الآثار وهم من قادة المليشيات في المدينة التي على علاقة مباشرة بأنقرة، والتي تبحث عن الآثار البيزنطية في الغابات الكثيفة، إضافة إلى أنها تريد السيطرة على الأرض بعد إخلائها من الأشجار لاستغلالها كقرى سياحية موازية للميناء.
وأضافت المصادر أن هذه الحرائق لا يمكن أن تحدث بعيدا عن عين وإذن المحتل التركي الذي يسيطر على الميناء، لأن موقعها استراتيجي والمنطقة تعج بالقواعد البحرية والعسكرية، ويتم بمحاذاتها تدريب عدد من قوات حرس السواحل في المنطقة الغربية على يد القوات التركية.
وشددت على أن المنطقة مهمة جدا بالنسبة للأتراك ويجري فيها تدريبات متتالية ولا يستطع أحد السيطرة على الأرض أو البناء عليها إلا بإذن أنقرة لأنها مناطق حساسة جدا بالنسبة للأخيرة وتخضع لدوريات أمنية.
وكشفت عن دخول فرقاطة تركية صباح اليوم إلى القاعدة البحرية بالخمس المحتلة من الأتراك، محملة بما يقرب 120 جنديا تركيا بهدف تدريب مجموعة من قوات ما يعرف بخفر السواحل بالمنطقة الغربية، في القاعدة البحرية في الخمس بمعسكر البحرية المعروف الذي كان يتبع هنيبال القذافي في العهد السابق.
وتحفظت تركيا على بند إخراج المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا خلال مؤتمر "برلين2" المنعقد، أمس الأربعاء بالعاصمة الألمانية، في الوقت الذي أعلن فيه وزراء خارجية الدول المعنية بليبيا تمسكا دوليا كاملا بانسحاب المرتزقة الأجانب من الأراضي الليبية، والمضي قدما في مسار انتخابات ديسمبر/كانون الأول المقبل.
وبالتزامن مع ذلك، أعلنت وزارة الدفاع التركية أنها مستمرة في تدريب المليشيات، كجزء من اتفاقية التدريب والمشورة والاستشارات العسكرية، في تحد سافر لـ"إعلان برلين 2".
وتسيطر تركيا على عدد من القواعد العسكرية والجوية والبحرية في الغرب الليبي، أشهرها: قاعدة الوطية، ومعيتيقة والخمس البحرية.
كما جندت أنقرة أكثر من 18 ألف مرتزق سوري، أعيد أغلبهم بعد انتهاء عقودهم، إضافة إلى 10 آلاف إرهابي من جنسيات أخرى بينهم 2500 من حملة الجنسية التونسية، قتل منهم 496، حسب بيانات سابقة للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
ويستمر وجود مرتزقة أنقرة في ليبيا رغم التصريحات الأممية والليبية الرافضة لوجود قوات ومرتزقة أجانب داخل البلاد، ورغم القرارات الأممية بحظر التسليح المفروضة على ليبيا منذ 2011 واتفاق وقف إطلاق النار الموقع بجنيف في 23 أكتوبر/ تشرين أول الماضي.
aXA6IDMuMTQ3Ljc4LjI0MiA= جزيرة ام اند امز