أول أيام العيد.. اشتباكات بين مليشيات طرابلس على المحروقات
الاشتباكات تكشف مدى الاحتقان الشديد بين مليشيات طرابلس ومصراتة، على خلفية موالات وزير داخلية حكومة السراج لمليشيات مصراتة.
اندلعت اشتباكات عنيفة، الجمعة، أول أيام عيد الأضحى المبارك، بين المليشيات التابعة لحكومة فايز السراج بالعاصمة الليبية طرابلس، إثر خلاف على شراء المحروقات.
وأفادت مصادر وشهود عيان من العاصمة الليبية بأن اشتباكات اندلعت بين المليشيات في منطقة شيل برقان بعين زارة جنوبي العاصمة.
وأضاف الشهود أن الاشتباكات نشبت بين مجموعة تتبع القيادي المليشياوي المعروف بـ"بوراس" ومجموعة أخرى من مليشيات مصراتة على خلفية اعتداء على عنصر من مليشيا "المحجوب-مصراتة" لكسره الطابور والدخول لشراء المحروقات.
وكشفت المصادر أن المشكلة تطورت إلى أن وصل الأمر لإطلاق نار قرب محطة المحروقات، ما أثار الرعب بين السكان، وأغلقت منطقة "الشيل".
وتكشف الحادثة مدى الاحتقان الشديد بين مليشيات طرابلس ومصراتة، على خلفية اتهام فتحي باشاأغا وزير داخلية حكومة فايز السراج بتصفية عدد من المليشيات، نظرا للضغوط الدولية التي يتعرضون لها لتسترهم على مطلوبين وإرهابيين، وأنه يوالي مليشيات مصراتة على حساب نظيراتها في طرابلس، ويخطط لإخراجها من المشهد السياسي والأمني.
وفي سياق متصل، تعرض عدد من قادة المليشيات لحملات اغتيالات أو تصفية أو القبض عليه، ما تسبب في عودة الاشتباكات لقلب العاصمة والأحياء السكنية، وأشهرها ما حدث في منطقة جنزور على بعد خطوات من مقر بعثة الأمم المتحدة في ليبيا.
وتتصارع مليشيات طرابلس على النفوذ في مناطقها، خاصة مع وجود فوارق عقدية، وولاءات مختلفة وانتماءات لتنظيمات إرهابية مختلفة منها الموالي لتنظيم داعش أو القاعدة أو الإخوان.
ومطلع يوليو/تموز الجاري قتل عدد من قادة مليشيات العاصمة طرابلس، التابعين لوزارة داخلية حكومة فايز السراج، غير الدستورية، في اشتباكات مع مليشيات أخرى تتبع الوزارة في منطقة جنزور -غربي طرابلس-.
وسبق وصفت مليشيا الردع -تدعي انتماءات سلفية- بقيادة المتطرف "عبدالرؤوف كارة" القيادي في سرايا الدفاع عن بنغازي الإرهابي الموالية للقاعدة "فرج شكو" على خلفية تخطيط الأخير للقيام بعمليات تصفية لقيادات بمليشيا الردع.
وكانت هذه الخلافات اختفت لوقت طويل أثناء انشغالهم بحربهم ضد الجيش الليبي، إلا أن أحداثا كشفت استمرار الضغائن والخلافات بين المليشيات، خاصة بين مليشيا الردع ومليشيا البقرة -التابعة لتنظيم الإخوان بقيادة الإرهابي بشير خلف الله، ومليشيات مصراتة ضد مليشيات ثوار طرابلس التي يقودها المتطرف هيثم التاجوري.
وبحسب مصادر أخرى من داخل العاصمة، فإن طرابلس أصبحت تعمها الفوضى نتيجة تواجد المرتزقة السوريين في أحياء المدينة بالإضافة لوجود عدد كبير من المليشيات مختلفة التوجهات.
وأكدت المصادر أن أول بوادر عودة الشقاق بين المليشيات ظهرت الخميس، حين هاجمت مجموعة من المسلحين التابعين لمليشيات مدينة مصراتة نظيرتها من مليشيات الزاوية، على إثر خلافات في حصص بيع المحروقات في السوق السوداء الموجودة بمدينة الزاوية.