«سكير متدهور».. مسودة لوحة أحرقها تشرشل في مزاد علني
تطرح دار سوثبي للمزادات نسخة أولى من لوحة احتقرها رئيس وزراء بريطانيا الأسبق، ونستون تشرشل، وأمر بإحراقها للبيع حيث تقدر قيمتها بـ800 ألف جنيه استرليني.
في عام 1954، احتفل ونستون تشرشل بعيد ميلاده الثمانين، حيث تلقى آلاف الهدايا من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك لوحة تذكارية رُسمت بتكليف من البرلمان إلا أنها أثارت غضب رئيس الوزراء البريطاني حتى إنه أمر بحرقها إلا أن مسودة أولى منها ما زالت موجودة ومن المقرر بيعها في مزاد علني.
وبمناسبة مرور 150 عاما على ميلاد تشرشل ستُعرض النسخة الأولى من اللوحة للعامة في الغرفة التي ولد فيها تشرشل في قصر بلينهايم في الفترة من 16 إلى 21 أبريل/نيسان الجاري.
المسودة التي تعد النسخة الأولى من اللوحة سيئة السمعة التي احتقرها تشرشل ستطرحها دار سوثبي للمزادات للبيع في 6 يونيو/حزيران المقبل حيث تقدر قيمتها بنحو 800 ألف جنيه استرليني، وفقا لما ذكرته صحيفة "تلغراف" البريطانية.
وقال أندريه زلاتنجر، الخبير في دار سوثبي، إنه "من المحتمل جدا" أن تشرشل كان يفضل النسخة الأولى من اللوحة وأوضح أنه رأى بعض النسخ الأولى وكان متحمسا جدا.
كان البرلمان البريطاني قد اختار رسام المناظر الطبيعية والصور الشخصية المعروف جراهام ساذرلاند، لرسم اللوحة لكنه سرعان ما وجد أن مهمته صعبة حيث كان تشرشل يعمل باستمرار.
وخلال مرحلة الرسم مُنع تشرشل من ارتداء ملابسه المفضلة ومن فحص اللوحة التي تصور رئيس الوزراء المسن وهو جالس على كرسي يرتدي حلة بنية، ويتشبث بذراعي الكرسي ووجهه متجه نحو الأعلى.
وكان تشرشل حريصا بشكل كبير على التحكم في صورته العامة وعلى أن تظهره اللوحة في "طابع نبيل" خاصة بعد فوزه في انتخابات عام 1951 بفارق ضئيل الأمر الذي أثار اقتراحات بأن أنتوني إيدن سيكون أكثر ملائمة لزعامة حزب المحافظين.
وعندما رأى تشرشل اللوحة النهائية للمرة الأولى، استشاط غضبًا ووصف العمل بأنه "خبيث"، وكاد أن يرفض حضور عرض تقديمي له في البرلمان وأخبر سكرتيرته الخاصة أن اللوحة تجعله يبدو وكأنه "سكير متدهور".
وعند إزاحة الستار رسميًا عن اللوحة، قال تشرشل مازحًا إنها كانت "مثالًا صارخًا للفن الحديث"، مما أثار ضحك الجمهور.
ورفض تشرشل تعليق اللوحة في مقر رئاسة الوزراء في 10 داونينغ ستريت، ولاحقا أحرقها الموظفون في منزله في تشارتويل في كينت.
وتحمل النسخة الأولى المقرر عرضها في المزاد القليل من التشابه مع الصورة النهائية فبدلا من إظهاره متراخيًا، يظهر تشرشل وهو يحدق من نافذة مكتبه في تشارتويل في حين ينعكس ضوء غروب الشمس على وجهه وهو يلقي خطابًا.
وكان ساذرلاند قد أعطى هذه اللوحة إلى صديقه ألفريد هيشت، الذي أعطاها لاحقًا لعائلة أوجيلفي، التي تنتمي إليها زوجة تشرشل وفيما بعد ارتبطت عائلة أوجليفي بالعائلة المالكة عندما تزوج السير أنجوس أوجيلفي من الأميرة ألكسندرا كينت، ابنة عم الملكة إليزابيث الثانية.