الصين تجري أول عملية تعديل جينات على أجنّة لإنقاذهم من الإيدز
التجربة أثارت جدلا حيث أجريت دون علم وزارة الصحة أو الجامعة التي تمت فيها العملية، بجانب آثارها الجانبية التي قد تؤدي إلى الموت.
أثارت أول عملية تعديل جينات تجرى على أجنة موجة واسعة من الإدانات وعلامات الاستفهام فوق رؤوس مسؤولي الصحة في الصين، بعد أن فجَّر عالم صيني مفاجأة بنجاح عملية تعطيل الجين المسبب للإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، المعروف باسم "إيدز" أو "HIV"، لدى جنينين وولادة طفلتين توأمتين بصحة جيدة.
وأعلن العالم "هي جيانكوي" من الجامعة الجنوبية للعلوم والتكنولوجيا في مدينة شنجن عبر موقع "يوتيوب"، الإثنين، أنه أجرى، مع فريق من الباحثين، عملية تعديل جينات لإنقاذ جنينين من فيروس نقص المناعة البشرية الذي كان يعاني منه والديهما، لذلك تم تعديل الجين الخاص بهذا الفيروس لمنع الأطفال من التقاطه.
وأوضح أن مجموعة من العلماء والباحثين، بينهم متعاقدون من الولايات المتحدة، أوقفوا عمل الجين "سي سي آر 5" (CCR5)، والذي ينتج نوعا من البروتين يعمل في الجسم كمستقبل لفيروس نقص المناعة، ويعد أحد أبرز أسباب انتشار الفيروس في جسم الإنسان.
وأضاف جيانكوي أن عملية الجين "سي سي آر 5" قد لا تكون قابلة للتطبيق على عامة الناس، لكن قد تكون ذات قيمة هائلة لمساعدة القليلين من المصابين والعائلات المعرضة للإصابة بفيروسات مثل نقص المناعة البشرية".
وأكد العالم الصيني أن الطريقة التي أجريت بها العملية كانت آمنة، مشيرا إلى أنه كعالم وأب لفتاتين، فإن السلامة هي أول اهتمام له وتأتي قبل كل شيء، مشددا على أن الجين الذي تم اختياره هو أحد أكثر الجينات التي تمت دراستها بتوسع، مضيفا أنه في الحقيقة فإن هناك 100 مليون شخص في العالم لديهم تحول جيني طبيعي يعطل عمل الجين "سي سي آر 5"، ما يحميهم ضد فيروس نقص المناعة البشرية.
وأثار إعلان جيانكوي علامات استفهام كثيرة بين مسؤولي وزارة الصحة الصينية وكذلك الجامعة التي يعمل بها التي أعلنت، الإثنين، أنها لم يكن لديها أي علم ببحث جيانكوي، مضيفة أن البحث انتهك عددا من الأخلاقيات الأكاديمية وقانون التطبيق، حسب صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست" الصينية.
وقال المسؤول عن تقييم الأخلاقيات الطبية في لجنة الصحة العامة بالصين، وهي أعلى سلطة في قضايا الصحة بالبلاد وبإمكانها وقف أي تجربة ترى أنها غير آمنة أو غير أخلاقية، إنهم شاهدوا الفيديو على الإنترنت وتلقوا الصدمة كما تلقاها الجميع، مؤكدا أنهم لم يعلموا أي شيء عن تلك التجربة.
ونددت العديد من الكيانات البحثية والعلمية في الصين بتجربة جيانكوي، بل ووقع أكثر من 100 عالم على عريضة يطالبون الحكومة بإشراف أشد على اختبارات تعديل الجينات ذات الآثار الجانبية الخطيرة.
وأثارت التجربة الجدل بسبب الخطر المحتمل الذي تحمله على المواليد، والذي قد يتسبب في موتهم من آثار جانبية غير معروفة ولم يتم اختبارها بعد، إضافة إلى إمكانية سوء استغلال التقنية الطبية في أغراض أخرى.
وتطور مجموعة واسعة من التقنيات المثيرة للجدل حول العالم بداية من بناء روبوتات تعمل بالذكاء الاصطناعي وتمكينها من التعامل مع الأسلحة والقدرة على القتل، وحتى تصنيع فيروسات صناعية فتاكة وتعديل الجينات البشرية.