اكتشاف جينات ترفع استجابة سرطان المبيض للعلاج الكيميائي
تحديد الجين يفيد في وضع الآلية المناسبة للتعامل معه، وهو ما تم على نطاق التجارب في مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا.
اهتم فريق بحثي مصري متخصص في مجال بيولوجيا الخلية بالبحث عن الأسباب الجينية التي تقف خلف سبب مقاومة الخلايا السرطانية للعلاج الكيميائي والإشعاعي الذي يتم إعطاؤه المرضى، وتمكن الفريق في بحثين منفصلين من تعريف نوعين من الجينات، أحدهما يلعب دورا إيجابيا والآخر سلبيا، في إكساب الخلية السرطانية القدرة على مقاومة علاج "تاكسوتير" المستخدم في علاج سرطان المبيض.
ويُعرف سرطان المبيض بـ"القاتل الصامت"، حيث تتشابه أعراضه مع أمراض أخرى، لذلك فإن 75 % من الحالات تكتشف في مراحل متأخرة جدا، عندما لا يكون هناك أي مجال للشك أن الأعراض التي يشتكي منها المريض سببها هذا المرض، الذي لا يُعرف حتى الآن المسبب الرئيسي له.
ويقول دكتور محمد كامل حسن، أستاذ مساعد بيولوجيا الخلية بمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا بالقاهرة، والباحث الرئيسي في البحثين لـ"العين الإخبارية"، إن الجين الأول والذي يحمل رمز "31" إيجابي في منح الخلية القدرة على الاستجابة للعلاج، وينتج هذا الجين أحماض نووية ريبوزية لكنها لا تتحول إلى بروتين، ويمنع جينات أخرى تنتج أحماض نووية ريبوزية تتحول إلى إنتاج بروتيني غزير، وهذه الجينات التي يتم منعها ذات فاعلية في مقاومة الخلية السرطانية للعلاج.
أما الجين الثاني، والذي تم توصيفه ويحمل الرمز 363، فيقوم بوظيفة مختلفة يوضحها دكتور حسن، وهي أنه ينتج كمية كبيرة من الأحماض الريبوزية، التي تثبط قدرة جينات أخرى على إنتاج بعض البروتينات الهامة المطلوبة في منح الخلية السرطانية القدرة على الاستجابة للعلاج، ومن ثم فإن غيابها يساعد على مقاومة الخلية للعلاج.
ونشر البحثين، الأول الذي عُرف بالجين 31، والثاني الذي عُرف بالجين 363 في دورية Oncoscienc.
وعن كيفية الاستفادة من تحديد الجينات سواء السلبية والإيجابية، يوضح دكتور حسن، أن تحديد الجين يمكّن من وضع الآلية المناسبة للتعامل معه، وهو ما تم على نطاق التجارب مع كلا الجينين.
ويضيف: "بما أن الجين الأول يؤثر سلبا على الجينات المسؤولة عن مقاومة الخلية السرطانية للعلاج؛ فإنه يمكن استخدامه في حد ذاته كعلاج عبر ما يعرف بـ(العلاج الجيني)، بحيث يُمنح للمريض مع العلاج الكيميائي، أما الجين الثاني فهو غير مطلوب؛ لأنه يثبط من عمل جينات مفيدة، ومن ثم؛ فإنه يمكن إنتاج دواء يثبط عمله، بحيث يعطي للمريض مع العلاج الكيميائي".
واختبر الفريق البحثي، الذي اكتشف الدور السلبي والإيجابي للجينين، فعاليتهما مع حيوانات التجارب المصابة بأحد أشهر أنواع سرطان المبيض، والذي يعرف باسم "سيرس كارسيونما"، بينما توجد أنواع أخرى كثيرة تتطلب دراسات أخرى.
ويقول د.حسن: "هذه الدراسات تحتاج وقتا طويلا جدا، وصارت المنافسة كبيرة بين الفرق البحثية العالمية في هذا المجال".
ونجح علماء من بريطانيا وأستراليا عام 2012 في اكتشاف الدور الذي يلعبه أحد الجينات في تقليل مستويات بروتين LRP1B الذي يساعد على منع الخلايا السرطانية من النمو، وذلك في أحد أنواع سرطان المبيض الذي يُعرف بـ(High Grade Serous Cancer HGSC).