مدير أول مستشفى طائر للعيون لـ"بوابة العين" : هبطنا في 92 بلداً
المستشفى الطائر للعيون يحمل على متنه كفاءات طبية عالية تجوب البلدان التي تعاني من نقص في الخدمات الطبية لتقديم يد العون
عندما تراها في مكان عام أو محلقة في الهواء تشعر للوهلة الأولى وكأنها طائرة شحن جوي، أو ركاب عادية، إلا أنه بمجرد دخولك إليها تُفاجأ بعدم وجود مقاعد داخلها مثل باقي الطائرات الأخرى، فهي من طراز خاص مخصصة فقط للكوادر الطبية في مجال العيون، وتجوب العالم لتقديم يد المساعدة.
طائرة البوينج MD-10 أو كما يطلق عليها المستشفى الطائر، يعمل بها أخصائيون متطوعون في طب العيون، يحاولون الوصول إلى البلدان التي تعاني من نقص في الخدمات الطبية.. فضلاً عن تدريب فرق الرعاية الصحية المحلية لمعالجة أمراض العيون، كما يجري عمليات لإنقاذ البصر في غرفة على متنها.
تدير هذا المستشفى الطائر منظمة أوربيس الدولية، وهي منظمة خيرية مقرها نيويورك، وتقوم أيضاً بتطوير مركز محاكاة داخل الطائرة لتدريب المهنيين الطبيين المحليين على نحو أكثر فعالية.
ويستضيف معرض دبي للطيران في يومه الثالث على التوالي هذه الطائرة من خلال شركة فيديكس إكسبريس، والتي دعمت المستشفى الطائر لأكثر من 30 عاماً بهدف الوصول إلى عالم يخلو من الإعاقات البصرية وأمراض العيون، وتعتمد على تكنولوجيا متطورة يمكنها نقل العمليات الجراحية الحية في جميع أنحاء العالم بتقنية ثنائية وثلاثية الأبعاد، بما يتيح للأطباء صقل مهاراتهم ومواكبة أحدث التطورات في مجال طب العيون.
يشرف على المستشفى الطائر بروس جونسون، رئيس عمليات الطائرات من طرف أوربيس، الذي يقول لـ"بوابة العين": "زرت مع هذا المستشفى الطائر أكثر من 92 بلداً حتى الآن، وأجريت ما يفوق الــ285 برنامجاً تدريبياً وخدمياً في حوالي 160 مدينة". ويضيف: "يقود الطائرة بعضاً من طياري فيديكس لنقل الفريق المخصص من أطباء العيون والممرضين والفنيين إلى أماكن نائية في أنحاء العالم، كما تقوم مجموعة أخرى من أعضاء الفريق بدعم عبر عدة أدوار متنوعة، مثل (توفير الصيانة، الدعم الأرضي، العمل كمترجمين، والمساعدة على نقل الإمدادت الطبية)".
وعن الأجهزة الطبية والتقنية المتخصصة في مجال جراحة العيون، يؤكد جونسون، قائلاً: "يحتوي المستشفى الطائر على أحدث التقنيات، إلى جانب أجهزة خاصة ودقيقة للكشف عن أمراض العيون التي يصعب على دول نامية كثيرة التعرف عليها، أيضاً هناك الأهم وهو جهاز المحاكاة الأكثر تطوراً والذي يساعد على تدريب بعض الأطباء والممرضين على العمليات الجراحية المختلفة، ونؤمن أن مستقبل التعليم الجراحي في كافة المجالات سيكون من خلال الاعتماد على أجهزة المحاكاة والموجودة بالطائرة وبأحدث المعدات والأجهزة".
ويواصل سارداً ما تحتويه الطائرة: "توجد أجهزة لإنتاج الأوكسجين، ومعدات حديثة جداً قادرة على تحلية وتنقية أي نوع من المياه وقتل البيكتريا بها، إلى جانب وجود نظام تبريد ليس له مثيل في أي طائرة أو حتى مستشفى طبيعي".
وعن فكرة تحول الطائرة إلى مستشفى بعد الهبوط على أرض أي دولة، يقول: "نستطيع تعديل وضع الطائرة إلى مستشفى كبير ومتكامل بكافة الأجهزة في أقل من ثلاث ساعات من وقت الهبوط.
ويوضح جونسون الدعم الذي يتلقاه المستشفى الطائر والعاملين فيها وتكلفة العمليات قائلا: في البداية جددت شركة "فيديكس" تعاونها ودعمها بملايين الدولارات للمستشفى وأخرها مبلغ 5.5 مليون دولار، ويشمل توسعة "برنامج فيديكس للزملاء" الذي يقدم فرصة للموهوبين من الأطباء المحليين لتلقي التأهيل الطبي المطلوب للتغلب على مسببات العمى القابل للعلاج في بلدانهم، هذا إلى جانب العديد من الجمعيات الخيرية والمؤسسات الحكومية التي تدعمنا، وأخرها تلقي المستشفى دعماً بقيمة مليون دولار من إحدى الشركات الأمريكية "UTS".
وقبل أن يختم جونسون حديثه أردنا معرفة الأماكن التي تم زيارتها من قبل المستشفى الطائر، فقال: "نشارك في دعم أكثر من 40 مشروعاً بعيد المدى في مختلف أرجاء العالم في دول مثل الهند وبنغلاديش، وإثيوبيا، وجنوب أفريقيا، وغانا، وزامبيا، والكاميرون، ونيبال، والصين، وفيتنام، والبيرو، وإندونيسيا، ومنغوليا".
ويتابع موضحاً: "وصل المستشفى الطائر إلى دبي بعد برنامج لمدة شهر في الكاميرون، وسوف يغادر إلى بنغلاديش يوم الخميس، بعد معرض دبي للطيران"، ولكن قبل المغادرة من وإلى أي دولة يتم عمل صيانة كاملة للطائرة والتأكد من اجراءات الأمن والسلامة في الولايات المتحدة الأمريكية
وتقول جاكلين نيوتن احدى الممرضات: عالجنا أكثر من حالة على متن الطائرة والجراحات التي أجريناها كانت شبيهة بشكل كبير بالجراحات التي نجريها في الجامعات أثناء التدريب وبها احترافية عالية خصوصاً مع تواجد أجهزة المحاكاة والكاميرات عالية الدقة بالطائرة.