أول يوم خال من الجليد في «القطب الشمالي».. هل اقترب؟
كشفت دراسة جديدة عن اقتراب خلو المحيط القطبي الشمالي من الجليد، وحدد العلماء أول يوم يشهده "القطب الشمالي" دون جليد، والخطر الذي قد يصاحب حدوث هذه الحالة.
حذر علماء المناخ من أن المحيط القطبي الشمالي من الممكن أن يشهد أول يوم خال من الجليد في غضون هذا العقد، وفقا لدراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة كولورادو في بولدر وجامعة غوتنبرغ السويدية.
أول يوم خال من الجليد
استعان فريق البحث بنماذج حاسوبية لمعرفة الوقت الذي قد يشهد المحيط القطبي الشمالي حينه أول يوم "خال من الجليد" بمعنى أن تتقلص مساحة الجليد البحري إلى أقل من مليون كيلومتر مربع.
واستخدم العلماء 11 نموذجا مناخيا مختلفا وأجروا 366 محاكاة لتغير المناخ من عام 2023 حتى 2100. وأظهرت النتائج أن اليوم الأول الخالي من الجليد قد يحدث في نطاق واسع من التوقعات: فقد يحدث في غضون ثلاث سنوات، أو قد لا يحدث حتى نهاية القرن.
بينما أشارت توقعات أغلب المحاكاة أن هذا اليوم المأساوي من الممكن يحدث في خلال من 7 إلى 20 عاما، وإن قيام البشر بتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة لن يغير في حدوث هذا اليوم، كما توقعت 9 محاكاة أن يحدث هذا اليوم في فترة من 3 إلى 6 سنوات، وعلى الرغم من أن هذه الحالة تبدو غير مرجحة، فما زالت تشكل خطرا كبيرا، مما دفع الباحثون لدراسة الظروف التي قد تؤدي إلى هذا الانتقال السريع.
أسباب حدوث أول يوم خال من الجليد
رأى الباحثون أن السبب في اقتراب حدوث "أول يوم خال من الجليد" في المحيط القطبي الشمالي، قد يرجع إلى زيادة درجة الحرارة والدفء في فصلي الربيع والشتاء بشكل غير معتاد، مما يتسبب في ذوبان الجليد البحري في الصيف التالي لهما، ومع استمرار هذا النمط لثلاث سنوات فإن أول يوم خال من الجليد سيحدث في سبتمبر/أيلول من إحدى السنوات.
وقد أشار الباحثون إلى أن اليوم الأول الخالي من الجليد لن يكون حدثا فرديا، بل سيتبعه المزيد من الأيام الخالية من الجليد، مما قد يؤدي في النهاية إلى أشهر كاملة دون جليد في المحيط.
تأثيرات خلو القطب الشمالي من الجليد
وينتج عن اليوم الاول الخالي من الجليد في المحيط القطبي الشمالي كثير من التأثيرات الأخرى على البيئة وطبيعة المناخ على كوكب الأرض، وأكدت ألكسندرا يان، عالمة المناخ في جامعة كولورادو، أن "اليوم الأول الخالي من الجليد لن يغير الأمور بشكل درامي، لكنه سيُظهر أننا قد غيرنا بشكل جوهري إحدى أبرز سمات البيئة الطبيعية في المحيط القطبي الشمالي، وهو كونه مغطى بالجليد والثلج طوال العام".
وكانت كمية الجليد البحري في القطب الشمالي تتقلص بوتيرة غير مسبوقة. ففي عام 2024 تم تسجيل الحد الأدنى من المساحة الجليدية في 11 سبتمبر/أيلول، حين بلغت 4.28 مليون كيلومتر مربع، وهو ما يعد السابع الأقل في التاريخ.
أهداف اتفاق باريس
أظهرت الدراسة أن الأيام الخالية من الجليد تحدث في السنوات التي تتجاوز فيها درجات حرارة الأرض 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، وهو الهدف الذي حدده اتفاق باريس للمناخ.
إذا تمكنت الدول من الالتزام بالإرشادات الواردة في هذا الاتفاق فقد يتأجل حدوث أول يوم خال من الجليد في المحيط القطبي الشمالي. ومع ذلك تشير التوقعات إلى أن عام 2024 قد يكون العام الأول الذي شهد ارتفاعا في درجات الحرارة متجاوزا هذا الحد.