المنتدى الليبي الأمريكي الأول للطاقة.. آمال محاطة بالتحديات

أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط الليبية، عزمها بالشراكة مع شركة «الحرية أولاً» الأمريكية، تنظيم المنتدى الليبي الأمريكي الأول للطاقة خلال الفترة القريبة القادمة.
ويهدف المنتدى، وفقاً لبيان المؤسسة إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين ليبيا والولايات المتحدة الأمريكية، وتوسيع دائرة الشراكة والاستثمار في قطاع النفط والغاز، بما يحقق مستقبلاً واعداً للطاقة المستدامة، والتعاون في مجال نقل الخبرات وتوطين المعرفة التقنية والفنية.
ومن المزمع أن يجمع هذا اللقاء الاستراتيجي، الذي سيُعقد في ليبيا، عدداً من ممثلي ومندوبي الشركات الأمريكية الرائدة في مجال النفط والغاز، ولفيفاً من المستثمرين مع نظرائهم من الجانب الليبي في القطاعين الرسمي والخاص المعنيين بصناعة الطاقة.
ضرورة لتنمية الاقتصاد
وترى رئيسة قسم العقود السابقة بالمؤسسة الوطنية للنفط، نجوى البشتي، أن المشاركة مع شركات أمريكية للاستثمار في قطاع النفط والغاز ليست خيارًا بل مطلبًا أساسيًا إذا ما أردنا النهوض بهذه الصناعة الحيوية.
وأوضحت البشتي أن قطاع النفط والغاز في ليبيا تعثر بشكل كبير منذ عام 2011 بسبب الأوضاع الأمنية وعدم الاستقرار السياسي، إضافة إلى الفساد المالي والإداري الذي عانت منه البلاد مع تعاقب الحكومات.
النزاهة والشفافية
وحذّرت البشتي من إعادة تكليف أشخاص تحوم حولهم شبهات فساد لتولي ملفات التفاوض أو التعاقد في مراحل مختلفة، مشيرة إلى أن بعض الأسماء التي ثبت تورطها في قضايا فساد يتم الاستعانة بها عبر شركة مرزق لندن كمستشارين للمؤسسة، في حين يتم إعادة تكليف آخرين كانوا قد أفسدوا صفقات مهمة مع شركات أمريكية بعضوية لجان مختلفة.
وأكدت البشتي أن المهنية والنزاهة يجب أن تكون الأساس في التعامل مع الشركات والمؤسسات الأمريكية، معتبرة أن هذه الشراكات ليست مجرد اتفاقيات اقتصادية، بل تحمل أبعادًا سياسية واقتصادية تؤثر بشكل مباشر على استقرار الاقتصاد الليبي.
- خبير نفطي: شراكة ليبيا و«سوناطراك» تعزز التطوير الاستراتيجي للحقول
- تركة الماضي.. ليبيا تفتش في تعاقداتها بقطاع الطاقة
انفتاح على الشرق
قال محلل أسواق الاقتصاد والطاقة علي الفارسي إن الولايات المتحدة في عهد الرئيس دونالد ترامب أكثر انفتاحًا على قطاع الطاقة الليبي، مشيرًا إلى أن واشنطن بدأت تعود بقوة إلى مناطق استراتيجية في الشرق الأوسط بعد سنوات من عدم الاستقرار السياسي.
ودعا الفارسي في تصريحات لـ"العين الإخبارية" المؤسسة الوطنية للنفط إلى تعزيز أمن إنتاج الطاقة والغاز والكهرباء لتحقيق استقرار اقتصادي أكبر، بما يدعم هدف المؤسسة في رفع الإنتاج إلى مليوني برميل يوميًا.
أمن الطاقة
وأضاف أن رؤية القوات المسلحة العربية الليبية 2030 غيّرت ملامح مناطق استكشاف النفط والغاز البرية والبحرية، ومنحت الثقة لكبرى شركات النفط الأمريكية لمواصلة الاستثمار في ليبيا والوفاء بالتزاماتها.
وأشار الفارسي إلى أن النهج الجديد الذي تتبناه المؤسسة الوطنية للنفط، والمتمثل في الانفتاح على الشركات العالمية، وخاصة الأمريكية، عبر توفير بيئة استثمارية آمنة وشفافة، وتعزيز الابتكار وتطوير البنية التحتية للطاقة، سيساهم في نقل التكنولوجيا النفطية، وتقديم مساهمات مجتمعية، إضافة إلى اتباع سياسات بيئية متقدمة بالقرب من المواقع النفطية.
شركات أمريكية
وأكد أن الولايات المتحدة تضم أكبر ثلاث شركات عاملة في ليبيا، وهي هيس، وذرفورد، وكونوكو فيليبس، إلى جانب هاليبرتون، إضافة إلى مشروع مصفاة أوباري الذي يُعد من أبرز المشاريع الاستراتيجية في الجنوب الليبي بإشراف شركة هانيويل.
وأوضح أن هذه الشركات تعمل في مجالات صيانة الحقول وبناء المصافي وتعزيز القدرات الإنتاجية، مشيرًا إلى أن معظم الاستثمارات الأمريكية تتركز في إنتاج الخام والتكرير.
واختتم الفارسي بالقول إن المؤسسة الوطنية للنفط في عهد مسعود سليمان تتميز بقدر أكبر من الاستقرار والانسجام مع الأجسام السياسية، ما يشجع على استمرار تدفق الاستثمارات الأجنبية في القطاع النفطي.