أزمة وكلب وكارثة.. إيلون ماسك يفتح صندوق أسرار صفقة تويتر
قدم الملياردير إيلون ماسك حصاد أول 6 أشهر يقضيها في منصب الرئيس التنفيذي لشركة تويتر، متحدثا في حوار جديد لـ"بي بي سي".
وكشف إيلون ماسك عن الكثير من التفاصيل التي عاشها خلال هذه المدة له على رأس إدارة ثاني أبرز منصة تواصل اجتماعي في العالم، كما كشف عن تفاصيل عاداته اليومية الخاصة.
ومما قاله ماسك، إنه كان ينام على أريكة، داخل مكتبة الطابق السابع للشركة، التي استحوذ عليها قبل ما يقرب من 6 أشهر بمقابل 44 مليار دولار، ويديرها كلبه الأليف الذي يدعى "فولكي".
وتقول "بي بي سي"، إن ماسك، فرغ ضمن هذا الحوار، الكثير من المحاور حول عدد من النقاط الهامة التي تخص سياسة شركته، فتحدث عن الزيادة المزعومة في المعلومات المضللة التي انتشرت عبر تويتر منذ توليه المنصب.
والمقابلة التي أجريت في مقر الشركة، وصفتها "بي بي سي"، بأنها كانت شاملة لكثير من النقاشات مع ماسك، فطالت جدالاته المتكرر مع المتابعين، وشائعة امتلاك عائلته لمنجم زمرد التي قام بنفيها بشكل قاطع، وأيضا ما تعلمه من دروس في الأشهر الستة الأولى لتوليه مسئولية إدارة تويتر.
كيف تحولت تويتر تحت إدارة ماسك؟
قالت "بي بي سي"، أنه مما شهدته منصة تويتر من تغييرات تحت إدارة ماسك، أنه قام بإدخال سياسات تعكس رؤيته لحرية التعبير بشكل أكبر وأكثر وضوحا.
كما طبق ماسك، واحدة من أضخم عمليات التسريح للموظفين التي تشهدها شركة تويتر على الإطلاق، وحرص ماسك على تخفيض تكاليف النفقات بشكل كبير، وإجراء عدد من التجارب مع قليل من الاهتمام للوقوف على جدوى ما قام به من تغييرات، كان من الممكن أن تؤدي لتعطيل الموقع.
أيضا تحت إدارة ماسك، توسعت شركة تويتر في تطبيق نموذج الاشتراكات المدفوعة في عدد مما تتيح من ميزات وخدمات، فأصبحت العلامات الزرقاء المخصصة للتحقق، باشتراك شهري 8 دولارات.
كما ألغى ماسك العديد من ضمانات الإشراف على المحتوى، التي تستهدف منتحلي الشخصية، والمتاجرين بالمعلومات المغلوطة.
أيضا، قام ماسك بتسريح ما يزيد عن ثلثي القوى العاملة بشركة تويتر منذ توليه الإدارة، وفي المقابلة، قال ماسك إن هذا الإجراء لم يكن مسليا على الإطلاق بالنسبة له، وأن الأمر كان مؤلم.
وفي حواره قال ماسك "الآن أصبحت شركة تويتر تعمل بقوام 1500 موظف، نزولا من 7000 موظف".
وأشار ماسك في حديثه لمشكلات واجهتها الشركة مثل غلق مركز بيانات تويتر في ديسمبر، الأمر الذي أدى إلى مشكلات في خدمات الشركة، وقال في هذا الشأن إنه كان حادث كارثي.
أيضا، حرص ماسك في سياسته على فرض مزيدا من التركيز لجعل تويتر في قوامه الأساسي موقعا للفيديو، مع تعزيز مرونته في مواجه التحولات الواسعة بعالم التواصل الاجتماعي.
وعبر ماسك عن رضاه بشأن النمو الذي يشهده تويتر حاليا، مشيرا لأن المعلنين بدأوا في العودة من جديد للموقع.
أزمة تغريدات الكراهية
كانت من التحديات التي واجهها ماسك في الشهور الست من إدارته لتويتر، رده على اتهامات السماح بانتشار تغريدات الكراهية عبر منصة تويتر تحت ادارته.
وتقول "بي بي سي"، أن ماسك دخل في العديد من الجدالات مع صحفيين ورواد أعمال منهم "بول بيلوسي"، في هذا الشأن، وكان شديد النفي في ردوده على تغريدات المتابعين، حول أي دلائل تشير للسماح بانتشار تغريدات الكراهية عبر منصته.
رغم ذلك، أشارت بي بي سي، إلى تقرير سابق لواشنطن بوست، كشفت به عن أن موقع تويتر كان يسمح بتأجيج خطاب الكراهية عبر صفحة تدار عليه باسم For You.
وأظهر تحليل قامت به واشنطن بوست، أن الحسابات التي تتبع هذه الصفحة، كانت صفحات يغلب عليها الطابع المتطرف أو مرتبطة بمتطرفين، وتشمل تغريداتهم اقتباسات وصور لأدولف هتلر على سبيل المثال.
تويتر تحت إدارة الكلب "فولكي"
وفي حواره تتطرق ماسك أيضا لعدد من الأحداث المثيرة للجدل التي خاضها مع المتابعين، وكان منها تعليقاته بشأن فيروس كورونا، وقال إن "كورونا الآن لم يعد مشكلة".
أيضا تحدث عن ردوده في التغريدات حول تعيين كلبه على رأس الشركة، وقال ماسك إنه سبق وأطلق استطلاع رأي لمتابعيه يسألهم حول رغبتهم في استمراره على رأس شركة تويتر من عدمه.
وبعد أن ذهبت أغلبية الردود في الاستطلاع لصالح تنحيه عن منصبه، كان رد ماسك أنه قبل بهذا الرأي وأنه بالفعل تنحى عن إدارة تويتر لصالح كلبه الأليف.
علق أيضا ماسك على ما تثيره تغريداته من جدل واسع النطاق في بعض الأحيان، وقال إنه من المفترض أن لا يقوم بنشر تغريدات بعد الساعة الثانية أو الثالثة فجرا، واصفا ما كان ينشره من تغريدات تسبب له الجدل، بأنها بمثابة قيامه بإطلاق النار على قدمه، واعترف بذلك في حواره مع "بي بي سي".
أيضا تحدث ماسك عن بعض الخطط المستقبلية التي عمل عليها ضمن إدارته لتويتر ولم تتحقق، حيث قال إن أحد مباني الشركة كان سيتحول لملجأ للمشردين، ولكن هذا المشروع قوبل بالرفض من قبل مدير بناية مقر تويتر في سان فرانسيسكو.
أيضا أكد ماسك على سعي شركته لمواكبة ما يشهده العالم حاليا من تطور في مجال الذكاء الاصطناعي، وتطوير روبوت دردشة مشابهة لـ ChatGPT.
كما نفى ماسك أنه استخدم منصة تويتر في اتخاذ أي قرارات في صالحه طوال الفترة السابقة من إدارته لها.