لأول مرة في التاريخ.. دماغ صناعي ينبض بالحياة
في أحد مختبرات جامعة كاليفورنيا، جلس علماء يتساءلون: هل يمكن أن نصنع نسيجا يشبه الدماغ البشري، دون استخدام أي جزء من الحيوانات؟
كان هذا الأمر يبدو خياليا، لأن العلماء عادة يحتاجون إلى مواد حيوية من الحيوانات لكي تنمو الخلايا العصبية، لكن تلك المواد تكون غير واضحة التركيب، وأدمغة الحيوانات ليست مشابهة بما يكفي للدماغ البشري.. ومع ذلك، قرر الفريق المحاولة.

بداية الإنجاز
كانت قائدة الفريق الدكتورة إيمان أبوشادي، أستاذة الهندسة الحيوية بجامعة كاليفورنيا، تعرف جيدا أن هناك مشكلة في الطرق القديمة، وقالت لطلابها: "نحتاج لنسيج يمكن أن يعتمد عليه الأطباء والباحثون، دون أن نضطر لاستخدام الحيوانات".
وهكذا بدأوا بتجربة مادة صناعية اسمها " بولي إيثيلين جلايكول" ، وهي مادة لا يلتصق بها شيء عادة، ولا تهتم بها الخلايا أبدا، لكن الفريق لم يستسلم، وقرر تحويل المادة الجامدة إلى "متاهة حية".
عمل العلماء على إعادة تشكيل هذه المادة، ليس كقطعة صلبة، بل كمتاهة صغيرة مليئة بالثقوب، وكانت ثقوب متشابكة تشبه الأنفاق، تسمح للخلايا بالدخول والعيش والتواصل.
وفجأة، بدأت الخلايا تفعل شيئا لم يتوقعه أحد، حيث بدأت بالنمو، وتبنى شبكة عصبية حقيقية داخل الهيكل الصناعي، وكانت تلك أول مرة يرى فيها العلماء خلايا دماغ تنمو على شيء ليس له أصل حيواني إطلاقا، وتم الإعلان عن ذلك في دورية " أدفانسد فانكشنال ماتيريالز".
وهذا النسيج الجديد يمكن أن يساعدنا في فهم أمراض مثل الزهايمر والسكتة الدماغية، تجربة الأدوية بطريقة أكثر أمانا وبدون مؤثرات حيوانية، الاستغناء عن استخدام أدمغة الحيوانات في البحوث، وإجراء دراسات طويلة لأن المادة الصناعية ثابتة ولا تتحلل بسرعة.
إلى أين تتجه القصة الآن؟
والنسيج الحالي صغير، بحجم عملة معدنية صغيرة، لكن الفريق يعمل على تكبيره، وحلمهم الأكبر، هو بناء مجموعة أعضاء صغيرة، متصلة ببعضها، تعمل معا مثل جسم إنسان مصغر.
قد يبدو هذا خيالا علميا، لكن نفس الشيء كان يقال عن "دماغ بلا أي مادة حيوانية"، واليوم، أصبح حقيقة
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTU4IA==
جزيرة ام اند امز