سوق السمك في المنيب مغلق مؤقتا.. قصة مصرية عمرها 70 عاما (فيديو)
"شادر السمك" هو أحد الأفلام المصرية التي تركت بصمة كبيرة في أنحاء الوطن العربي، ورسمت صورة واضحة لما يدور في كواليس أشهر أسواق السمك بالمنطقة.
"سوق المنيب" الذي يمتد عمره لمئات السنين، عندما كان موقعه في ميدان الجيزة، قبل أن يتم نقله في خمسينيات القرن الماضي، يمر بمرحلة مهمة في تاريخه.
قبل أيام قليلة قررت محافظة الجيزة في مصر إزالة سوق السمك في حي المنيب الشعبي، ضمن خطة تطوير تستمر حتى نهاية العام الجاري.
تتضمن الخطة إقامة 143 باكية للبائعين، ورفع كفاءة واجهات السوق والمبنى الإداري وتحسين شبكة الصرف الصحي.
أحمد راشد محافظ الجيزة، تحدث عن خطة تطوير أقدم وأشهر أسواق السمك في مصر، وقال، تم نقل السوق مؤقتا من مكانه إلى مكان آخر قائلا "من المقرر الانتهاء من خطة التطوير بنهاية العام الجاري، لبدء تشغيل السوق والذى سيساهم في إحداث نقلة نوعية للمنطقة".
70 عاما
"حلقة السمك في حي المنيب في الجيزة، أشهر الأسواق المتخصصة في تجارة الأسماك، وفقًا لتقديرات سابقة للغرف التجارية المصرية والتي أكدت أن حجم رؤوس الأموال التي تعمل في السوق تقترب من ملياري جنيه سنويا".
اكتسب السوق شهرة واسعة لكونه مسرحا لعدد من الأعمال الفنية بالسينما والتليفزيون من بينها فيلم شادر السمك الذى عرض في 1986 بطولة النجم الراحل أحمد زكي ونبيلة عبيد ومحمد رضا والذى جسد صراعات البيزنس وتجارة السمك آنذاك بين التجار وبعضهم في صورة الحرب بين جمالات الأرملة وتجار السوق على رأسهم المعلم عتريس وصفوان وسليم إلا أن يقف بجانبها أحد العمال في شادر السمك لتنقلب الأحداث بعد ذلك.
يحمل سوق السمك بالمنيب حكايات وأسرار عديدة منذ خمسينيات القرن الماضي، خلافًا لتميزه بضم جميع أنواع الأسماك النيلي والبحرين الأحمر والأبيض التي تنتقل إليه بانتظام، ويباع السمك في السوق بنظام المزاد الذى يجري يوميا بين تجار التجزئة ، ثم يتم نقل طاولات السمك إلى متجره الخاص .
مع عمليات التطوير انتقلت الأصوات من مقرها التي ظلت تتعالي فيه ما يزيد على 70 عاما، بكلمات تشويق على السوق من بين عبارات مناداة على أنواع الأسماك وجذب الزبائن، وبين نداءات العمال على بعضهم.
لعدة أشهر سيفقد سكان المباني المجاورة للسوق رائحة السمك الطازج الذي يبدأ في التدفق إلى السوق عبر سيارات يوميا من كل مكان، ويبدأ تجار التجزئة في البيع من الثامنة صباحا وحتي الخامسة مساء لتبدأ بعد ذلك عمليات تنظيف حلقة السمك.
ترجع تسمية سوق السمك بالمنيب بحلقة السمك إلى اجتماع التجار في شكل دائري أثناء المزاد حتى يلتفون حول طاولات السمك، وهو الاسم الأشهر في مصر على جميع أسواق السمك "حلقة السمك".
حلقة الميدان
السوق يوجد في مصر منذ مئات السنين وكانت تقام في ميدان الجيزة، حيث كانت المراكب النيلية تفرغ حمولتها من الأسماك هناك ويجري المزاد ويقوم التجار بنقل الطاولات إلى الأسواق المختلفة وظل الحال هكذا إلى أواخر الخمسينيات من القرن الماضي إلى أن وجدت الحكومة المصرية أن حلقة سوق السمك تعيق حركة المرور في الميدان الشهير، فنقلتها إلى حي المنيب.
الحلقة مقسمة بين تجار تجزئة وتجار جملة ولكل منهما مكان معروف مقابل حق انتفاع شهري، وتضم الحلقة في شكلها قبل عمليات التطوير نحو 100 محل و30 مخزنا للخدمات، وبها مخزن علوي لتخزين الأسماك حال وصولها مبكرا.
كبار السوق
أن تصبح معلماً كبيراً في السوق ليس بالأمر السهل أو الهين كما صورته السينما، فعالم تجارة السمك خطير جداً، وأخطر من البورصة، فالأسماك عمرها قصير ولو فسدت قبل بيعها فإن التاجر ستلحقه خسائر كبيرة جدا.
تأتي الأسماك النيلية من بحيرة أسوان والبحري من دمياط والبرلس ورشيد والعريش ومطروح والغردقة ورأس غارب والإسكندرية لتباع بالجملة في سوق السمك بالمنيب، بحسب بيانات اتحاد الغرف التجارية بالقاهرة.
aXA6IDMuMTQ0LjIzNS4xNDEg جزيرة ام اند امز