أسرار اضطرابات السمع البشرية تكشفها "سمكة"
العلماء حددوا باستخدام سمكة الزرد، مسؤولية جينات معينة عن التحكم في خلايا الشعر في آذاننا، التي تسمح لنا بسماع الأصوات
أضافت سمكة "الزرد" قيمة جديدة للأبحاث الطبية بالكشف عن رؤية جديدة في فهم اضطرابات السمع الخلقية لدى البشر.
وحدد العلماء من جامعة كارديف البريطانية باستخدام سمكة الزرد، مسؤولية جينات معينة عن التحكم في أنماط الخلايا الصغيرة "المسماة بخلايا الشعر" في آذاننا التي تسمح لنا بسماع الأصوات ومعالجتها، وفق الدراسة المنشورة في العدد الأخير من دورية "نيتشر كوميونيكيشن".
وفي مايو الماضي، استخدم علماء الأعصاب في جامعة أوهايو الأمريكية سمكة الزرد لمتابعة ما يحدث من اضطرابات في الدماغ، تؤدي لأمراض مثل التوحد وانفصام الشخصية، بحسب إحدى الدراسات المنشورة في دورية إيينيرو "eneuro" العلمية، إلا ان الدراسة الجديدة تقدم استخداما جديدا للسمكة في فهم اضطرابات السمع الخلقية لدى البشر.
ويُعتقد أن العوامل الوراثية تسبب أكثر من 50% من جميع حالات فقدان السمع الخلقي، ويعزى الكثير منها إلى اختلال أو تلف خلايا الشعر الصغيرة.
وتوجد هذه الخلايا داخل قوقعة الأذن ويتم "ضبطها" للاستجابة للأصوات المختلفة بناءً على درجة الصوت أو التردد، فعندما يدخل الصوت الأذن، فإن الشعر يغير اهتزازات الصوت إلى إشارة كهربائية يتم إرسالها إلى الدماغ، مما يسمح لنا بالتعرف عليها.
وباستخدام سمكة الزرد، ألقى العلماء الضوء على الجينات التي تقود عمل هذه الخلايا، إذ تحتوي السمكة على خلايا شعر على طول جسمها مشابهة لتلك الموجودة عند البشر وتستخدمها لقراءة اختلافات الضغط في الماء.
والأهم من ذلك أن سمكة الزرد يمكنها تجديد هذه الشعيرات عند تعرضها للتلف، مما يوفر للعلماء بيئة اختبار مثالية لفهم الوقت الذي قد تسوء فيه الأمور، علاوة على ذلك، ونظراً لعدم إمكانية الوصول إلى الأذن الداخلية، فإن دراسة خلايا الشعر عند البشر أمر صعب للغاية.
وفق تقرير نشره موقع "جامعة كارديف" الأسبوع الماضي، فإن الفريق البحثي حدد الجينات التي تتحكم في توصيل إشارتي "PCP" و"Wnt"، الموجودتين في كل من البشر والزرد ويؤثران على الطريقة التي تنسق بها خلايا الشعر اتجاهاتها.
وتوصيل الإشارة، هي العملية التي يتم من خلالها نقل إشارة كيميائية أو فيزيائية عبر الخلية بما يؤدي لحدوث إستجابة خلوية، ومن خلال إيقاف تشغيل الجينات المتحكمة في هذه الإشارات بشكل منهجي بسمكة الزرد، تمكن الفريق البحثي من دراسة الآثار المتعددة التي يمكن أن تحدثها على اتجاه خلايا الشعر المسؤولة عن السمع.
وأظهرت النتائج أنه يمكن أن تؤدي بعض التغييرات في الجينات إلى وجود خلايا دائرية أو لولبية في خلايا الشعر، بما يؤثر على السمع.
وتقول د.تاتيانا بيوتروفسكي، المؤلف الأول بالدراسة في التقرير الذي نشرته الجامعة: "بدأنا للتو في فهم الآليات التنظيمية المعقدة الكامنة وراء خلايا الشعر ودورها في السمع، ونأمل أن يبني آخرون على ما توصلنا له لعلاج مشاكل السمع الخلقية".
وتضيف: "النتيجة الكبرى التي توصلنا إليها هي فهم ما يؤثر على اتجاهية خلايا الشعر بسمكة الزرد، وبالتبعية في البشر.. وهذه النتائج يمكننا استغلالها لعلاج مشاكل السمع الخلقية".
aXA6IDE4LjE4OC4xNTQuMjM4IA== جزيرة ام اند امز