أسماك الزرد تحسم الجدل.. "السيروتونين" مسؤول عن النوم
"السيروتونين" جُزيْء متعدّد الأغراض، موجود في جميع أنحاء الدماغ، ويؤدي دوراً مهماً في الذاكرة والإدراك ومشاعر السعادة وسائر العواطف.
حسمت أسماك الزرد، المُستَخدمة على نطاق واسع في الأبحاث الطبية، الجدل حول مسؤولية جُزيْء "السيروتونين" عن النوم.
و"السيروتونين" جُزيْء متعدّد الأغراض، موجود في جميع أنحاء الدماغ، ويؤدي دوراً مهماً في الذاكرة والإدراك ومشاعر السعادة وسائر العواطف.
وناقش باحثون منذ فترة طويلة دور الجُزيْء في النوم، إذ وقع جدل بين من يرى أنه مسؤول عن "السبات"، وبين من يعتبرونه مؤثراً في الاستيقاظ.
ولحسم الجدل استهدف تعاون بحثي مشترك، قاده معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، هياكل قديمة تطورية في جذع الدماغ، لمجموعة واسعة من الكائنات الحية مثل الأسماك والبشر.
تُسمَّى هذه الهياكل "raphe nuclei"، وهي مسؤولة عن تصنيع "السيروتونين" وإرساله إلى مناطق أخرى في الدماغ، حيث قام الباحثون بإحداث طفرة بسمك الزرد المُعدَّل وراثياً، حتى لا ينتج "السيروتونين" عن تلك المنطقة من جذع الدماغ، فوجدوا أن هذه الأسماك نامت نحو نصف المدة التي تنامها الأسماك العادية.
أعطت النتيجة الباحثين مؤشراً إلى أن الجُزيْء ضروري بغية نيْل كميات طبيعية من النوم، إذ نجحت التجربة ذاتها على الفئران.
وقال ديفيد بروبر، الباحث المشارك بالدراسة، في تقرير نشره موقع معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا: "هذه النتيجة تساهم في شرح بعض الآثار الجانبية للعقاقير المضادة للاكتئاب، والتي تزيد من مستويات (السيروتونين) في الدماغ، ويعود الفضل إلى أسماك الزرد".
وأصبح العلماء يستعينون في دراساتهم وتجاربهم بالأسماك المذكورة لأنها من الفقاريات، وتتشابه مع الإنسان في كثير من الصفات.
وأثبتت أبحاث متخصّصة أن "الزرد"، بعد تشريحها بدقة، تتقاسم مع الإنسان جزءاً كبيراً من الحمض النووي، كما أنها شفافة، ما يساعد العلماء على متابعة تأثير التعديل الجيني و العلاجات الدوائية.