أسماك الزرد.. أمل البشر في علاج الشبكية التالفة
العلماء يكتشفون المسارات الطبيعية والجينات التي تحفز عمل خلايا جذعية مسؤولة عن تجديد الخلايا العصبية في شبكية عين سمك الزرد.
كشف باحثون من جامعة فاندربيلت بولاية تينيسي الأمريكية، عن أن أسماك الزرد الصغيرة يمكن أن تقود العلماء إلى علاج يساعد على تجديد شبكية العين التالفة في البشر.
ولا يمكن للبشر، كما كل الثدييات، تجديد الخلايا العصبية في شبكية العين التي فقدت أو تضررت بسبب المرض، ولكن في الأسماك العظمية مثل أسماك الزرد عندما يحدث تلف للشبكية يحدث استجابة تلقائية وتستعيد السمكة وظيفة الشبكية وبنيتها.
ويبلغ طول أسماك الزرد بوصة واحدة، وتُستخدم على نطاق واسع "ككائن حي" في دراسات البحوث البيولوجية والطبية.
وخلال الدراسة التي نشرت في العدد الأخير من دورية "Cell Reports"، حاول الفريق البحثي فهم الآلية التي تساعد أسماك الزرد على تجديد شبكية العين التالفة، وتساءلوا عن إمكانية أن يساعد ذلك في التوصل لطرق جديدة تساعد على تجديد الشبكية لدى البشر.
اكتشف العلماء المسارات الطبيعية والجينات التي تحفز عمل خلايا جذعية تسمى "مولر جليا Müller glia "، وهي مصدر الخلايا العصبية التي تم تجديدها في شبكية عين الزرد.
ويقول جيمس باتون، أستاذ العلوم البيولوجية بجامعة فاندربيلت في تقرير نشره موقع الجامعة، الإثنين: "هدفنا التالي هو تحديد المسارات والجينات التي يمكن تفعيلها للحث على سلوك مماثل لما يحدث في سمك الزرد ليحدث في شبكية العين البشرية".
وسمكة الزرد أصبحت تروق للعلماء في الأبحاث الطبية لعده أسباب، منها أنها من الفقاريات، ولذلك تتشابه مع الإنسان في كثير من الصفات، بل إن بعض الأبحاث وجدت بعد تشريح دقيق لها أنها تتقاسم مع الإنسان جزءا كبيرا من الحمض النووي، كما أنها شفافة، بما يساعد العلماء على متابعة تأثير التعديل الجيني والعلاجات الدوائية.
كما تتميز بالنضج المبكر، حيث تفقس بيضها بعد يومين فقط من الإخصاب، وتكون العديد من الوظائف الأساسية للأجنة قد اكتملت بعد حوالي خمسة أيام، مما يسمح للباحثين بإجراء فحص سريع ومفيد للتغيرات أثناء النمو التي قد يكون لها في النهاية آثار في إحباط الأمراض التي تصيب الإنسان.