"فيتش" تخفض تصنيف الأرجنتين للدين السيادي إلى "ccc"
الوكالة تتوقع أن ينكمش اقتصاد الأرجنتين بنسبة 2.5% في 2019 انخفاضا من تقدير سابق بلغ 1.7%، وكذلك ارتفاع الدين الحكومي بنحو 95%.
خفضت وكالة فيتش للتصنيفات الائتمانية، في وقت متأخر من مساء الجمعة، تصنيفها للدين السيادي للأرجنتين من (B) إلى (CCC)، وهو ما يبرز احتمالاً متزايداً للتخلف عن السداد في أعقاب نتيجة صادمة لانتخابات تمهيدية هوت بالبلاد إلى أحدث أزمة اقتصادية.
وشهدت الأسواق في الأرجنتين هبوطاً حاداً معظم الأسبوع بعد انتخابات الأحد التي أنزل فيها مرشح يسار الوسط الرئاسي ألبرتو فرنانديز هزيمة كبيرة بالرئيس ماوريسيو ماكري المنتمي ليمين الوسط.
وأشار الفارق الكبير لصالح فرنانديز إلى أنه قد يفوز في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في أكتوبر/تشرين الأول، وهو ما قد يخاطر بوضع نهاية لإصلاحات اقتصادية للسوق الحرة وخطة تقشف يساندها صندوق النقد الدولي.
وفي ضربة جديدة إلى صانعي السياسات في الأرجنتين، خفضت فيتش اليوم تصنيفها للدين السيادي لثالث أكبر اقتصاد في أمريكا اللاتينية إلى (CCC) وقالت إنها تتوقع أن ينكمش اقتصاد الأرجنتين بنسبة 2.5% في 2019 انخفاضاً من تقدير سابق بلغ 1.7%.
وفي سياق متصل، قالت شركة هوندا موتور اليابانية، الثلاثاء الماضي، إنها ستوقف إنتاج السيارات في الأرجنتين العام المقبل في إطار تحول عالمي في كيفية تقسيم إنتاجها بين المناطق.
وأضافت فيتش أنها تتوقع أن يرتفع الدين الحكومي للأرجنتين إلى بنحو 95% من الناتج المحلي الإجمالي في 2019.
وقالت فيتش "خفض تصنيفات الأرجنتين يعكس ضبابية متزايدة في السياسات في أعقاب الانتخابات التمهيدية، وتشديداً حاداً لأوضاع التمويل، وتدهوراً متوقعاً في بيئة الاقتصاد الكلي، وهو ما يزيد من احتمالات تخلف عن سداد الدين السيادي أو نوع ما لإعادة هيكلته".
وأضافت وكالة التصنيفات أنها تتوقع أن يستقر النمو في 2020 بينما حذرت أيضاً من أنه من المرجح أن يكون هناك الكثير من الشكوك "بالنظر إلى عدم الوضوح الذي يحيط بالسياسات الاقتصادية الرئيسية بعد الانتخابات".
وقالت فيتش إن فرص فوز فرنانديز في الانتخابات تزايدت، وهو ما يزيد الشكوك بشأن مستقبل خطة ماكري التقشفية التي يساندها صندوق النقد الدولي.
وأضافت أن اختيار فرنانديز للرئيسة اليسارية السابقة كريستينا فرنانديز دي كوشنر لخوض الانتخابات معه على منصب نائب الرئيس، يبرز تلك الشكوك، كما تجدر الإشارة إلى أن الرئيسة السابقة منتقدة منذ وقت طويل لبرنامج صندوق النقد الدولي.
يذكر أنه في يوليو/تموز الماضي توصل صندوق النقد الدولي والسلطات الأرجنتينية إلى اتفاق للإفراج عن دفعة جديدة من المساعدات بقيمة 5.4 مليار دولار لصالح بوينس آيريس، بحسب ما أعلنه المدير العام المؤقت لصندوق النقد ديفيد ليبتون.
وتندرج هذه الدفعة التي يتوجب أن يوافق عليها أيضاً المجلس التنفيذي للمؤسسة في جلسته المقبلة في 12 يوليو/تموز، ضمن برنامج مساعدات بمبلغ 57.1 مليار دولار جرى إقراره العام الماضي.
وحتى الآن، منح صندوق النقد 38.9 مليار دولار لإخراج الأرجنتين من أزمتها.