فورين بوليسي: 5 سيناريوهات بعد اغتيال السفير الروسي في تركيا
العلاقات المتوترة بين أنقرة وموسكو العام الماضي وقرون العداء والتنافس التاريخي تدفع للتفكير في سيناريوهات تصعيدية محتملة
على ما يبدو أن اغتيال السفير الروسي لدى تركيا، أندريه كارلوف، الاثنين، في أحد المعارض الفنية في أنقرة على يد ضابط شرطة يدعى مولود ميرت ألطنطاش، كان ردا على دعم روسيا للحكومة السورية في حصارها الوحشي لمدينة حلب، وفقا لمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية.
وحتى الآن، تقول روسيا وتركيا إن هذه الخطوة يقصد بها إضعاف العلاقات بين البلدين، فيما قالت الخارجية الأمريكية في بيان لها إنها على استعداد لتقديم أي مساعدة للبلدين على حد سواء، وأشارت المجلة الأمريكية إلى أنه لا يزال من غير الواضح ما سيقال أو يحدث بعد ذلك.
لكن نظرا للعلاقات المتوترة بين أنقرة وموسكو على مدار العام الماضي، وقرون من العداء والتنافس التاريخي، واصطدام السياسات التاريخية في الحرب السورية، ثمة سيناريوهات تصعيدية محتملة يبنغي التفكير فيها، وفقا للمجلة.
1- استهداف القراصنة الروس لتركيا
تميل روسيا إلى التسبب في أزمات سياسية داخلية في دول أخرى عبر اختراق الإنترنت في الأوقات الملائمة، والحكومة التركية تلقت هجمات مماثلة من قبل آخرها كان في 7 ديسمبر/كانون الأول الجاري حيث نشر "ويكليكيس" أكثر من 57 ألف رسالة بريد إلكتروني لوزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي، وصهر الرئيس رجب طيب أردوغان.
وبتلميحات حول أن روسيا تتعاون مع "ويكيليكيس" لنشر رسائل البريد الإلكتروني المخترقة في الماضي، يمكن أن يستهدف وكلاء اختراق الإنترنت لدى روسيا، تركيا، لكشف مزيد من الأسرار حول الأشخاص في دائرة الرئيس أردوغان.
2- انهيار العلاقة الهشة بالفعل بين روسيا وتركيا
سيؤدي إلى ضغط اقتصادي على تركيا، وهو ما حدث تماما بعد نوفمبر/تشرين الثاني 2015 عندما أسقطت مقاتلة "إف 16" تركية قاذفة روسية على الحدود السورية.
وردا على ذلك، حظرت روسيا كثيرا من البضائع التركية، وانخفضت قيمة الصادرات التركية إلى روسيا بـ737 مليون دولار، علاوة على أنه تم تعليق خط أنابيب الغاز الطبيعي التركي "ستريم"، الذي يعد جزء من شراكة استراتيجية بين البلدين، ولم يتحسن الوضع الاقتصادي حتى تقدم أردوغان باعتذار في يونيو/حزيران 2016.
3- استغلال عملية الاغتيال كعذر لمزيد من القمع في تركيا وروسيا
أردوغان اعتقل الآلاف بعد فشل الانقلاب ضد حكومته يوليو/تموز الماضي، بينما صعد بوتين إلى السلطة جزئيا من خلال حملة قمعية ضد تمرد في الشيشان.
4- انهيار وقف إطلاق النار في حلب
تقف كلا من روسيا وتركيا في جهة معارضة للآخر بخصوص الحرب السورية، لكنهما تدخلا كوسطاء في وقف إطلاق النار الأخير في حلب الذي سمح للمعارضة المسلحة والمدنيين بمغادرة المدينة.
وربما يؤدي اغتيال السفير الروسي إلى انهيار وقف إطلاق النار أو إلى معركة متجددة في مكان آخر في سوريا، فالقوات الروسية تمارس مهامها في شمال شرق سوريا ليس بمنأى عن المكان الذي شاركت فيه القوات التركية في هجمات عبر الحدود على المدن التي يسيطر عليها تنظيم "داعش" الإرهابي.
5- أن تلعب روسيا بورقة الأكراد
تركيا عضو في حلف الناتو، ما يجعل من غير المحتمل على روسيا التفكير في شن حرب مباشرة مع تركيا نفسها، لكن ربما تستخدم روسيا علاقاتها التاريخية مع الشعب الكردي الساخط في تركيا، ويشمل ذلك دعم روسي محتمل للميليشيات الكردية ما يؤدي إلى مزيد من الهجمات الإرهابية الكردية.
السبت الماضي، أودت سيارة مفخخة في وسط تركيا بحياة 13 جنديا وأصابت 55 آخرين، وفي 11 ديسمبر/كانون الحالي، أسفر انفجار قنبلتين في إسطنبول عن مقتل 39 شخصا وإصابة 154 آخرين، وتبنت ميليشيات كردية مسلحة هجمات إسطنبول.