"السياحة" ضحية مقتل السفير الروسي في أنقرة
هل تتجاوز العلاقات الاقتصادية بين روسيا وتركيا وخاصة قطاع السياحة حادثة اغتيال السفير الروسي؟
العلاقات الاقتصادية بين روسيا وتركيا تبدو قوية نظراً لزخم مجالات الشراكة بين دولتين تمثلان قوى اقتصادية كبرى في المنطقة، خاصة فيما يتعلق بمجالات السياحة والطاقة والتبادل التجاري.
ولعبت الصراعات السياسية في الآونة الأخيرة دوراً سلبياً في العلاقة بين البلدين بداية بإسقاط تركيا لمقاتلة روسية، وانتهاء بحادث قتل السفير الروسي في أنقرة على يد متطرف.
وتشير الإحصاءات إلى أن التبادل التجاري بين روسيا وتركيا يصل 33 مليار دولار سنوياً، مع توقعات وصوله إلى 100 مليار دولار بحلول عام 2023 بحسب تصريح للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي تعد بلاده سابع شريك تجاري لروسيا وثاني أكبر أسواق التصدير بعد ألمانيا.
وعلى الرغم من تضارب الرؤى السياسية فيما يتعلق بالمنطقة وصراعاتها، تحاول روسيا حماية علاقاتها الاقتصادية بتركيا، حيث يمثل القطاع التصديري الروسي 80 % من حجم التبادل التجاري بين البلدين، وعلى الجانب الآخر فإن السياحة التركية تعتمد بنسب كبيرة على الروس الذين يتوافد منهم قرابة الـ 5 مليون سائح سنوياً إلى تركبا.
- تراجع السياحة بمصر وتركيا يمنح تونس قبلة الحياة
- صندوق النقد: اقتصاد تركيا يعاني من تراجع السياحة والوضع السياسي
وعن تأثر العلاقات بين الجانبين على خلفية حادث مقتل السفير الروسي في أنقرة بالأمس، قالت تركيا بعد إدانتها للحادث: "إنه لن يؤثر على علاقات الصداقة بين الجانبين"، غير أن المتضرر الأكبر جراء الحادث كانت العملتان التركية والروسية، حيث قفز الدولار بنسبة 0.8% إلى 3.5340 مقابل الليرة التركية، وكذلك ارتفع الدولار الأمريكي بنسبة 0.32% أمام الروبل ليصل الدولار إلى 61.8747 روبل وسي.
وفي هذا الشأن قال الخبير السياحي عصام علي، إن أبرز المجالات المتضررة بعد "العملة"، السياحة التركية التي تستقطب أعداداً كبيرة من الروس، حيث إن تركيا تعد أبرز وجهات السياح الروس في المنطقة بجانب مصر وتونس، مشيراً إلى أن الإرهاب أكبر طارد للسياحة.
وأضاف لـ "العين" أن الأزمة هذه المرة، تختلف عن أي عملية إرهابية سابقة، فالمواطنون الروس بتركيا سيشعرون بأنهم مستهدفون لأن منفذ الهجوم وجه رصاصاته إلى روسيا في شخص سفيرها.
وسجلت أعداد السائحين الروس في تركيا 3.6 مليون سائح في عام 2012، وفي عام 2013 بلغ عدد السيّاح 4.3 مليون سائح.
وفي عام 2014 بلغ عدد السيّاح 4.5 مليون سائح.
وفيما يتعلق بملف الطاقة، فمعلوم أن تركيا تعتمد على الغاز الروسي بنسبة 57% من وارداتها، و3 % من الواردات النفطية، فروسيا المورد الرئيسي للغاز إلى تركيا، فضلاً عن المشروعات العملاقة التي تتبناها البلدين في مجالات الطاقة المتعددة ومنها السيل التركي للغاز الطبيعي، وأول محطة نووية لتوليد الكهرباء بطاقة إنتاجية 4800 ميجا وات في مدينة مارسين التركية باستثمارات تصل إلى 22 مليار دولار.
وأكد خبراء اقتصاديون أن جذور التعاون في مجال الطاقة بين البلدين وعدم تأثير حادث إسقاط الطائرة الروسية عليه، لن يتأثر بدوره جراء حادث مقتل السفير خاصة بعد تأكيد موسكو على قوة العلاقات عقب وقوع الحادث مباشرة.
وقال ليونيد سلوتسكي، رئيس لجنة الأمن في مجلس الدوما الروسي، إنّ مقتل السفير الروسي في أنقرة أندريه كارلوف على خلفية الهجوم المسلح الذي استهدفه خلال مشاركته في معرض صور، لن يؤثر سلباً على العلاقات بين تركيا وروسيا.
وبدى جلياً أن تركيا ستتأثر على المدى القريب نظراً لتضرر السياحة الوشيك، بحسب قراءة موقف البلدين من الحادث.
وفي نفس السياق، رأت الصحافة الروسية اليوم أن اغتيال السفير الروسي في تركيا لن يؤثر على العلاقات بين موسكو وأنقرة التي شهدت تقارباً كبيراً خلال الصيف بعد أزمة دبلوماسية حادة استمرت حوالى عام على خلفية النزاع في سوريا.
وأعربت صحيفة "إر بي كا" الاقتصادية عن رأي مماثل معتبرة "من غير المرجح أن تؤدي عملية الاغتيال هذه إلى تدهور جديد في العلاقات" بين موسكو وأنقرة.
وقتل السفير اندريه كارلوف (62 عاماً) مساء الإثنين حين أطلق شرطي تركي النار عليه بينما كان يلقي كلمة خلال افتتاح معرض فني في العاصمة التركية. وقال الشرطي، إنه قام بفعلته ثأراً لما يحصل في حلب، حيث باتت قوات النظام المدعومة من موسكو على وشك استعادة السيطرة على مدينة حلب بالكامل.